Thursday, July 27, 2006

طرق التخلص من خطر النيازك

space.com
ترجمة: علاء غزالة

في نسخة عصر الفضاء من مكافحة النار بالنار اقترح عالم فرنسي استخدام احد النيازك لتدمير نيزك اخر بدلا من تركه يضرب الأرض. ان هذه الخطة غير المعتادة مازالت غير مكتملة المحتوى وتسمح للكوكب بان يتعرض إلى رشات من الحطام. ولكنها قد تكون افضل من الضربة التي تقضي على الحضارة.
ليست هناك نيازك حاليا تقع على خط التصادم مع الأرض. ولكن وجود حفر في الأرض يسمح بالافتراض ان احدها سوف يتم اكتشافه لا محالة في نهاية الامر. ليست هناك خطة محكمة حول كيفية حرف مسار او تدمير نيزك قادم، الا ان العلماء فكروا باطلاق صواريخ نحو تلك النيازك، او ازاحتها بهدوء عن مسارات المجموعة الشمسية، او تلغيمها بقنابل نووية.
الفكرة الجديدة تقوم على الامساك بنيزك صغير نسبيا –ربما بعرض 100 قدم (30 متراً)– وذلك بارسال انسان آلي اليه. سوف يحفر الانسان الآلي مواد من سطح النيزك وينفثها في الفضاء بينما تعمل قوة رد الفعل على توجيه النيزك تدريجيا نحو نقطة لاغرانغ Lagrange point، وهي احدى النقاط المفصلية على طول مدار الأرض والتي تتعادل فيها جاذبية الأرض والشمس. يعلم العلماء ان الاجسام يمكن ان تحفظ بشكل مستقر في نقطة لاغرانغ من دون او بقليل من الطاقة.
السلاح الصخري الذي تم امساكه سوف يبقى هناك، مسافرا حول الشمس، متقدما او متأخرا عن الأرض لحين الحاجة. فاذا هدد نيزك كبير بان يضربنا، فسوف يتم تحريك النيزك الصغير نحو المسار باستخدام نفس تقنية الحفر والنفث. سوف تصطدم النيازك الصخرية مع بعضها فيتحطم الكبير ويتحول إلى قطع صغيرة اقل ضررا نوعا ما. التصادم سوف يؤدي إلى نشر حطام النيزك القادم في اتجاهات مختلفة بحيث لا تضرب جميعها الكوكب.
واعتمادا على الكتلة النسبية لكل من الجسمين، فان ما بين 10 إلى 20 بالمئة من كتلة النيزك القادم سوف تضرب الأرض. يقول ديدر ماسونت من مركز الابحاث الفرنسي: "ولكن الحطام سوف يتناثر فوق مجمل الأرض، على امل ان لا يكون بينها قطع كبيرة بما فيه الكفاية لكي تصل إلى سطح الأرض محتفظة بطاقة تدميرية عالية". يقول ماسونت وزميله بينوت ميسيغناك ان التصادم يجب ان تتم هندسته ليحدث على بعد لا يقل عن 620.000 ميل (مليون كيلومتر عن الأرض وسوف يستغرق ثمانية اشهر للتنفيذ انطلاقا من نقطة لاغرانغ. وقد تم بالفعل تعريف نيزك صغير واحد يناسب المهمة، ويسمى 2000 SG344 ويعتقد ماسونت ان هناك الكثير غيره يمكن ان تفي بالغرض.
يقر الباحثون ان نظامهم باكمله ليس مهيأ تماما لوقت عصيب. يقول ماسونت: "نحن على ثقة اكبر بقدرنا على اقتناص النيزك من قدرتنا على اعادة توجيهه نحو الجسم القادم. يتطلب سيناريو المرحلة الاخيرة تلك اجراء المزيد من الدراسة حول المسارات غير المستقرة بشكل كبير، كما هو مطلوب."
وفي هذه الاثناء هناك وجه اخر لهذه الخطة تمكنها من الاستئناف. المواد التي تم تعدينها من نيازك صغيرة قريبة يمكن ان توفر الاوكسجين السائل للمهمات الفضائية الاخرى، وحتى اكثر كفاءة من تعدينه من القمر، كما اقترح باحثون اخرون. الاوكسجين السائل يمكن ان يستخدم كوقود يتم التزود به من محطة وقود كونية بما يمكن المركبات الفضائية ان تنطلق من الأرض حاملة خزانات اصغر بكثير، وبالتالي ارخص باكثير.
يقترح باحثون اخرون ان يتم تعدين النيازك بحثا عن المعادن الموجودة فيها. ويقول الباحثون: "بضعة الاف الاطنان من الاوكسجين قد تصبح متوفرة على حافة مجال جاذبية الأرض".

Friday, July 21, 2006

الكون المدور: نظرية يمكن ان تحل غموض الكون

space.com
ترجمة: علاء غزالة

ربما تستطيع نظرية مثيرة للجدل توضيح احد اكبر الالغاز في علم الكونيات. وهي تفيد بان الكون قد انبثق للوجود ليس لمرة واحدة، ولكن بشكل متواصل في حلقة لانهائية من الموت واعادة الحياة. تسمى هذه النظرية بنظرية الكون المدور cyclic universe، ويمكن لها ان توضح السبب في ان الشكل الغامض والمقيت من الطاقة المعروف بـ(الثابت الكوني) والذي يُعجّل انفجار الكون هو اصغر بعدة مرات من المتوقع في نموذج الانفجار الكبير Big Bang القياسي. اقترح باول ستينهاردت من جامعة برينستون ونيل توروك من جامعة كامبردج في دراسة حديثة بان الثابت كان ذات مرة اعظم بكثير، ولكن قيمته اضمحلت مع كل اعادة تجسيد للكون.

لغز حيّر العقول العظيمة
يُعتقد بان الثابت الكوني، المعروف ايضا لامدا lambda، هو شكل من اشكال الطاقة يعمل على ان تثبط الجاذبية نفسها مما يؤدي الى تسارع انفجار الكون. وقد اقترح انشتاين مبدئيا هذا الثابت كقوة معارضة لقوة الجاذبية في المادة لتوضيح السبب في كون الكون يبدو ساكنا، لا في حالة نمو ولا في حالة انكماش. ولكنه طرح هذه الفكرة جانبا في وقت لاحق، على كل حال، حينما اظهرت ملاحظات الفلكي ادوين هابل ان الكون في الحقيقة يتوسع. واعيدت الحياة الى لامدا في اواخر التسعينيات حينما اكتشف الفلكيون ان الكون ليس فقط في حالة توسع، وانما هو يتوسع بتعجيل متسارع.
لازال العلماء غير واثقين من طبيعة لامدا. استنادا الى احدى الافكار الشائعة، فانها طاقة الفضاء نفسها. واستنادا الى فيزياء الكم، فان الفضاء الذي يبدو عبارة عن فراغ خاو يحتوي في الحقيقة على جزيئات شبحية تومض باستمرار داخل وخارج الوجود بما يشبه زَبَد البحر. ان هذه الجزيئات تتحرك بسرعة عالية ولكن طاقاتها تجتمع لتعطي كل سنتيمتر مكعب من الفضاء كمية محددة من الطاقة. وطبقا للنظرية النسبية العامة، فان "طاقة الفراغ" تنتج قوة معارضة للجاذبية تعمل على دفع الفضاء –مع المادة ضمنه- مبتعدا.
ولكن هناك مشكلة: ان قيمة لامدا التي اكتشفها العلماء تقل بعدد مكون من واحد امامه 100 صفر من المرات عن القيمة التي تنبأت بها النظرية. لتوضيح هذا الفرق الهائل، اُجبر العلماء على ان يأتوا بنظريات هي الاكثر جموحا على الاطلاق.

توضيح لامدا
احدى الافكار تقول بان قيمة لامدا هي في الحقيقة ليست قليلة ولكنها تبدو كذلك لانها تتعرض للالغاء من قبل قوة اخرى غير معلومة، بدقة تقترب من الكمال. على انه لحد الان لم يعثر على مكيانيكية يمكن لها ان تسبب مثل هذا الالغاء.
الحل البديل يمكن في الانتقاء الانثروبي anthropic selection، وهي فكرة مثيرة للجدل تحاول ان توضح لماذا تبدو قيمة عدد كبير من الثوابت الطبيعية هي القيمة الصحيحة تماما لانتاج الحياة. لو كانت قيمة لامدا كبيرة جدا، على سبيل المثال، لكان الكون توسع في وقت قصير بعد حدوث الانفجار الكبير.
استنادا لما يسمى بمبدأ الانثروبي Anthropic Principle يجري انتقاء صفات معينة للكون حسب المتطلبات التي يستطيع المراقبون – البشر في حالتنا – ادراكها. بعبارة اخرى، فقط في الكون الذي تكون فيه قيمة لامدا صغيرة، يمكن لكائنات ذكية ان تتواجد فيه، ويمكنهم ان يتعجبوا لماذا تكون قيمتها صغيرة.
هناك عدة افكار حول كيفية عمل الانتقاء الانثروبي. احد الاحتمالات هو وجود عدة عوالم متوازية تتعايش مع بعضها البعض، وكل منها لديه ثوابت من قيم مختلفة، وفي عالمنا يمكن لهذه الثوابت ان تحافظ على الحياة. فكرة مشابهة تقضي بان هناك كون واحد فقط لانهائي، ولكن قيمة لامدا تتغير من منطقة الى اخرى. وقد تصادف اننا نعيش في فقاعة نادرة تكون فيها قيمة الثابت هي بالضبط المطلوبة لتشكيل المجرات والنجوم (ونحن).
لا يطمئن العديد من العلماء للانتقاء الانثروبي لانه يقترح ان القوانين الفيزيائية يمكن ان تكون مختلفة في اجزاء بعيدة من الكون. وفي اقوى حالاته، يمكن النظر للانتقاء الانثروبي على انه داعم لنظرية الخلق، بما انه يتقرح ان الكون متناغم بطريقة ما، خصوصا للحياة الذكية.
يقول ستينهاردت: "تقترح فكرة الانثروبي انه لغرض فهم الكون الذي نراه، علينا ان نضع افتراضات قوية جدا حول اكوان لا نراها. وهي تفترض كذلك ان كوننا ليس قياسيا. ان هذه الافتراضات تعتبر غير طبيعية بالنسبة للعلم ومن غير الواضح فما اذا كان علينا التوغل في مثل هذا الاتجاه الجذري".

كون مدور
اقترحت فكرة الكون المدور لاول مرة عام 2002 من قبل ستينهاردت وتورك، كبديل للانتقاء الانثروبي. يقول ستينهاردت: "ان قيمة لامدا هي احد الالغاز الرئيسة في الفيزياء. لقد كانت محيرة لدرجة انها قادت مجتمع الفيزيائيين الى طريقة الانثروبي. لذلك من المهم معرفة فيما اذا كان يوجد حل غير انثروبي".
وجاءت اخر ارهاصة للباحثين بشأن نموذجهم هذا بان قيمة لامدا تضمحل خلال الزمن مع مرور كل دورة للكون وحتى خلال نفس الدورة. لقد جرّب العلماء تغيير قيمة لامدا من قبل ضمن سياق نموذج الانفجار الكبير القياسي، ولكنها لم تفلح لان الزمن المطلوب لكي تصل الى قيمتها الحالية المنخفضة كان اكثر بكثير من العمر المعروف للكون. ان ضم اضمحلال لامدا الى تدوير الكون يحمل حلا محتملا لهذه المشكلة.

عبقرية
على الرغم من ان الكساندر فيلنكين، وهو عالم كونيات من جامعة توفتس في ماساشوستس وهو غير مشارك في هذه الدراسة، عبّر عن بعض التحفظات حول نظرية تدوير الكون، الا انه قال بان الحل الذي قدمه ستينهاردت وتوروك لمسألة الثابت الكوني كان "عبقريا".
في كون قابل للتدوير، المادة والطاقة الجديدتين تـُخلق في كل حوالي تريليون سنة عندما تصطدم ما يشبه صفحيتي برين Brane على طول بعد اضافي للفضاء. البرينات تنبأت بها النظرية الخيطية string theory (1). ولان الدروات يمكن ان تكون لانهائية، فان عمر الكون قد يزيد كثيرا على رقم 14.7 مليار سنة التي يقدرها العلماء حاليا. وهذا يمنح وقتا كافيا لـ(لامدا) كي تتقلص الى القيمة التي يراها الفلكيون الان.
يعتقد ستنيهاردت وتورك ان لامدا تقل قيمتها بطريقة بحيث ان معدل الاضمحلال يقل مع الزمن. وهذا يعني ان المراقبين الذين يقيسون قيمة لامدا يحصلون على الارجح على قيمة صغيرة لا قيمة كبيرة. وبسبب كون القيمة العالية لـ(لامدا) تمنع الكون -كما نعرفه- من التشكل، فان الدورات الاولى للكون ربما كان خاليا من المجرات والنجوم والحياة. فقط في الدورات المتأخرة، عندما اضمحلت لامدا الى قيمة اصغر بكثير، امكن للمادة ان تتجمع لخلق العالم الذي اعتدنا عليه الان.
يقدر الباحثان ان كل دورة تستغرق تريليون سنة. طيلة هذه المدة يقوم الكون بمرحلته الطبيعية، ولكن حتى يحين الاجل تتحرك المادة والطاقة خلال الفضاء الى ان تضمحل تماما. يقول ستينهاردت: "في الواقع، تصبح من الضآلة بحيث اننا لا نرى حتى ولو جزئية واحدة من تلك المادة الاولية والاشعاع ضمن افقنا، تلك الرقعة من الفضاء التي يمكننا ان نرى".
وحالما يتم افراغ الكون، فان قوى جاذبية ضعيفة تجلب (برينات) كوننا الاثنتين الى تصادم كوني. ان كل تصادم هو اساسا (انفجار كبير) ينفخ في الكون المسن مادة وطاقة جديدتين. يقول ستنهاردت ان نظريتهم الجنونية يمكن ان تـُختبر: نظرية الانفجار الكبير التضخمية تتنبأ بان موجات الجاذبية تحدث -في نهاية رحلة التضخم- أثرا على الموجات الكونية شديدة القصر (المايكروويف)، وهو تشويش من اشعاع كهرومغناطيسي يملأ الكون. اذا اظهرت التجارب المستقبلية نموذج استقطاب ناتج عن هذه الموجات فانها سوف تدحض نظرية الكون المدور، وتطرحها من قائمة الحلول المحتملة لمسألة الثابت الكوني.

(1) النظرية الخيطية تقوم على ان الوحدات البنائية الاساسية للمادة هي ذات بعد واحد وليست جزيئات غير بُعدية كما تفترض الفيزياء الجزيئية، والبرينات هي الاجسام الممتدة مكانيا، اما الصفيحة فهي السطح الذي تشكله تلك الخطوط الاساسية خلال حركتها مع الزمن.

Monday, July 17, 2006

خرائط كونية تؤكد ضآلة معلوماتنا

space.com
ترجمة: علاء غزالة

على مدى قرون تطلع الناس الى السماوات نحو آلهتهم وإلاهاتهم، وللبحث عن اشارات لفهم طبيعة الكون. الان، اكبر الخرائط التي تم انتاجها على الاطلاق تعطي هؤلاء الذين تاهوا في الظلام بعض التوجيه، ولكنها تؤكد ايضا ان الكون مليء بـ(الطاقة السوداء)، وهي قوة غريبة تدفع المجرات بعيدا عن بعضها البعض بسرعة متزايدة باستمرار.
ان هذه القوة التي يعبر عنها بانها (غير متوقعة) هي واحدة من اعظم الالغاز في الطبيعة والتي لم يتم حلها بعد. بوجود الخريطة وبعدم وجودها، يقر العلماء بانهم لايملكون اية اشارة تقريبا عما يجري. يقول اوفر لاهاي، رئيس مجموعة الفيزياء الفلكية في كلية لندن الجامعة: "لدينا الان رؤية دقيقة عن الاشياء التي يتكون منها كوننا. من المثير ان المادة الاعتيادية التي تتكون منها اجسامنا والتي نختبرها في حياتنا اليومية لا تشكل سوى نسبة ضئيلة من خزينة الكون الكلية".
لقد عرف العلماء منذ عشرينيات القرن الماضي ان الكون هو في حالة توسع. ولكنهم في نهاية التسيعينيات فقط ادركوا ان ذلك يجري في سرعة متزايدة باستمرار. ليس من الواضح كيف يمكن تفسير هذه الظاهرة، فقد استنتجوا ان هناك قوة غامضة، الطاقة السوداء، هي سبب هذا التعجيل. يقال ان هذه القوة الغامضة تشكل 75 بالمائة من خزين الطاقة الكلية في الكون.
ان الخريطة الكونية الجديدة هي اطلس بثلاثة ابعاد وتضم ما يزيد على مليون مجرة وتصل الى مسافات تزيد على 5 مليارات سنة ضوئية. المجرات الاكثر بعدا في الكون تبعد مسافة اكثر من 13 مليار سنة ضوئية، وليست جميعها مفهرسة او حتى تم اكتشافها.
وضعت الخريطة باستخدام تقنيات الذكاء الصناعي التي تساعد التغلب على التحديات المتمثلة بتحديد مدى بعد المجرات من خلال الصور التي تظهرها جميعا بصورة اساسية في بـُعدين. يقول ادريان كوليستر من جامعة كامبريدج: "باستخدام مسافات دقيقة جدا لحوالي 10000 مجرة لتدريب خوارزميات الحاسوب، تمكنا من وضع تقديرات جيد ومنطقية لما يزيد على مليون مجرة. ان هذه التقنية شبه الخيالية هي طريق المستقبل".
ولوضع مثل هذه الخريطة كان على الفلكيين ان يجدوا المسافات بين المجرات. يتم عمل هذا اعتياديا عن طريق اخذ الطيف الكامل لكل مجرة وقياس كيفية استطالة الضوء المنبعث من كل مجرة بينما يتوسع الكون. ولكن هذه العملية مملة وتتطلب وقتا كبيرا لانها تتطلب مراقبة كل مجرة وفصل الضوء المشاهد الى مكونات منفصلة لقياس مقدار الاستطالة.
على كل حال، مع وجود التقنية الجديدة، قاس الباحثون كمية التشويش الضوئي من عينة صغيرة من المجرات التي تعرف الوانها بشكل جيد ولهذا يمكن تجنب الحصول على طيف ضوئي كامل لكل مجرة. ثم يقومون بعد ذلك بتقريب مسافة المجرة من خلال النظر الى صورة رقمية للسماء وصنع خريطة تتضمن ما يزيد على مليون مجرة. خلال وقت قريب، سوف يتمكن اي شخص يستطلع في الشبكة العالمية بنقرات بسيطة ان ينظر الى صورة السماء الجديدة. من المقرر ان تصبح متاحة مجانا على الانترنت.

Thursday, July 13, 2006

اكتشاف كواكب بحالة تحتمل الحياة

space.com
ترجمة: علاء غزالة

اعلن العلماء مؤخرا عن العثور على ثلاثة كواكب متوسطة الحجم، بما يعادل تقريبا جحم الكوكب نبتون، تدور حول نجم قريب شبيه بالشمس. وقد اكتشفت الكواكب حول النجم HD 69830، وهو نجم اصغر قليلا من الشمس ويقع على بعد 41 سنة ضوئية في مجموعة السفينة، باستعمال جهاز تحليل طيفي فائق الدقة في مرصد جنوب اوربا الفكلي المسمى (لا شيلا) الذي يبلغ قطر مرآته 3.6 متر ويقع في تشيلي.
هذا الاكتشاف، المنشور حديثا في مجلة الطبيعة Nature، يعد الاول من نوعه بالنسبة للفلكيين، لان الانظمة الشمسية متعددة الكواكب المكتشفة سابقا، بالاضافة الى نظامنا الشمسي، تحتوي على كوكب عملاق واحد –على الاقل– بحجم كوكب المشتري.
يقول كريستوف لويز، احد اعضاء الفريق الذي اعد هذه الدراسة وهو من جامعة جنيف بسويسرا: "انها المرة الاولى التي يتم فيها اكتشاف نظام كوكبي مؤلف من عدة كواكب بحجم نبتون". ان طريقة توزيع الكواكب مشابهة لنظامنا الشمسي في عدة نواح. فالكوكب الابعد عن النجم يقع بالضبط على المدى الذي يجعله صالحا للحياة، حيث تكون درجة الحرارة معتدلة بما فيه الكفاية لبقاء الماء في حالة سائلة، كما يحتوي النظام على حزام نيزكي.
تبلغ كتلة الكواكب الجديدة 10 و12 و18 مرة بقدر كتلة الارض، وهي تدور بسرعة عالية حول النجم بمدارات تبلغ مدتها 9 و32 و197 على التوالي. يشك العلماء بان الكوكبين الداخليين قرب النجم، قياسا على بعدهما عن النجم، هما كوكبان صخريان مثل عطارد. الكوكب الابعد يعتقد بانه يمتلك مركزا صلبا من الصخر والجليد وهو محاط بغلاف غازي.
الملاحظات الحديثة من مرقب وكالة الفضاء الامريكية NASA المسمى (مرقب سبيتزر الفضائي) كشفت في السنة الماضية عن ان النجم HD 69830 يمتلك حزاما نيزكيا ايضا، مما يجعله النجم الوحيد المشابه للشمس المعروف بامتلاكه لذلك الحزام.
حينما اكتشف الحزام النيزكي، ثارت الشكوك في احتمالية وجود كوكب غير مرئي يرعى النيازك، والتي يبدو الان ان لها اكثر من راعٍ واحد. يعتقد الباحثون ان الحزام النيزكي قد يكون واقعا بين الكوكبين الخارجيين او وراء الكوكب الثالث.
لم يتم تصوير الكواكب، وانما اكتشفت باستخدام تقنية دوبلر Doppler (وتسمى ايضا تقنية التمايل)، والتي يعمد الفلكيون فيها الى افتراض وجود الكوكب عن طريقة قياس تأثير الجاذبية التي يسلطها على النجمة الام. اعتمدت هذه الطريقة في ايجاد معظم الـ 180 كوكبا التي تم اكتشافها لحد الان.
في السنوات الاولى لتصيّد الكواكب كانت تقنية التمايل حساسة فقط لايجاد الكواكب العملاقة ذات الكتلة الضخمة لانها تنتج تمايلات نجمية اكبر نوعيا. على كل حال، تم تطوير هذه التقنية لتحديد اين يمكن ايجاد الكواكب ذوات الكتلة الاصغر.

Thursday, July 06, 2006

نهاية المجرات الصغيرة

space.com
ترجمة: علاء غزالة

تقترح دراسة حديثة انه حينما كان الكون يافعا تشكلت مجرات قزمية (صغيرة)، مسببة ارتفاع حرارة الكون ومنعت تشكيل المزيد من المجرات الصغيرة. يعتقد ان الانفجار الكبير، وهي البداية النظرية للكون، قد ادى الى توليد الكثير من الاشياء الحارة: الالكترونات وايونات الهيدروجين والهيليوم. وبسرعة تمددت المادة. ومع تمدد الفضاء بردت المادة وقامت الالكترونات والايونات بشكيل ذرات متعادلة وامتصاص الضوء المحيط بها.
وقد اسدل ذلك ستارا داكنا خلال الفضاء. وتسمى فترة الظلال هذه بعصور الظلام. وقد انتهت عصور الظلام تلك مع تشكل اولى النجوم والمجرات وبدئها بالاشراق. هذا الضوء قام بتعرية الغازات المتعادلة في الكون من الكتروناتها منتجا ايونات مشحونة، في عملية تسمى بـ(اعادة التأين).
خلال هذا الوقت تم اعادة تأين الغاز ورفع درجة حرارته. ان الغازات الحارة لا تتجمع بسهولة لتكوين النجوم والمجرات. اذا كان الغاز حارا جدا، فسيحتاج الى كمية هائلة جدا منه، تتجمع بتأثير قوى جاذبية قوية، لاجتذاب المادة الاضافية اللازمة لايجاد البذرة التي ستشكل المجرة.
قبل فترة اعادة التأين، يمكن للمجرات التي تحتوي فقط على 100 مليون كتلة شمسية(1) من المادة ان تتشكل بسهولة. ولكن بعد تلك الفترة كان من اللازم ان تتجمع كمية من المادة تعادل 10 مليارات كتلة شمسية لتكوين مجرة. لذلك تقول النظرية ان تشكيل المجرات القزمة –تلك التي تحتوي على بضعة مليارات من النجوم- كان قد كـُبت خلال تلك الفترة لصالح تجمعات نجمية اعظم.
يقول ستيوارت ويذه، من كلية الفيزياء بجامعة ميلبورن: "على الرغم من ان ذلك معلوم نظريا، الا انه لم يتم اثباته. نحن الان نملك دليلا على ان ذلك وقع فعلا في نهاية الفترة المسماة بـ(العصور المظلمة)، عندما تطورت العناصر الفضائية غير المنضوية في هيكل تحت تأثير الجاذبية الى الكون الذي نراه اليوم".
يقوم العلماء بحساب كتل المجرات الاولى من خلال النظر الى الضوء المنبعث من الكوازرات، وهي مجرات بعيدة جدا تحتوي مراكز لامعة تحصل على طاقتها من ثقوب سوداء هائلة جدا. في بداية الكون قامت السحب الهايدروجينية بامتصاص الضوء الصادر عن الكوازرات. لو كانت هناك مجرات اكبر حجما واقل عددا، لتوجب ملاحظة تغاير اكبر في الامتصاص من خلال عدة خطوط على امتداد الرؤية.
يقول ويذه: "لتمثيل ذلك، افترض انك في غرفة يتحدث فيها الجميع. اذا كانت عدد الحاضرين قليلا فان الضوضاء تكون اعلى في بعض مناطق الغرفة منها في مناطق اخرى. اما اذا كانت الغرفة مزدحمة، فان الضجيج سوف يكون نفسه في اية بقعة".
ويضيف ويذه: "ان حقيقة اننا نرى ومضات متغايرة من الضوء القادم من الكوازرات تشير الى ان الكون القديم كان اشبه بالغرفة ذات العدد القيل وليست الغرفة المزدحمة. ان تغاير الضوء القادم من الكوازرات يدل على ان الكون في بدء تكوينه كان قليل عدديا".
(1) الكتلة الشمسية: هي وحدة قياس فلكية لحساب الكتلة وتعادل كتلة الشمس البالغة (1.9891 × 10 أس 30) كيلوغرام، او مقدار 333,000 مرة كتلة الارض.