Wednesday, July 18, 2007

الفلكيون يستدلون على المجرات البعيدة

Space.com
ترجمة: علاء غزالة

وجد الفلكيون ادلة على المجرات الاكثر بعدا التي يتم اكتشافها على الاطلاق. هذه المجرات ينظر اليها على انها ظهرت بعد 300 مليون سنة فقط من نشأة الكون. وقد امكن رؤية الضوء الصادر عنها، والذي بقي مسافرا عبر الكون لفترة 13 مليار عام، فقط لانه تشوّه في "عدسات الجاذبية gravitational lens" التي تتنتجها كتلة حني الجاذبية gravity-bending mass المتمثلة بالعنقود الاقرب للمجرات.
يوضح ريتشارد ايليز، وهو فلكي في معهد كاليفورنيا التقني يقود فريقا امميا، عدسات الجاذبية بانها "التعظيم الحاصل على الضوء القادم من مصادر بعيدة عن طريق هياكل اقرب المراقب." ويضيف: "عندما كنا ننظر من خلال عنقود اختير بعناية تمكنا من تحديد ستة مجاميع لمجرات نجمية رصدت على مسافة غير مسبوقة، توافق الزمن عندما كان عمر الكون 500 مليون سنة فقط، او اقل من 4% من عمره الحالي.
يقدر عمر الكون بـ(13.7) مليار سنة، مما يعني ان المجرات التي تم اكتشافها حديثا يبلغ بعدها (13.2) مليار سنة ضوئية. ومعروف ان السنة الضوئية هي المسافة التي يقطعها الضوء في سنة وتبلغ ستة تريلون ميل (10 ترليون كيلومتر).
وجد الفريق هذه المجرات باستعمال مرقاب كيك تو المنصوب على قمة مونا كيا في الجزيرة الكبرى في هاواي. يقول دان ستارك، احد خريجي معهد كاليفورنيا التقني، ان الضوء القادم من المجرات النجمية الستة قد تعاظم عشرين مرة بوساطة التأثير التكبيري لعناقيد المجرات الاقرب الينا.
لكن الباحثين يقرون بان عدسات الجاذبية مخادعة. ولاسناد قضيتهم فانهم يشيرون الى مجرات موغلة في القدم تبدو اقرب ولكنها تحتوي فعلا على نجوم قديمة. يقول ستارك: "لابد ان نشاطا مبكرا قد حدث بشكل ملحوظ لانتاج هذه النجوم القديمة، وهو على الارجح في المجرات النجمية التي رايناها". ويضيف بانه في عام 2004 ادعى فريق آخر اكتشاف مجرة تبعد عنا بمقدار 13.23 مليار سنة ضوئية "لكن اعادة فحص هذه الاجرام عن طريق آخرين اثبت ان ذلك مشكوك فيه".
توفر المجرات لمحة عن العهد الذي اعقب تشكل اول النجوم بفترة قصيرة. بعد الانفجار العظيم Big Bang لم تكن هناك نجوم. في النهاية، احرقت النجوم اليافعة والحارة "الضباب" الكثيف بصورة مؤثرة، مما ادى الى نهاية ما يسمى في علم الكونيات "العصور المظلمة Dark Ages".
يقول ستارك: "ان حقيقة اننا ما دمنا نجد الكثير من المجرات في منطقة بحثنا الصغيرة، فان ذلك يعني انها موجودة باعدادة هائلة حقا. نحن نقدّر ان مجموع الاشعاع الخارج من هذه التجمعات قد يكون كافيا لتقسيم ذرات الهيدروجين (التأين) في الفضاء في ذلك الوقت، وهو ما ادى الى انهاء العصور المظلمة."

Monday, July 16, 2007

الزوجات لهن قدرة اكبر على حل المشاكل الزوجية

ScienceDaily.com
ترجمة: علاء غزالة

ربما مايزال الرجال ذوي سطوة اكبر فيما يتعلق بالعمل، لكن يظهر ان النساء هنّ "القائد" الحقيقي في المنزل. هذا ما جاء في دراسة حديثة قام بها فريق من الباحثين في جامعة ولاية ايوا. اظهرت الدراسة التي اجريت على 72 زوجا في ولاية ايوا ان الزوجات، في المعدل، يظهرن قدرات آنية اكبر من الازواج –على شكل سلوك تسلطي او قيادي– خلال المناقشات لحل المشاكل.
قاد هذه الدراسة ديفيد فوغل، استاذ مشارك في علم النفس، وميغان مورفي، استاذة مساعدة في التنمية البشرية ودراسات العائلة. وقد تضمن فريق البحث ايضا رونالد ويرنر، استاذ مشارك في التنمية البشرية ودراسات العائلة، واستاذة علم النفس كارولين كاترونا، وهي مديرة معهد ابحاث المجتمع والسلوك في جامعة ولاية ايوا، وجوان سيمان، وهي طالبة في المرحلة النهائية في علم النفس. وقد وضعوا بحثا تحت عنوان: "الفروقات الجنسية في استعمال سلوك الطلب والانسحاب في الزواج: نظرية فحص البنية الاجتماعية". وقد تم نشر البحث مؤخرا في المجلة الامريكية المتخصصة بعلم النفس "مجلة العلاج النفسي".

الزوجات يملكن سلطة الزواج
يقول فوغل: "تقترح الدراسة على الاقل بان الزواج هو احد مواضع ممارسة السلطة بالنسبة للنساء. نحن لا نعلم فيما اذا كان ذلك يعود الى تغيّر القواعد الاجتماعية. لكنهن يتخذن المسؤولية والقيادة –على اقل تقدير– في هذه العلاقات. وعلى هذا فانه في الزيجات السعيدة نسبيا، تكون المرأة قادرة على تحمل بعض المسؤولية وتكون لها القدرة على ممارسة بعض السلطة، غير ان من الصعب تفسير ذلك".
بينما تقول مورفي: "تكون النساء مسؤولات عن الاشراف على العلاقة الزوجية: التأكد من ان العلاقة تجري بشكل سليم، وان كل شيء ينجز كما هو مطلوب، وان الجميع سعداء. وعلى هذا ربما تكون دراستنا قد خلصت الي بعض ذلك، من ناحية تسلط المرأة وهيمنتها، حيث انها تأخذ المزيد من المسؤولية عن العلاقة بغض النظر عن موضوع النقاش."
وقد التمس الباحثون الازواج للمشاركة في الدراسة من داخل حرم جامعة ايوا او محيطها. وكانت اعمار النساء في المعدل 33 سنة وكنّ متزوجات لمدة سبع سنوات. معظم المشاركين كانوا امريكيون اوربيون (66%)، ثم اسيويون (22%) ثم من اصول لاتينية (5%)، وافريقيون امريكيون (4%). اما نسبة 3% المتبقية فهي تمثل قوميات اخرى.
وقد طلب من كلا الزوجين، كلا على حدة، ان يملي استمارة استبيان حول القناعة في العلاقة وتقييم عام لقابلية صنع القرار فيها. كما طلب من كلا الزوجين ان يحدد المشاكل في علاقتهما، كأن تكون قضية ما يرغب في احداث اكبر تغيير بشأنها، والتي لا يمكن ان تحلّ الا بتعاون كلا الزوجين. ثم طلب من الزوجين ان يجيبا على اسئلة تتعلق بالمواضيع التي اختاراها، بضمنها طبيعة سلوكيات حل المشكلة المتبعة عادة حينما تنبع المشكلة، واهمية الموضوع المطروح. ثم تم احضار الزوجين معا وطلب منهما ان يناقشا موضوعات المشاكل لمدة عشر دقائق لكل منهما، وتم تصوير هذه النقاشات. ولم يشارك الباحثون في النقاشات.
يقول فوغل: "في الواقع طلبنا منهما فقط البدء بالحديث، ثم غادرنا الغرفة. وعلى هذا فقد كانا بمفردهما يتحادثان في الغرفة. لقد كنا اقل ما يمكن تطفلا. وقد أتينا فقط عند نهاية الفترة الزمنية لنسالهم الحديث عن موضوع آخر".
في نهاية النقاشات تم عزل الزوجين عن بعضهما مرة ثانية. ومن ثم استجواب ومناقشة شعورهما وردة فعلهما حول الدراسة.
قام الباحثون بمعاينة وترقيم التسجيلات الصورية لتفاعل الازواج باستعمال نظام تقييم للتفاعلية مقبول بشكل واسع. يتألف النظام من خمسة ابعاد لحساب سلوكيات الطلب والانسحاب وهي: الدعوة، والمناقشة، واللوم، والضغط لاحداث تغيير، والانسحاب.

ليست كلها اقوالا بلا افعال
استنتج الباحثون في هذه الدراسة ان الزوجات يظهرن بسلوكهن محاولات اكثر تسلطية، وكن اكثر هيمنة –بمعنى آخر يرغبن اكثر في حمل شريكهن على الاستسلام– من الازواج خلال المناقشات في اي من المواضيع التي تخص زواجهما. ان هذه النتيجة تناقض الفرضية المبدئية التي تقضي بان اختلاف الجنس بالنسبة للقدرات الزوجية يمنح الافضلية للازواج.
يقول فوغل ان الزوجات لا يتكلمن –ببساطة– اكثر من ازواجهن في النقاش، ولكن في الحقيقة يضعن استجابات مفضلة من قبل ازواجهن لما يقلن. ويضيف: "هذا على التحديد ما اعتقد انه جدير بالاهتمام. انه ليس فقط ان النساء كن يطرحن قضايا لم يتم الاستجابة لها، ولكن الرجال كانوا حقيقة ينساقون لما يقلنه. كانت النساء ترسل رسائل اكثر قوة بينما يستجيب الرجال لهذه الرسائل بالموافقة او الاستسلام".
تقول مورفي: "كانت هناك دراسة سابقة تقترح ان يتم وضع مقياس للزواج الصحي، وهو ان يتقبل الرجال تأثير زوجاتهم". وقد تم تمويل الدراسة جزئيا من المعهد القومي للصحة العقلية الى جانب جامعة ولاية ايوا، ويأمل فوغل ومورفي توسيع هذا البحث الى دراسة اوسع مستقبلا.

Wednesday, July 11, 2007

اكتشاف الكواكب يتحول من قطرات الغيث الى الفيضان

Space.com
ترجمة: علاء غزالة

عالم الكائنات الفضائية، الذي كان ذات مرة مخفيا عن المعرفة، اصبح الآن يُكتشف على شكل قطعان، مثيرا دهشة الفلكيين بما تحمله من صفات فريدة وارقام صاعدة. لقد اضحت الاكتشافات شائعة بحيث ان اعدادا متزايدة منها لم يتسنّ حتى الابلاغ عنها خارج الدوائر العلمية.
خذ مثلا الاعلان عن كوكب عملاق اواخر آيار، اطلق عليه TrES-3، والذي يجري حول كوكبه بسرعة مذهلة ليكمل دورة واحدة كل 31 ساعة، اي ان سنته تعادل فقط 1.3 يوما ارضيا. لقد اصدر الفكليون تصريحا صحفيا بشأنه، لكنك قد لا تكون قد سمعت به بسبب ان الاكتشاف قد غطاه اعلان اكتشاف كوكب آخر، وهذا الاخير بالكاد تلقى تغطية اخبارية.
يقول الان بوس، استاذ علم تشكيل الكواكب في معهد كارنيجي بواشنطن: "لقد اصبح الامر روتينيا. لم يعد معظم الكواكب التي يعثر عليها جديرا باصدار صحفي بسبب انها مجرد (كوكب آخر)". وقد تم تأكيد اكثر من 200 من الكواكب غير الشمسية. وهذه هي القمة الظاهرة لجبل الجليد بالنسبة لاكتشاف الكواكب. لقد اصبح لدى الفلكيين ادوات وتقنيات لم تتوافر قبلا، وهي متقدمة الى درجة ان اكتشاف الكواكب قد اضحى مسألة عادية.
غير ان انتظام العثور على الكواكب قد خفف منه التنوع الشديد في الاكتشافات نفسها، بضمنها التناقضات التالية: حداثة العوالم التي يبلغ عمرها بضعة ملايين من السنين في مقابل تلك التي يبلغ عمرها مليارت السنين، العمالقة الغازية مقابل الكواكب الثلجية الشبيهة بنبتون، الكواكب التي تخفق في دورانها حول نجمها الام بسرعة فلكية مقابل الاخرى التي تبدو انها تترنح زاحفة في مسيرها حول نجمها، والكواكب التي تدور حول نجم مزدوج او قزم احمر او حتى تلك التي تدور حول النجوم التي يطلق عليها (المنهارة).

تقنيات العبور
حدد الفلكيون TrES-3 كجزء من ماسح الكواكب غير الشمسي عبر الاطلسي بينما كانوا يبحثون عن الكواكب العابرة، اي تلك التي تمر مباشرة امام نجمها الام كما تشاهد من الارض. وقد تم اكتشافها عن طريق شبكة من المراقيب في اريزونا وكاليفورنيا وجزر الكناري. حينما مرّ الكوكب TrES-3 امام نجمه الام، التقط المرقاب خفوتا ضئيلا في ضوء النجم يبلغ حوالي 2.5 بالمائة. يستخدم العلماء نسبة الخفوت لتحديد كتلة الكوكب وحجمه وخصائصه الاخرى.
وهو يقع على مبعدة 800 سنة ضوئية في مجموعة هرقل Hercules حوالي عشرة درجات غرب النجم المسمى النسر الواقع (فيغا Vega)، وهو احد المع نجوم سماء الصيف في النصف الشمالي للكرة الارضية. يقول جيورجي ماندوشيلي، من مرقب لويل في اريزونا، وقد شارك في العثور على هذا الكوكب: "انه هائل الحجم، اذ تبلغ كتلته مرتين بقدر المشتري، اكبر كواكب المجموعة الشمسية، وله اقصر زمن دوران معروف". هذا العملاق يدور قريبا جدا من نجمه الام، بما يعادل 50 مرة اقرب من بعد الارض عن الشمس. يقدر الفلكيون ان درجة الحرارة على سطحه ترتفع الى حوالي 1,500 درجة مطلقة.

تذبذبات نجمية
رغم ان "طريقة العبور" تقدم للفلكيين افضل معلومات غير مباشرة عن كوكب غير شمسي، الا ان 20 كوكبا عابرا فقط قد تم تحديدها لحد الان. هذا هو السبب في ان اكثر نجاحات الفرق قد اعتمدت على الطريقة المسماة "طريقة التذبذب"، او تقنية سرعة الاشعاع.
يقول بوس: "ان الفرق التي اعتمدت على طريقة سرعة الاشعاع قد حققت اكثر النجاحات. وهم ضحايا نجاحهم ذاته. فهم يحصلون على المزيد والمزيد من وقت المرقاب لانهم يستطيعون اقناع لجان الاشراف، التي تمنح الوقت لاستخدام المرقاب، انهم اذا حصلوا على المزيد من الليالي للمراقبة فانهم سوف يجدون –على الارجح– المزيد من الكواكب." ويضيف: "ان المعوق الرئيس لايجاد المزيد من الكواكب هو المزيد من الوقت على المرقاب".

الاوائل والتفضيلية
بالاضافة الى ايجاد عوالم جديدة، فقد تحققت الكثير من المكتشفات غير المسبوقة في هذه المجالات النامية. في عام 2001 تمكن فريق يقوده ديفيد كاربونيو من مركز هارفرد – سميثسونيون للفيزياء الفلكية، باستخدام مرقاب هابل الفضائي، من استكشاف الغلاف الجوي للكوكب غير الشمسي المسمى HD 189733b، والمصنف ضمن (المشتريات الحارة)، وذلك للمرة الاولى. كما اكتشف، لاول مرة ايضا، ان كوكب غير شمسي آخر مصنف كاحد (المشتريات الحارة)، ويدعى ابسيلون المرأة المسلسلة بي، يحتوي على تباين حراري كبير: في احد جانبيه تضاهي درجة حرارته تلك المقاسة في اعماق بركان، بينما تنخفض درجة حرارة الجانب الاخر الى ما دون التجمد.
كما تزخر الاكتشافات ايضا بالكواكب ذوات الصفات التفضيلية التي تسبغ عليها شهرة مثل الاكثر هبوبا للرياح، والاصغر، والاضخم، والاسرع دورانا.

Sunday, July 08, 2007

مخططات المجين الكاملة تكشف عن مؤشرات الامراض

مجلة ساينزنيوز
ترجمة: علاء غزالة

تمكن الباحثون، في عرض واضح لقدرات علم الاحياء الجديدة، من ربط اربع وعشرين تغايرا جينيا مع ستة امراض رئيسة. تقول انـّا بوكوك من كلية طب واشنطن في مدينة سانت لويس ان الدراسة التي شملت مسح مجينات (المخطط الجيني genome) 16,179 مواطن بريطاني هي "غير مسبوقة من ناحية المدى والاتساع".
يبشر البحث بتسريع الوصول الى فهم اساسي لاضطراب ثنائي القطب (وهو حالة نفسية يتغير فيها مزاج المصاب بصورة غير متوقعة، وعادة بصورة غير مناسبة)، وامراض الشريان التاجي، واضطراب الجهاز الهضمي المسمى مرض كروهين (التهاب الامعاء المزمن)، والتهاب المفاصل الروماتيزمي، وامراض السكر نوع 1 ونوع 2. كما يقول العلماء انه سوف يعجّل تطوير انتاج ادوية جديدة.
يقول بيتر دونالي، اختصاصي الاحصاء في جامعة اوكسفورد بانكلترا ورئيس جمعية تضم 50 فريقا بحثيا: "بالنسبة لمعظم هذه الامراض، نحن نعرف القليل جدا عن العمليات الحيوية التي تجري. ان هذا سوف يعطينا موطأ قدم جديد تماما".
عززت هذه الدراسة الضخمة سنوات من العمل في تصنيف تغايرات الجينات بين الافراد. يحتوي المجين البشري على ثلاثة مليارت حرف، او نوكليوتايدات nucleotides (وهي مركبات كيميائية تحتوي على ثلاثة اجزاء: قاعدة هيدروكربونية، وسكر، ومجموعة او اكثر فوسفاتية)، بحيث ان عددا من 6 الى 8 مليون منها يكون مختلفا من شخص لآخر. ان هذا التنوع الجيني مسوؤل عن الاختلافات العديدة في مقاومة امراض معينة. وقد تمكن مشروع دَولي حديث الانجاز اطلق عليه هابماب HapMap من تحديد 500,000 من اكثر الاختلافات الملحوظة.
وباستخدام الهابماب تمكنت شركة افيمتركس التي تتخذ مقرا لها في كاليفورنيا من صناعة شريحة يمكنها التعرف بسرعة على اي نوكليوتايد يحمله الشخص في كل من الـ 500,000 موقع المعرّفة. هذه الشريحة، التي هي عبارة عن قطعة من البلاستك بجحم رقاقات المجهر، تباع بسعر يبلغ بضعة مئات من الدولارات.
وبمقارنة انماط هذه النوكليوتايدات المعرّفة لاشخاص اصحاء مع انماطها لدى المرضى، فقد اكتشف الباحثون 24 تغايرا تـُنبأ عن خطورة متزايدة: واحد من هذه التغايرات مرتبط بالاضطراب ثنائي القطب، واحد آخر مرتبط بامراض الشريان التاجي، تسعة لمرض كروهين، ثلاثة لالتهاب المفاصل، سبعة لمرض السكر نوع 1، وثلاثة لمرض السكر نوع 2.
يقول بوكوك: "كل من هذه المعالم الجينية يأتي بشكلين اثنين. اذا كان احد الشكلين اكثر شيوعا لدى الاشخاص المرضى، فان ذلك يخبرك عن وجود جين مسبب لمرض في الجوار".
يؤكد التقرير على التعقيدات في المجين بالنسبة لكثير من الامراض الشائعة. لكن في الامراض النادرة مثل مرض هنتينغتون Huntington's (وهو مرض عصبي وراثي تقل فيه قدرة المريض على تنسيق حركات الجسم فتصبح حركاته غير طبيعية ويؤثر على القدرات العقلية للمريض وعلى شخصيته)، ومرض التليف المثاني cystic fibrosis (وهو ايضا مرض وراثي يؤثر على مجمل الجسم ويسبب اعاقة متزايدة تقود للموت المبكر)، اذا ورث الشخص جينا سيئا واحدا فقط فانه يمرض. لكن التغايرات الكثيرة في المجين لا تساهم الا قليلا في الامراض التي تتعامل معها المجموعة البريطانية.
بعض التغايرات يقع ضمن جينات معروفة، مما يجعل هذه الجينات المشتبه به الرئيس. بعضها الاخر يقع في "صحراء المجين" بحيث ان فاعليتها تبقى لغزا. في كلتا الحالتين يتطلب حل عقدة العمليات الحيوية التحتية "العودة مجددا الى منضدة البحث"، كما يقول بوكوك.
يجب ان تكون المهمة اسهل الان. يقول العلماء ان البيانات الجديدة من شأنها ان تمكنهم من ايجاد جينات الامراض بسرعة. في الواقع، فان بحثا مماثلا نشر مؤخرا فعل ذلك بالضبط. فقد تمكن فريق يرأسه مايلز باركز من جامعة كامبريدج بانكلترا، اعتمادا على الدراسة الكبيرة التي قادها دونالي، من تعريف الجينات المشاركة في مرض كروهين. هذه الجينات تحفز الفعاليات التي تساعد على طرد البكتريا من خلايا الاوعية الهضمية، واذا انحرفت الجينات فان الجراثيم يمكن ان تبقى. يقول باركز: "لقد اعتقدنا طويلا ان البكتريا مهمة في مرض كروهين، لكننا لم نعرف ابدا لماذا. هذه اضاءة عظيمة لبصيرتنا". يتوقع الباحثون ان يتلو ذلك عاجلا المزيد من التبصر.