Thursday, September 06, 2007

دجاجات معدلة وراثيا تنتج ادوية في بيوضها

Science News
ترجمة: علاء غزالة

قام علماء اسكتلنديون باجراء هندسة وراثية على دجاجات بحيث سيكون بامكانها ليس فقط انتاج ادوية مفيدة في بيوضها، بل نقل صفاتها المعدلة تلك الى جيل جديد من الدجاج. يقول العلماء ان النجاح في الجمع بين هاتين الصفتين يـُعد الاول بالنسبة للباحثين الهادفين الى تحويل الحيوانات الى معامل ادوية حية.
بامكان بروتينات معينة ان تـَحُد او تبطل حالات مرضية متنوعة، من فقر الدم الى الاسهال وحتى السرطان. بينما يكون من السهل نسبيا انتاج بعض هذه البروتينات في المختبر، فان غيرها يكون صعبا ويتطلب وقتا كبيرا او ثمنا باهضا لانتاجه.
وبما ان الحيوانات تنتج طبيعيا الالاف من البروتينات، فقد طمح العلماء الى استخدام هذه القدرات الفطرية. وخلال الاعوام القليلة الماضية، قام العلماء بهندسة البقر والاغنام وانواع اخرى من الثديّات وراثيا لكي تنتج ادوية بروتينية.
لكن هذه الحيوانات لها بعض العيوب، كما يقول سايمون ليليسو من معهد روسلين خارج ادنبرة. معظم الحيوانات المعدلة وراثيا كبيرة الحجم، وتتطلب تكاليف عالية لايوائها واطعامها، وتستغرق سنوات من الرعاية لتصل الى عمر مناسب لانتاج البروتين المطلوب. والاكثر من ذلك ان هذه الحيونات لا تستطيع البقاء بصحة جيدة بينما تصنع مركبات ذات تأثير سمّي على خلايا الحيوانات الثديّة، وهي خصلة تتطلبها الكثير من الادوية.
وقد اقترح بعض الباحثين بان الدجاج، نظرا لصغر حجمه وكلفة تربيتة المنخفضة وسرعة زمن توالده، يمكن ان ينتج بروتينات الادوية في بيضه. ولكن ليليسو يلاحظ ان المحاولات السابقة لهندسة انتاج ادوية من الدجاج قد واجهات العديد من المشاكل. على سبيل المثال، في بعض الدجاجات المهندسة وراثيا تخبو قابلية انتاج الادوية مع كل جيل.
وقد اتبع ليليسو وزملاؤه، تحت قيادة هيلين سانغ من معهد روسلين، طريقة اخرى. فقد انشأوا جينات ذات شفرة تحفز انتاج الادوية، والتي تقحم نفسها ضمن الجينات التي يحملها جميع الدجاج وتمكنه من صنع احد مكونات بياض البيضة والمسمى اوفالبومين ovalbumin.
وقد عمل الفريق على جينين صناعيين اثنين، لكل منهما شفرة وراثية لانتاج بروتين دوائي مختلف: مضاد حيوي يدعى miR24 والذي بدا واعدا في مكافحة سرطان الجلد، وبروتين يدعى مضاد الفيروس البشري beta-1a، والذي يستخدم بالفعل في علاج تصلب الانسجة المتعدد. وظـّف الباحثون فيروسات لنقل كلا الجينين الى خلايا اجنة الدجاج اليافعة داخل اليوض غير المفقسة.
حينما فقست البيوض، اختار الباحثون ذكور الدجاج التي حملت الجينات المعدلة. حينما خالط الفريق هذه الديوك مع اناث دجاج عادية، فان نصف نسل الاناث وضعت بيوضا تحتوي على كل من البروتينين الدوائيين في بياضهما. ويستمر الباحثون في تصفية ذرية الذكور التي تحمل الجينات لمخالطتها مع الاناث الاعتيادية. يقول ليليسو انهم لديهم خمسة اجيال من الطيور المنتجة للدواء.
يقول استاذ علم الحيوان فارنسويس بوذير من جامعة لافال في مدينة كيوبك ان الدجاج المهندس وراثيا حديثا "يمكن ان يعبّد الطريق الى شيء مثير للاهتمام جدا". وكان هذا العالم قد عمل على هندسة خنازير لانتاج بروتينات في منيها. يشير بوذير انه قبل ان يحطّ الدجاج في معامل الادوية يتوجب على الباحثين تجاوز العديد من العقبات، مثل زيادة الكميات الصغيرة من الادوية التي تتواجد في بياض بيوض الدجاج.لكن بويذر يلاحظ انه حالما يستكمل العلماء تقنياتهم فسيكون من الممكن تقديم بروتينات مفيدة متنوعة، والتي ستزيد من القيمة الغذائية للبيض. ويضيف: "يمكنك ان تتصور انه في النهاية ليس بامكانك تعديل مكونات البيض لاغراض علاجية فحسب، وانما ربما تغيير النكهة، او اضافة شيء مفيد للصحة كالفيتامينات او الاحماض الدهينة المقوية للقلب".