Wednesday, November 25, 2009

ناسا تؤكد وجود موجات تسونامي في الشمس

عن موقع: Space.com
ترجمة: علاء غزالة

تمخر موجات شديدة القوة من البلازما، اطلق عليها تسمية "التسونامي الشمسي"، عبر سطح الشمس. وكانت قد لوحظت قبل عدة سنوات، لكن ساد الاعتقاد عندها ان ذلك لم يكن الا خداعا بصريا. غير ان العلماء يؤكدون الان هذه الموجات هي حقيقة واقعة.
حينما شاهد العلماء هذه الظاهرة لاول مرة كان من الصعب التصديق ان تلك الموجات المرتفعة من البلازما الحارة كانت في الحقيقة تتسابق على امتداد سطح الشمس. وقد زاد ارتفاع احدها عن قطر الارض، وتحركت من نقطة مركزية لتشكل حلقات متحدة المركز يبلغ عرضها ملايين الكيلومترات. تشبه هذه الحلقات الموجات التي تتشكل في بركة ساكنة عند القاء حجر فيها.
وعبر المراقبون المتشككون في ذلك الوقت عن شكوكهم في انها قد تكون نوعا من الخدع البصرية، غير ان الصور الجديدة التي وردت عن المركبة الفضائية المزدوجة (ستيريو) التابعة لناسا اوضحت بما لا يدع مجالا للشك ان هذه الظاهرة ليست مجرد وهما.
وقد نشرت ناسا مؤخرا لقطات فديوية لـ"تسونامي الشمس"، الا ان المركبة المزدوجة (ستيريو) كانت التقطت صورها في شهر شباط للبقعة الشمسية رقم 11012 التي ثارت بشكل غير متوقع. ونفث الانفجار سحابة من الغاز، يطلق عليها الاكليل الشمسي، يقدر وزنها بلميار طن الى الفضاء ومن ثم ارسلت تسونامي بسرعة هائلة عبر سطح الشمس. وسجلت ستيريو الموجة من موقعين متعامدين، ما اعطى الباحثين مشاهدة غير مسبوقة لهذا الحدث.
ويصف احد الباحثين ذلك بالقول: "انها موجة بكل تأكيد. ليست موجة من الماء، بل موجة عملاقة من البلازما الحارة والمغناطيسية." ويبلغ ارتفاع الموجة التي شهدتها مركبتا ستيريو حوالي 100,000 كيلومتر، وتسير بسرعة 250 في الثانية، وتحمل طاقة تقدر بـ 2400 ميغاطن من مادة تي ان تي.
وكان اول اكتشاف لتسونامي على الشمس قد سجل في عام 1997، في المرقب الخاص برصد الشمس المسمى (سوهو)، بعد ان انبعث الاكليل الشمس عن منطقة نشيطة في سطح الشمس ثم تلا ذلك موجات تسونامي المتسارعة. وتساءل العلماء فيما اذا كانت مجرد ظلال عن الاكليل الشمسي نفسه.
ان رصد سوهو للحدث من زاوية منفردة لم يكن كافيا للاجابة عن هذا السؤال، حتى مع تواتر المشاهدات المماثلة على مدى السنوات التالية. لكن الامر تغير بعد ان اطلقت (ستيريو)، المؤلفة من مركبتين تدوران حول الشمس، احدهما تسبق الارض والاخرى متأخرة عنها. من شأن هذا النظام ان يوفر صورا مجسمة لمثل هذا الحدث.
يقول احد العلماء المختصين: "لقد رأينا امواجا تنعكس عند الحفر الاكليلية (وهي حفر مغناطيسية في جو الشمس). يبدو الامر مثل مشاهدة فيلما مدهشا للموجات الهائلة المتلاطمة. اطلقنا على ذلك تسمية (الرقصة المهيبة)."
لا يشكل التسونامي الشمسي خطرا على الارض، لكن العلماء يقولون انهم يجرون دراسة مهمة. يقول احدهم: "بامكاننا استخدام الموجات للتعرف على حالة الشمس. يمكننا ان نجمع معلومات عن جو الشمس السفلي من خلال ملاحظة الكيفية التي تنتشر فيها الموجات وتتلاطم مع محيطها، وهو ما لا يتاح لنا بطريقة اخرى."
ويضيف: "ان موجات التسونامي تسمح بتطوير توقعاتنا للطقس الفضائي. فهي تؤشر ثوران البقع الشمسية بشكل دقيق. ومن شأن تحديد موقع الانفجار ان يساعدنا على توقع وقت وصول عاصفة اشعاع الاكليل الشمسي الى الارض."