Wednesday, March 22, 2006

صدى الضوء يكشف انفجار النجوم

space.com
ترجمة: علاء غزالة
تمكن عماء الفلك، من خلال آثار باهتة للضوء اكتشفت حديثا، من تحديد الزمن الذي شهد ثلاثة من السوبرنوفات المعروفة. ان هذه الاثار الضوئية بدت مشابهة لصدى الصوت. وقد تكونت اصلا حينما انطلق الضوء الناتج من الانفجار مبتعدا عنه ثم انعكس عن الغبار الكوني ليسير باتجاه الارض. لقد وقعت الانفجارات قبل عدة قرون، كما يقول العلماء، حيث كان اقدمها قد حدث قبل حوالي 600 عام من السنوات الارضية. وحدثت جميع الانفجارات الثلاثة في السحب الماجلانية العظيمة (LMC)، وهي مجرة تابعة الى مجرتنا طريق الحليب (درب التبانة)، وتبعد عنا 160,000 سنة ضوئية.
وجاء الاكتشاف بطريق الصدفة حينما كان الفلكيون يمسحون المنطقة بحثا عن اشارات للمادة السوداء، وهي شيء غامض يتخلل الكون ولكن لم تتم رؤيتة على الاطلاق. وقد وجد الباحثون، من خلال صور التقطت بفاصل عدة سنوات بعضها عن بعض، اقواسا دائرية متحدة المركز، وكان افضل تفسير لها ان الضوء يتحرك مبتعدا خلال الزمن ومن ثم يتبعثر حينما يواجه جيوب كثيفة من الغبار النجمي، كما يفيد التقرير الذي نشره الباحثون في مجلة نايتشر (الطبيعة) في عددها الصادر في 22 كانون الاول. وتظهر المخططات الهندسية ان كل مجموعة من هذه الاقواس تشير باتجاه بقايا سوبرنوفا، عثر عليها بشكل منفصل من خلال المرقاب جاندرا الذي يعمل بالاشعة السينية، والذي اكتشف حديثا المزيد من الضوء المنبعث من مواضع اقرب الى هذه الاجسام.
ويقول ارمين رست، رئيس الباحثين في المرصد البصري الفكلي القومي (NOAO)، "بدون هندسة الصدى الضوئي لم تكن لدينا اية وسيلة لمعرفة مدى قِدم هذه السوبرنوفات"، ويضيف "ان بعض الحسابات الرياضية البسيطة نسبيا بامكانها مساعدتنا في الاجابة على السؤال المزعج الذي يواجهه الفكلي، كم يبلغ بالضبط عمر الشيء الذي نراه؟".
وهذه هي ليست المرة الاولى التي يشاهد فيها صدى الضوء. فقد شاهد الفلكيون مثيله حول نجم ميت معروف جيدا ويدعى (كاسيوبيا أي Cassiopeia A)، حيث وجدت دوائر متحركة بشكل واضح حول جسم آخر ولكنها ليست مفهومة تماما.
ولكن اكتشاف ثلاثة منها في وقت واحد حتى بدون بذل الجهد هو امر غير اعتيادي. ويمكن استخدام هذا التكنيك لدراسة سوبرنوفات اخرى اكثر شهرة. يقول كريستوفر ستوبس من مركز هارفرد – سمثسونيان للفيزياء الفلكية (CfA): "تخيل رؤية الضوء من نفس الانفجار الذي اكتشفه جوهانس كبلر قبل حوال 400 سنة، او ذلك الذي اورده المراقبون الصينيون في عام 1006، ان صدى الضوء هذا يعطينا تلك الامكانية". وستوبس هو احد مساعدي هذا البحث والباحث الاقدم لبرنامج (سوبر ماكو SuperMACHO) وهو مصدر تلك الصور. وهذه الطريقة يمكن ان تلقي الضوء، حرفيا، على الفضاء بين النجوم.
في الغالب لا يكون من الممكن رؤية الغبار والغاز بين النجوم، ما لم تتم انارته. ويقوم الضوء المنبعث من السوبرنوفا القديمة بدور مصباح الضباب، منيرا السحب المحيطة بالجسم بطريقة تشبه عمل مصباح الفلاش، كما يقول الفكليون.