Tuesday, December 23, 2008

من يمتلك القمر..قانون قمري لملكية العقارات

عن موقع: Space.com
تاليف :فيرغيليو بوب
ترجمة:علاء غزالة

بعد ما يقرب من اربعين عاما منذ ان غرست الولايات المتحدة علمها على القمر، وفي خضم التزاحم العالمي على رسم احتى ود النهائية، لابد من مناقشة حقوق الملكية الفضائية. تمتلك كل من الهند واليابان والصين مركبات فضائية تدور حول القمر، على ان يلتحق بها المستكشف القمري المداري الذي سترسله وكالة الفضاء الاميركية (ناسا) في العام القادم. كما اعلنت (غوغل) عن جائزة بقيمة 30 مليون دولار لاول فريق ممول من القطاع الخاص يتمكن من ارسال انسان آلي الى القمر بحيث يسير مسافة 500 متر ويرسل خلال ذلك صورا ولقطات فيديوية الى الارض.
لكن المتخصصين القانونيين يرون قصورا في هذا الامر.

العقارات الفضائية
عادة ما يتم اعداد القوانين بناء على السوابق. وبما ان هناك القليل من السوابق فيما يخص (القانون القمري) فان البعض ينظر الى البحر من اجل ايجاد اقتراحات. والمقصود بذلك قانون استغلال المعادن الموجودة في قاع المحيطات وخارج المياه الاقليمية للدول. قام البعض بتصنيف مثل هذه الموارد القيمة على انها تراث بشري مشترك، وليست ملكا الى الدولة التي تعثر عليها.
فهل يمكن لمبدأ التراث المشترك ان يوفر ارضية لـ(معاهدة القمر)؟
يعمل فيرغيليو بوب كباحث متخصص في وكالة الفضاء الرومانية. وقد تابع على مدى سنوات عدة القضية القانونية المتعلقة بحقوق الملكية في الفضاء. وقد اصدر كتابا جديدا هذا العام حمل عنوان: «من يمتلك القمر؟ المظاهر الفضائية لملكية الارض والموارد المعدنية».
وقد تعمق بوب في كيفية تشكيل القانون المتعلق بالملكية العقارية في الفضاء، وبعض الاعراف التي تعبر عن هذا القانون. وهو يرى ان الاعراف والقواعد التي تتعلق بحقوق الملكية السمواية محدودة للغاية، حتى انها تفشل في تعريف ما المقصود بالجرم السماوي؟.
يفضل بوب حقوق الملكية على العناق الجماعي. ويقول: «على الرغم من الافكار النبيلة مثل المساواة والعناية بالناس المفلسين، الا ان فرضية معاهدة التراث المشترك للقمر تحمل مساويء اكثر من الحسنات. على ان رفض هذا المبدأ لا يعني باي حال ان الاقطار النامية سوف تترك للتخلف عن عصر الفضاء. فالصين والهند والبرازيل هي امثلة حية على ان البلدان النامية تستطيع ان تلتحق بالنادي الفضائي من خلال جهودها الذاتية. اذ يجب ان تتوحد الدول ذات الموارد الاقل تحت مظلة وكالة فضاء عالمية او حتى اقليمية، ومن ثم تعمد الى استغلال الثروات التي يزخر بها الفضاء الخارجي لصالحها، عوضا عن الاستخدام المجاني للجهود التي بذلتها الدول الاقدم في مجال الفضاء «.

فرضية الحدود الدولية
يضيف بوب ان فرضية احتى ود الدولية قد اثبتت صحتها على كوكبنا، وان من الارجح انها ستكون كذلك فيما يخص المملكة الفضائية.
ويستطرد قائلا: «سوف يعمل الاكتفاء الذاتي على تحويل الصحراء القمرية بنفس الطريقة التي حول بها الولايات المتحدة في القرن التاسع عشر. الفضاء هو حقا منطقة حتى ود جديدة فردية لا شمولية، ويتوجب مناقشة التحديات ضمن نظام قانوني يعنى بحقوق الملكية».
لكن يبقى الكثير لمناقشته وربما اقراره بين الدول المختلفة، بالطبع، عندما يأخذ قانون الفضاء بالتطور مع الزمن.
يقول بوب: «ان حقوق الملكية الفردية هي ماكنة جيدة، ومن الارجح انها ستعمل على دفع وتطوير المملكة الفضائية. ان تأمين حقوق الملكية الفردية سوف يكون اكثر فائدة للجنس البشري من البديل الاخر المتمثل في ابقاء امبراطوريات الفضاء متخلفة».

كرة من الكونكريت
يشعر بوب ان الاحيال الجديد لخصخصة مشاريع الفضاء، والتخطيط للعودة الى ارسال البشر الى القمر، سوف يصرف موضوع حقوق الملكية في الفضاء الخارجي «من حقل النقاشات البيزنطية (أي مناقشة القضايا السخيفة والتي عفّ عليها الزمن) الى كرة الكونكريت (أي قضية مرعبة جدا)».
وفيما وراء القمر، يتعمق بوب في كتابه في البحث فيما اذا كانت الكويكبات والمذنبات مشابهة للاقطاعيات التي لايمكن التعدي عليها بموجب القانون، ام انها «بضائع متحركة وعائمة»، يحق لاي كان ان يقتنصها ويحولها الى ملكيته؟»
واخيرا، يقدم بوب اقتراحا يستعطف فيه الدول لتدخل عصر الفضاء: «يا دول العالم اتحدوا، ليس لديكم ما تخسروه سوى سلاسل الجاذبية.. فالسماوات مفتوحة امامكم».

Sunday, July 20, 2008

بقايا من الارض القديمة مخفية في القمر

عن موقع Space.com
ترجمة: علاء غزالة

يعتقد بعض العلماء انه هناك دليل واحد على الاقل، محفوظ في نيزك تم العثور في القارة القطبية الجنوبية، يدل على ظهور الحياة في العصور الغابرة على المريخ. والان فان عمل فريق من العلماء الانكليز يعزز الاقتراح السابق بان الادلة على الحياة ربما يتم العثور عليها في نيازك على القمر.
وكان الفلكي في جامعة واشنطن، جون ارمسترونغ، قد قدم الفكرة الاصلية عام 2002 في بحث اقترح فيه ان المواد الملفوظة من الارض، خلال فترة القصف النزكي العنيف (التي عصفت بالارض قبل اربعة مليارات عام وتعرضت فيها لوابل من النيازك والمذنبات)، ربما وُجدت على القمر.
يـُعد اقتراح ارمسترونغ مثيرا للاهتمام، ولكن وصول نيزك منبعث من الارض سليما الى القمر يبقى محل تساؤل.
استخدم بحث جديد اجري من قبل ايان كراوفورد واملي بالدوين، من كلية بيركبيك لعلوم الارض وسائل اكثر تطورا لمحاكاة الضغط الذي يتعرض له اي جرم سماوي عند وصوله الى سطح القمر. وقد اكد البحث فرضية ارمسترونغ. في الكثير من الحالات، كان الضغط واطئا بما فيه الكفاية للسماح بالحفاظ على العلامات الحيوية، الامر الذي يجعل سطح القمر مكانا مناسبا للبحث عن الادلة على الحياة خارج الارض.
من غير المحتمل ان تبقى مثل هذه العلامات على الارض، حيث انها لابد ان تكون قد محيت قبل فترة طويلة من خلال نشاط بركاني دام ثلاثة مليارات سنة، والقصف النيزكي المتأخر، او حتى التعرية البسيطة بفعل الرياح والامطار.

التحطم عند الهبوط
اذا تم التسليم بانه تم العثور على مواد تعود الى العصور الغابرة من كوكب المريخ على الارض، فمن المنطقي الافتراض انه يمكن العثور على مواد من الارض القديمة على القمر. يقدر بحث ارمسترونغ، وهو على صواب، ان عشرات الالاف من الاطنان من المواد القادمة من السماء قد وصلت خلال فترة القصف النيزكي العنيف.
لكن هناك مشكلة على كل حال: يفتقر القمر الى غلاف جوي حقيقي. فالنيازك التي تصل الى الى الارض تتباطأ حينما تمر من خلال الغلاف الجوي. وكنتيجة لذلك، فانه بينما يذوب السطح الخارجي للنيزك فان باطنه يبقى سليما. فهل يمكن ان ينجو نيزك قادم من الارض من تصادم عالى السرعة على سطح القمر؟
لقد اعتمد تحليل كراوفورد وبالدوين على برنامج شائع يسمى AUTDYN لمحاكاة سلوك نوعين مختلفين من النيازك تضرب سطح القمر.
وكان فريق ارمسترونغ قد اجرى حسابات اولية ادت الى نتيجة مفادها ان الضغط الذي يتعرض له نيزك يضرب سطح القمر لن يكون كافيا –على الارجح– لاذابته. وقام كراوفورد وبالدوين بتمثل نيازكهم على شكل مكعبات وحسبوا الضغط ، عند حصول التصادم، في 500 نقطة على سطح القمر، باستخدام مديات واسعة من زوايا وسرع التصادم.
وفي اكثر الحالات التي اختبروها تطرفا (عندما يكون التصادم عموديا وبسرعة 5 كم في الثانية) فان معطيات التجربة تشير الى ان "بعض اجزاء" النيزك قد تعرضت للذوبان، "لكن القسم الاعظم من الجرم وخصوصا النصف الخلفي، لم يتعرض سوى الى ضغط قليل"، حسب كراوفورد.
وبسرعة تصادم تقل او تساوي 2.5 كم في الثانية فان "اي جزء من الجرم لم يتعرض حتى الى الضغط الاقصى اللازم لحدوث الذوبان المتوقع". وقد استنتج ان العلامات الحيوية التي تتراوح بين وجود الكاربون العضوي الى "احفوريات مجهرية حقيقية" ربما تكون نجت من التصادم قليل الضغط نسبيا الذي شهده ذيل نيزك ضخم عندما ضرب القمر.

يصعب العثور عليه
سيكون العثور على نيازك على سطح القمر تحديا. يقترح كراوفورد ان المفتاح للعثور على النيازك سيكون الماء المحتجز داخلها. لقد تشكلت العديد من المعادن على الارض في عمليات اشتملت على الماء او الثورات البركانية او كليهما. وعلى النقيض فان القمر يفتقر الى كل من الماء والبراكين.
يمكن كشف المعادن التي تكونت بمساعدة الماء، والتي تسمى هايدرات، باستعمال جهاز المطياف بالاشعة تحت الحمراء. يعتقد كراوفورد وزملاؤه ان بالامكان استعمال متحسس عالي الدقة يرسل ليدور حول القمر لغرض استكشاف اي نيزك كبير (يزيد حجمه على متر واحد) على سطح القمر، بينما "تجول المركبة القمرية التي تحتوي على متحسسات مماثلة سطح القمر للبحث عن النيازك الاصغر".
لكن فلكيين مختصين بالكواكب ينظرون الى المسألة بتحفظ اكثر. يجادل د. مايك غافي من قسم دراسات الفضاء بجامعة داكوتا بانه بينما "يكون من الممكن ان تبقى بقايا من تحطم اجرام سماوية على القمر، فان من غير المرجح ان تكون بكثافة مناسبة لكي يمكن رؤيتها" باستعمال الاجهزة المدارية.
وهو يعتقد ان النيازك ستكون قد تحطمت الى اجزاء صغيرة بفعل الاصطدام ومن ثم اصبحت عرضة الى المناخ القمري نتيجة الرياح الشمسية والزخات المستمرة من الشهب الصغيرة التي ضربت القمر. وهو يقترح، بدلا عن ذلك، ان اية بقايا للمواح الناجية من الارض ربما تكسرت الى اجزاء صغيرة واندمجت مع تربة القمر القديمة، ومن ثم قد تظهر الى السطح من جديد من خلال اصطدام نيازك اخرى لاحقا.
ويقرّ كراوفورد بهذه النقطة مشيرا الى انه قد يكون من الضروري اجراء عمليات حفر تحت سطح القمر للعثور على النيازك القادمة من خارج القمر. وهو يضيف بان جمع النماذج، ومراقبتها على سطح القمر، والتقاطها بغية جلبها الى الارض لاجراء المزيد من التحليلات "سيكون اسهل بكثير اذا تم ارسال انسان الى القمر".
وكان آخر امريكي وضع قدما على القمر، د. هاريسون شميت، جيولوجيا. واذا تحققت خطط (ناسا) في عودة الانسان الى القمر في وقت لاحق من هذا القرن، فقد يبحث خليفة د. شميت عن الصخور الهايدراتية، والتي قد تكشف الغموض حول كيفية بدء الحياة على الارض.

Sunday, June 22, 2008

ما هي كمية الوقت المثالية للنوم؟

عن مجلة تايم
ترجمة: علاء غزالة

يعتبر النوم واحدا من اغنى حقول العلم اليوم: لماذا نحتاجه؟ لماذا يصبح من الصعب الحصول عليه احيانا؟ وكيف يؤثر ذلك في كل شيء، من الاداء الرياضي الى الدخل المادي. لقد بحث دانيال كريبكي، وهو مدير مساعد لشؤون البحث في عيادة سكريبز لبحوث النوم في لاجولا بكاليفورنيا، بحث في السؤال الاهم في هذا المجال. وقد قام في العام 2002 بمقارنة نسب الوفاة بين ما يزيد على مليون راشد امريكي، والذين قاموا بتوثيق معدل ساعات نومهم اليومية ضمن دراسة عن منع السرطان. ويوضح كيربكي ان النتائج جاءت مفاجئة للعديد من الباحثين، ولكنهم قاموا منذ ذلك الحين باجراء مقارنات مع الدراسات الممثالة في اوربا وشرق اسيا.
وتظهر النتائج ان الناس الذين ينامون ليلا لمدة ست ساعات ونصف الى سبع ساعات ونصف يعيشون فترة اطول. لكن الخطر مرتبط بالنوم فترة اطول اكثر منه بالنوم لمدة اقصر. والمفاجأة الكبرى تتبدى مع النوم لفترة تزيد على ثماني ساعات. ان النوم فترة تزيد على ثماني ساعات ونصف قد يكون حقا اسوأ من النوم لخمس ساعات فقط.
ويظهر مخطط الاصابة بالامراض على شكل حرف U اللاتيني من حيث ان كلا من النوم لفترة قصيرة جدا او طويلة جدا يرتبط بالعديد من الامراض، مثل الاحباط، والبدانة التي تؤدي الى الاصابة بالامراض القلبية، وما الى ذلك. لكن الكمية المثالية من النوم حسب اختبارات صحية مختلفة ليست جميعا في مكان واحد. ويكمن العدد الاكبر من النقاط المنخفضة في النوم بين سبع وثماني ساعات، لكن هناك بعضا منها يقع عند ست ساعات، او حتى تسع ساعات. على سبيل المثال تكون نسبة السكري هي الاقل لدى الاشخاص الذين ينامون سبع ساعات فقط. لكن الاختبارات الاخرى ليست واضحة مثل معطيات نسب الوفيات هذه.
يقول كريبكي اننا نستطيع ان نتكهن السبب في ان الاشخاص الذين ينامون ست ساعات ونصف الى سبع ساعات ونصف يعيشون اطول، بيد ان علينا الاعتراف اننا لا نفهم -في الواقع- السبب في ذلك. ويضيف اننا لا نعلم حقا -لحد الان- ما هو سبب وما هو عَرَض. لذلك لا نعلم فيما اذا كان الشخص قليل النوم يمكن ان يعيش اطول اذا مدد ساعات نومه، او فيما اذا كان يتوجب على الشخص الذي ينام طويلا ان يضبط منبه الساعة ابكر قليلا. نحن نأمل ان ننظم اختبارات لبحث هذه الاسئلة.
ويؤكد كريبكي ان احد الاسباب التي تدعوه لنشر مثل هذه الحقائق هو انه يعتقد بامكانية منع الكثير من حالات الارق والتوتر بمجرد القول للناس انه لا بأس في النوم القصير. لقد اخبرنا جميعا اننا يجب ان ننام ثماني ساعات، لكن لم يكن هناك اي دليل على ضرورة ذلك على الاطلاق. ومن المشاكل الشائعة التي نراها في عيادات (النوم) ان الاشخاص يمضون فترة طويلة جدا في الفراش. وهم يعتقدون ان عليهم النوم ثماني او تسع ساعات، لذلك فهم يمضون هذه الفترة الزمنية في الفراش، مما ينتج عنه انهم يعانون مصاعب مثل عدم القدرة على النوم، والاستيقاظ مرات عديدة في الليل. وما يزيد الموضوع غرابة ان الكثير من الدراسات الضابطة في الولايات المتحدة وبريطانيا ومناطق اخرى في اوربا تظهر ان علاج الارق عن طريق النهوض من الفراش عندما لا يشعر الشخص بالنعاس، وتحديد ساعات النوم، تساعد الناس -في الحقيقة- على النوم فترة اطول. فهم يتغلبون على خوفهم من الفراش، ويتغلبون على قلقهم، ويصبحون اكثر ثقة أنهم عندما يخلدون الى السرير فانهم سينامون. وعلى ذلك فان البقاء في السرير لفترة اقصر يجعل النوم افضل في واقع الحال. انه يجعل العلاج طويل الاجل لحالات الارق اكثر فعالية من الحبوب المنومة.