Wednesday, November 25, 2009

ناسا تؤكد وجود موجات تسونامي في الشمس

عن موقع: Space.com
ترجمة: علاء غزالة

تمخر موجات شديدة القوة من البلازما، اطلق عليها تسمية "التسونامي الشمسي"، عبر سطح الشمس. وكانت قد لوحظت قبل عدة سنوات، لكن ساد الاعتقاد عندها ان ذلك لم يكن الا خداعا بصريا. غير ان العلماء يؤكدون الان هذه الموجات هي حقيقة واقعة.
حينما شاهد العلماء هذه الظاهرة لاول مرة كان من الصعب التصديق ان تلك الموجات المرتفعة من البلازما الحارة كانت في الحقيقة تتسابق على امتداد سطح الشمس. وقد زاد ارتفاع احدها عن قطر الارض، وتحركت من نقطة مركزية لتشكل حلقات متحدة المركز يبلغ عرضها ملايين الكيلومترات. تشبه هذه الحلقات الموجات التي تتشكل في بركة ساكنة عند القاء حجر فيها.
وعبر المراقبون المتشككون في ذلك الوقت عن شكوكهم في انها قد تكون نوعا من الخدع البصرية، غير ان الصور الجديدة التي وردت عن المركبة الفضائية المزدوجة (ستيريو) التابعة لناسا اوضحت بما لا يدع مجالا للشك ان هذه الظاهرة ليست مجرد وهما.
وقد نشرت ناسا مؤخرا لقطات فديوية لـ"تسونامي الشمس"، الا ان المركبة المزدوجة (ستيريو) كانت التقطت صورها في شهر شباط للبقعة الشمسية رقم 11012 التي ثارت بشكل غير متوقع. ونفث الانفجار سحابة من الغاز، يطلق عليها الاكليل الشمسي، يقدر وزنها بلميار طن الى الفضاء ومن ثم ارسلت تسونامي بسرعة هائلة عبر سطح الشمس. وسجلت ستيريو الموجة من موقعين متعامدين، ما اعطى الباحثين مشاهدة غير مسبوقة لهذا الحدث.
ويصف احد الباحثين ذلك بالقول: "انها موجة بكل تأكيد. ليست موجة من الماء، بل موجة عملاقة من البلازما الحارة والمغناطيسية." ويبلغ ارتفاع الموجة التي شهدتها مركبتا ستيريو حوالي 100,000 كيلومتر، وتسير بسرعة 250 في الثانية، وتحمل طاقة تقدر بـ 2400 ميغاطن من مادة تي ان تي.
وكان اول اكتشاف لتسونامي على الشمس قد سجل في عام 1997، في المرقب الخاص برصد الشمس المسمى (سوهو)، بعد ان انبعث الاكليل الشمس عن منطقة نشيطة في سطح الشمس ثم تلا ذلك موجات تسونامي المتسارعة. وتساءل العلماء فيما اذا كانت مجرد ظلال عن الاكليل الشمسي نفسه.
ان رصد سوهو للحدث من زاوية منفردة لم يكن كافيا للاجابة عن هذا السؤال، حتى مع تواتر المشاهدات المماثلة على مدى السنوات التالية. لكن الامر تغير بعد ان اطلقت (ستيريو)، المؤلفة من مركبتين تدوران حول الشمس، احدهما تسبق الارض والاخرى متأخرة عنها. من شأن هذا النظام ان يوفر صورا مجسمة لمثل هذا الحدث.
يقول احد العلماء المختصين: "لقد رأينا امواجا تنعكس عند الحفر الاكليلية (وهي حفر مغناطيسية في جو الشمس). يبدو الامر مثل مشاهدة فيلما مدهشا للموجات الهائلة المتلاطمة. اطلقنا على ذلك تسمية (الرقصة المهيبة)."
لا يشكل التسونامي الشمسي خطرا على الارض، لكن العلماء يقولون انهم يجرون دراسة مهمة. يقول احدهم: "بامكاننا استخدام الموجات للتعرف على حالة الشمس. يمكننا ان نجمع معلومات عن جو الشمس السفلي من خلال ملاحظة الكيفية التي تنتشر فيها الموجات وتتلاطم مع محيطها، وهو ما لا يتاح لنا بطريقة اخرى."
ويضيف: "ان موجات التسونامي تسمح بتطوير توقعاتنا للطقس الفضائي. فهي تؤشر ثوران البقع الشمسية بشكل دقيق. ومن شأن تحديد موقع الانفجار ان يساعدنا على توقع وقت وصول عاصفة اشعاع الاكليل الشمسي الى الارض."

Tuesday, December 23, 2008

من يمتلك القمر..قانون قمري لملكية العقارات

عن موقع: Space.com
تاليف :فيرغيليو بوب
ترجمة:علاء غزالة

بعد ما يقرب من اربعين عاما منذ ان غرست الولايات المتحدة علمها على القمر، وفي خضم التزاحم العالمي على رسم احتى ود النهائية، لابد من مناقشة حقوق الملكية الفضائية. تمتلك كل من الهند واليابان والصين مركبات فضائية تدور حول القمر، على ان يلتحق بها المستكشف القمري المداري الذي سترسله وكالة الفضاء الاميركية (ناسا) في العام القادم. كما اعلنت (غوغل) عن جائزة بقيمة 30 مليون دولار لاول فريق ممول من القطاع الخاص يتمكن من ارسال انسان آلي الى القمر بحيث يسير مسافة 500 متر ويرسل خلال ذلك صورا ولقطات فيديوية الى الارض.
لكن المتخصصين القانونيين يرون قصورا في هذا الامر.

العقارات الفضائية
عادة ما يتم اعداد القوانين بناء على السوابق. وبما ان هناك القليل من السوابق فيما يخص (القانون القمري) فان البعض ينظر الى البحر من اجل ايجاد اقتراحات. والمقصود بذلك قانون استغلال المعادن الموجودة في قاع المحيطات وخارج المياه الاقليمية للدول. قام البعض بتصنيف مثل هذه الموارد القيمة على انها تراث بشري مشترك، وليست ملكا الى الدولة التي تعثر عليها.
فهل يمكن لمبدأ التراث المشترك ان يوفر ارضية لـ(معاهدة القمر)؟
يعمل فيرغيليو بوب كباحث متخصص في وكالة الفضاء الرومانية. وقد تابع على مدى سنوات عدة القضية القانونية المتعلقة بحقوق الملكية في الفضاء. وقد اصدر كتابا جديدا هذا العام حمل عنوان: «من يمتلك القمر؟ المظاهر الفضائية لملكية الارض والموارد المعدنية».
وقد تعمق بوب في كيفية تشكيل القانون المتعلق بالملكية العقارية في الفضاء، وبعض الاعراف التي تعبر عن هذا القانون. وهو يرى ان الاعراف والقواعد التي تتعلق بحقوق الملكية السمواية محدودة للغاية، حتى انها تفشل في تعريف ما المقصود بالجرم السماوي؟.
يفضل بوب حقوق الملكية على العناق الجماعي. ويقول: «على الرغم من الافكار النبيلة مثل المساواة والعناية بالناس المفلسين، الا ان فرضية معاهدة التراث المشترك للقمر تحمل مساويء اكثر من الحسنات. على ان رفض هذا المبدأ لا يعني باي حال ان الاقطار النامية سوف تترك للتخلف عن عصر الفضاء. فالصين والهند والبرازيل هي امثلة حية على ان البلدان النامية تستطيع ان تلتحق بالنادي الفضائي من خلال جهودها الذاتية. اذ يجب ان تتوحد الدول ذات الموارد الاقل تحت مظلة وكالة فضاء عالمية او حتى اقليمية، ومن ثم تعمد الى استغلال الثروات التي يزخر بها الفضاء الخارجي لصالحها، عوضا عن الاستخدام المجاني للجهود التي بذلتها الدول الاقدم في مجال الفضاء «.

فرضية الحدود الدولية
يضيف بوب ان فرضية احتى ود الدولية قد اثبتت صحتها على كوكبنا، وان من الارجح انها ستكون كذلك فيما يخص المملكة الفضائية.
ويستطرد قائلا: «سوف يعمل الاكتفاء الذاتي على تحويل الصحراء القمرية بنفس الطريقة التي حول بها الولايات المتحدة في القرن التاسع عشر. الفضاء هو حقا منطقة حتى ود جديدة فردية لا شمولية، ويتوجب مناقشة التحديات ضمن نظام قانوني يعنى بحقوق الملكية».
لكن يبقى الكثير لمناقشته وربما اقراره بين الدول المختلفة، بالطبع، عندما يأخذ قانون الفضاء بالتطور مع الزمن.
يقول بوب: «ان حقوق الملكية الفردية هي ماكنة جيدة، ومن الارجح انها ستعمل على دفع وتطوير المملكة الفضائية. ان تأمين حقوق الملكية الفردية سوف يكون اكثر فائدة للجنس البشري من البديل الاخر المتمثل في ابقاء امبراطوريات الفضاء متخلفة».

كرة من الكونكريت
يشعر بوب ان الاحيال الجديد لخصخصة مشاريع الفضاء، والتخطيط للعودة الى ارسال البشر الى القمر، سوف يصرف موضوع حقوق الملكية في الفضاء الخارجي «من حقل النقاشات البيزنطية (أي مناقشة القضايا السخيفة والتي عفّ عليها الزمن) الى كرة الكونكريت (أي قضية مرعبة جدا)».
وفيما وراء القمر، يتعمق بوب في كتابه في البحث فيما اذا كانت الكويكبات والمذنبات مشابهة للاقطاعيات التي لايمكن التعدي عليها بموجب القانون، ام انها «بضائع متحركة وعائمة»، يحق لاي كان ان يقتنصها ويحولها الى ملكيته؟»
واخيرا، يقدم بوب اقتراحا يستعطف فيه الدول لتدخل عصر الفضاء: «يا دول العالم اتحدوا، ليس لديكم ما تخسروه سوى سلاسل الجاذبية.. فالسماوات مفتوحة امامكم».

Sunday, July 20, 2008

بقايا من الارض القديمة مخفية في القمر

عن موقع Space.com
ترجمة: علاء غزالة

يعتقد بعض العلماء انه هناك دليل واحد على الاقل، محفوظ في نيزك تم العثور في القارة القطبية الجنوبية، يدل على ظهور الحياة في العصور الغابرة على المريخ. والان فان عمل فريق من العلماء الانكليز يعزز الاقتراح السابق بان الادلة على الحياة ربما يتم العثور عليها في نيازك على القمر.
وكان الفلكي في جامعة واشنطن، جون ارمسترونغ، قد قدم الفكرة الاصلية عام 2002 في بحث اقترح فيه ان المواد الملفوظة من الارض، خلال فترة القصف النزكي العنيف (التي عصفت بالارض قبل اربعة مليارات عام وتعرضت فيها لوابل من النيازك والمذنبات)، ربما وُجدت على القمر.
يـُعد اقتراح ارمسترونغ مثيرا للاهتمام، ولكن وصول نيزك منبعث من الارض سليما الى القمر يبقى محل تساؤل.
استخدم بحث جديد اجري من قبل ايان كراوفورد واملي بالدوين، من كلية بيركبيك لعلوم الارض وسائل اكثر تطورا لمحاكاة الضغط الذي يتعرض له اي جرم سماوي عند وصوله الى سطح القمر. وقد اكد البحث فرضية ارمسترونغ. في الكثير من الحالات، كان الضغط واطئا بما فيه الكفاية للسماح بالحفاظ على العلامات الحيوية، الامر الذي يجعل سطح القمر مكانا مناسبا للبحث عن الادلة على الحياة خارج الارض.
من غير المحتمل ان تبقى مثل هذه العلامات على الارض، حيث انها لابد ان تكون قد محيت قبل فترة طويلة من خلال نشاط بركاني دام ثلاثة مليارات سنة، والقصف النيزكي المتأخر، او حتى التعرية البسيطة بفعل الرياح والامطار.

التحطم عند الهبوط
اذا تم التسليم بانه تم العثور على مواد تعود الى العصور الغابرة من كوكب المريخ على الارض، فمن المنطقي الافتراض انه يمكن العثور على مواد من الارض القديمة على القمر. يقدر بحث ارمسترونغ، وهو على صواب، ان عشرات الالاف من الاطنان من المواد القادمة من السماء قد وصلت خلال فترة القصف النيزكي العنيف.
لكن هناك مشكلة على كل حال: يفتقر القمر الى غلاف جوي حقيقي. فالنيازك التي تصل الى الى الارض تتباطأ حينما تمر من خلال الغلاف الجوي. وكنتيجة لذلك، فانه بينما يذوب السطح الخارجي للنيزك فان باطنه يبقى سليما. فهل يمكن ان ينجو نيزك قادم من الارض من تصادم عالى السرعة على سطح القمر؟
لقد اعتمد تحليل كراوفورد وبالدوين على برنامج شائع يسمى AUTDYN لمحاكاة سلوك نوعين مختلفين من النيازك تضرب سطح القمر.
وكان فريق ارمسترونغ قد اجرى حسابات اولية ادت الى نتيجة مفادها ان الضغط الذي يتعرض له نيزك يضرب سطح القمر لن يكون كافيا –على الارجح– لاذابته. وقام كراوفورد وبالدوين بتمثل نيازكهم على شكل مكعبات وحسبوا الضغط ، عند حصول التصادم، في 500 نقطة على سطح القمر، باستخدام مديات واسعة من زوايا وسرع التصادم.
وفي اكثر الحالات التي اختبروها تطرفا (عندما يكون التصادم عموديا وبسرعة 5 كم في الثانية) فان معطيات التجربة تشير الى ان "بعض اجزاء" النيزك قد تعرضت للذوبان، "لكن القسم الاعظم من الجرم وخصوصا النصف الخلفي، لم يتعرض سوى الى ضغط قليل"، حسب كراوفورد.
وبسرعة تصادم تقل او تساوي 2.5 كم في الثانية فان "اي جزء من الجرم لم يتعرض حتى الى الضغط الاقصى اللازم لحدوث الذوبان المتوقع". وقد استنتج ان العلامات الحيوية التي تتراوح بين وجود الكاربون العضوي الى "احفوريات مجهرية حقيقية" ربما تكون نجت من التصادم قليل الضغط نسبيا الذي شهده ذيل نيزك ضخم عندما ضرب القمر.

يصعب العثور عليه
سيكون العثور على نيازك على سطح القمر تحديا. يقترح كراوفورد ان المفتاح للعثور على النيازك سيكون الماء المحتجز داخلها. لقد تشكلت العديد من المعادن على الارض في عمليات اشتملت على الماء او الثورات البركانية او كليهما. وعلى النقيض فان القمر يفتقر الى كل من الماء والبراكين.
يمكن كشف المعادن التي تكونت بمساعدة الماء، والتي تسمى هايدرات، باستعمال جهاز المطياف بالاشعة تحت الحمراء. يعتقد كراوفورد وزملاؤه ان بالامكان استعمال متحسس عالي الدقة يرسل ليدور حول القمر لغرض استكشاف اي نيزك كبير (يزيد حجمه على متر واحد) على سطح القمر، بينما "تجول المركبة القمرية التي تحتوي على متحسسات مماثلة سطح القمر للبحث عن النيازك الاصغر".
لكن فلكيين مختصين بالكواكب ينظرون الى المسألة بتحفظ اكثر. يجادل د. مايك غافي من قسم دراسات الفضاء بجامعة داكوتا بانه بينما "يكون من الممكن ان تبقى بقايا من تحطم اجرام سماوية على القمر، فان من غير المرجح ان تكون بكثافة مناسبة لكي يمكن رؤيتها" باستعمال الاجهزة المدارية.
وهو يعتقد ان النيازك ستكون قد تحطمت الى اجزاء صغيرة بفعل الاصطدام ومن ثم اصبحت عرضة الى المناخ القمري نتيجة الرياح الشمسية والزخات المستمرة من الشهب الصغيرة التي ضربت القمر. وهو يقترح، بدلا عن ذلك، ان اية بقايا للمواح الناجية من الارض ربما تكسرت الى اجزاء صغيرة واندمجت مع تربة القمر القديمة، ومن ثم قد تظهر الى السطح من جديد من خلال اصطدام نيازك اخرى لاحقا.
ويقرّ كراوفورد بهذه النقطة مشيرا الى انه قد يكون من الضروري اجراء عمليات حفر تحت سطح القمر للعثور على النيازك القادمة من خارج القمر. وهو يضيف بان جمع النماذج، ومراقبتها على سطح القمر، والتقاطها بغية جلبها الى الارض لاجراء المزيد من التحليلات "سيكون اسهل بكثير اذا تم ارسال انسان الى القمر".
وكان آخر امريكي وضع قدما على القمر، د. هاريسون شميت، جيولوجيا. واذا تحققت خطط (ناسا) في عودة الانسان الى القمر في وقت لاحق من هذا القرن، فقد يبحث خليفة د. شميت عن الصخور الهايدراتية، والتي قد تكشف الغموض حول كيفية بدء الحياة على الارض.

Sunday, June 22, 2008

ما هي كمية الوقت المثالية للنوم؟

عن مجلة تايم
ترجمة: علاء غزالة

يعتبر النوم واحدا من اغنى حقول العلم اليوم: لماذا نحتاجه؟ لماذا يصبح من الصعب الحصول عليه احيانا؟ وكيف يؤثر ذلك في كل شيء، من الاداء الرياضي الى الدخل المادي. لقد بحث دانيال كريبكي، وهو مدير مساعد لشؤون البحث في عيادة سكريبز لبحوث النوم في لاجولا بكاليفورنيا، بحث في السؤال الاهم في هذا المجال. وقد قام في العام 2002 بمقارنة نسب الوفاة بين ما يزيد على مليون راشد امريكي، والذين قاموا بتوثيق معدل ساعات نومهم اليومية ضمن دراسة عن منع السرطان. ويوضح كيربكي ان النتائج جاءت مفاجئة للعديد من الباحثين، ولكنهم قاموا منذ ذلك الحين باجراء مقارنات مع الدراسات الممثالة في اوربا وشرق اسيا.
وتظهر النتائج ان الناس الذين ينامون ليلا لمدة ست ساعات ونصف الى سبع ساعات ونصف يعيشون فترة اطول. لكن الخطر مرتبط بالنوم فترة اطول اكثر منه بالنوم لمدة اقصر. والمفاجأة الكبرى تتبدى مع النوم لفترة تزيد على ثماني ساعات. ان النوم فترة تزيد على ثماني ساعات ونصف قد يكون حقا اسوأ من النوم لخمس ساعات فقط.
ويظهر مخطط الاصابة بالامراض على شكل حرف U اللاتيني من حيث ان كلا من النوم لفترة قصيرة جدا او طويلة جدا يرتبط بالعديد من الامراض، مثل الاحباط، والبدانة التي تؤدي الى الاصابة بالامراض القلبية، وما الى ذلك. لكن الكمية المثالية من النوم حسب اختبارات صحية مختلفة ليست جميعا في مكان واحد. ويكمن العدد الاكبر من النقاط المنخفضة في النوم بين سبع وثماني ساعات، لكن هناك بعضا منها يقع عند ست ساعات، او حتى تسع ساعات. على سبيل المثال تكون نسبة السكري هي الاقل لدى الاشخاص الذين ينامون سبع ساعات فقط. لكن الاختبارات الاخرى ليست واضحة مثل معطيات نسب الوفيات هذه.
يقول كريبكي اننا نستطيع ان نتكهن السبب في ان الاشخاص الذين ينامون ست ساعات ونصف الى سبع ساعات ونصف يعيشون اطول، بيد ان علينا الاعتراف اننا لا نفهم -في الواقع- السبب في ذلك. ويضيف اننا لا نعلم حقا -لحد الان- ما هو سبب وما هو عَرَض. لذلك لا نعلم فيما اذا كان الشخص قليل النوم يمكن ان يعيش اطول اذا مدد ساعات نومه، او فيما اذا كان يتوجب على الشخص الذي ينام طويلا ان يضبط منبه الساعة ابكر قليلا. نحن نأمل ان ننظم اختبارات لبحث هذه الاسئلة.
ويؤكد كريبكي ان احد الاسباب التي تدعوه لنشر مثل هذه الحقائق هو انه يعتقد بامكانية منع الكثير من حالات الارق والتوتر بمجرد القول للناس انه لا بأس في النوم القصير. لقد اخبرنا جميعا اننا يجب ان ننام ثماني ساعات، لكن لم يكن هناك اي دليل على ضرورة ذلك على الاطلاق. ومن المشاكل الشائعة التي نراها في عيادات (النوم) ان الاشخاص يمضون فترة طويلة جدا في الفراش. وهم يعتقدون ان عليهم النوم ثماني او تسع ساعات، لذلك فهم يمضون هذه الفترة الزمنية في الفراش، مما ينتج عنه انهم يعانون مصاعب مثل عدم القدرة على النوم، والاستيقاظ مرات عديدة في الليل. وما يزيد الموضوع غرابة ان الكثير من الدراسات الضابطة في الولايات المتحدة وبريطانيا ومناطق اخرى في اوربا تظهر ان علاج الارق عن طريق النهوض من الفراش عندما لا يشعر الشخص بالنعاس، وتحديد ساعات النوم، تساعد الناس -في الحقيقة- على النوم فترة اطول. فهم يتغلبون على خوفهم من الفراش، ويتغلبون على قلقهم، ويصبحون اكثر ثقة أنهم عندما يخلدون الى السرير فانهم سينامون. وعلى ذلك فان البقاء في السرير لفترة اقصر يجعل النوم افضل في واقع الحال. انه يجعل العلاج طويل الاجل لحالات الارق اكثر فعالية من الحبوب المنومة.

Saturday, November 10, 2007

محركات فائقة الصغر توفر طاقة مستمرة

ScienceDaily.com
ترجمة: علاء غزالة

قدم الباحثون نموذجا اوليا لمحرك فائق الصغر (يقاس بوحدات النانومتر
nanometer = واحد على مليار من المتر)
بامكانه ان ينتج طاقة مستمرة من التيار الكهربائي المستمر DC عن طريق "حصاد" الطاقة الميكانيكية من المصادر البيئية مثل الامواج فوق الصوتية، والذبذبات الحركية، وجريان الدم.
ويمكن تتألف المحركات النانوية nanogenerators من مصفوفات من الاسلاك المتناهية في الصغر، مصنوعة من اوكسيد الخارصين، وهي تتحرك بشكل متعرج داخل لوح موصل كهربائي. هذه المحركات تمثل طريقة جديدة في توفير الطاقة للاجهزة الفائقة الصغر، والتي تقاس بوحدات النانو، بدون بطاريات او اي مصدر طاقة خارجي.
يقول زهون لين وانغ، استاذ مساعد في كلية المواد العلمية والهندسية بمعهد جيورجيا التقني: "هذه خطوة رئيسة باتجاه تقنية متنقلة ومتكيفة وفعالة اقتصاديا من اجل توفير الطاقة للمعدات النانوية. لقد كان هناك اهتمام واسع في صناعة الاجهزة النانوية، ولكننا لم نكن نفكر في كيفية توفير الطاقة لها. ان محركنا النانوي يسمح لنا بحصاد او اعادة تدوير الطاقة من مصادر متعددة من اجل توفير الطاقة لهذه المعدات".
تستغل المحركات النانوية اثنتين من الخصائص الفريدة لاوكسيد الخارصين: قابلية انتاج شحنة كهربائية، وكونها من اشباه الموصلات، مما يسمح بانتاج شحنة كهربائية صغيرة عندما يتم ليّها او تمديدها. يبدأ الانتاج بانشاء مصفوفة من الاسلاك النانوية الموضوعة بشكل عمودي بفارق نصف مايكرون (واحد على مليون من المتر) بين الواحدة والاخرى على لوح حاضن من زرنيخ الغاليوم، او الصفيري (اوكسيد الالمنيوم)، او بوليمر مرن. يتم زرع طبقة من اوكسيد الخارصين في قمة اللوح الحاضن لجمع التيار. كما صنع الباحثون اقطاب توصيل من السليكون على شكل متعرج، وهي تحتوي على الالاف من الرؤوس النانوية والتي تم تحويلها الى موصلات عن طريق تغطيتها بالبلاتين. ثم يوضع القطب الكهربائي تحت مصفوفة الاسلاك النانوية مع ترك مجال كاف لعدد كبير من الاسلاك للتمدد بحرية خلال الفجوة بين الرؤوس. وحينما تتحرك الاسلاك تحت تأثير الطاقة الميكانيكية، مثل الموجات او الذبذبات، تلامس الاسلاك الدقيقة الرؤوس دوريا مما يؤدي الى نقل شحنتها الكهربائية. ومن خلال التقاط هذه الكميات الضئيلة من التيار والتي تنتجها المئات من الاسلاك النانوية المتحركة، ينتج المحرك تيارا مستمرا يقاس بالنانو امبير.
يتوقع وانغ واعضاء فريقه ان محركهم فائق الصغر، حينما يصل الى افضل اداء، سيكون قادرا على انتاج 4 واط لكل سنتيمتر مكعب، استنادا الى الحسابات التي اجريت على سلك نانوي واحد. ان هذه الكمية تعد كافية لتشغيل مدىً واسعا من الاجهزة النانوية المستخدمة لاغراض الدفاع، والبيئة، والعلاج الطبي-الحيوي، بضنمها المتحسسات الحيوية، واجهزة الرقابة البيئية، وحتى الروبوتات فائقة الصغر.
وكان فريق يونغ البحثي قد اعلن قبل عام تقريبا عن مبدأ المحركات النانوية. وفي ذلك الوقت كان المحرك يستحصل الطاقة من سلك نانوي واحد في المرة الواحدة عن طريق جر مسبار فوقه. يعمل المسبار على تجميع الشحنة الكهربائية حينما يتمدد السلك، ويضمن سريان التيار باتجاه واحد.
ومع وجود المئات من الرؤوس الموصلة يعمل القطب الكهربائي المتعرج على تجميع الشحنة الناتجة عن المئات او الالاف من الاسلاك بشكل متزامن، حاصدا الطاقة من مصفوفة الاسلاك الدقيقة. يقول وانغ: "ان انتاج الاقطاب العلوية كمجموعة واحدة يمثل تقدما باتجاه رفع مستوى التقنية. نستطيع الان ان نرى الخطوات الواجب اتباعها للمضي قدما باتجاه معدات يمكنها حقا توفير الطاقة الى التطبيقات شديدة الصغر".
وقبل حدوث ذلك ينبغي اجراء تطوير اضافي للوصول الى افضل انتاج للتيار. على سبيل المثال، فانه على الرغم من الاسلاك النانوية يمكن ان توضع بطول متساوٍ تقريبا (حوالي مايكرون واحد) فان هناك بعض التغايرات. الاسلاك القصيرة اكثر من المطلوب لا تلامس القطب الكهربائي، فلا تنتج تيارا، بينما لا تستطيع الطويلة ان تتمدد لانتاج الشحنة الكهربائية.
يقول وانغ: "يجب ان نكون اكثر قدرة على التحكم بزرع الاسلاك وكثافتها وتجانسها. نحن نعتقد ان بامكاننا ان نجعل مليون او حتى مليار من الاسلاك النانوية تنتج تيارا في وقت متزامن. سوف يساعدنا ذلك في الوصول الى افضل اداء للمحرك النانوي".وجه الباحثون في المختبر مصدرا للموجات فوق الصوتية على محركهم النانوي لقياس التيار الكهربائي الخارج لاكثر من ساعة. يقول يونغ انه على الرغم من وجود بعض التقطعات في التيار الخارج الا ان انتاج الكهرباء كان متواصلا طالما كان مولد الامواج فوق الصوتية مستمرا في العمل.
ولغرض ابعاد تأثير المصادر الاخرى على قياس التيار، استعمل الباحثون انابيب الكربون الدقيقة، وهي غير قادرة على انتاج الشحنة الكهربائية، عوضا عن اسلاك اوكسيد الخارصين الدقيقة. كما استعملوا رؤوس اقطاب مسطحة. وفي الحالتين لم يتم انتاج اي تيار كهربائي.
لقد كان توفير الطاقة الى المعدات بالمقياس النانوي تحديا على دوام. فالبطاريات والمصادر الشائعة الاخرى كبيرة جدا، مما يؤدي الى التقليل من مميزات الحجم للمعدات الدقيقة جدا. وطالما كانت البطاريات تحتوي على مواد سامة مثل الليثيوم والكادميوم، فانها لا يمكن ان تزرع في الجسم كجزء من تطبيق علاجي-حيوي.
وبما ان اوكسيد الخارصين هو غير سام وملائم للجسم، فان المحركات النانوية يمكن توُسع لتشمل معدات ذات استخدام طبي وقابلة للزرع، بحيث تقيس لاسلكيا سريان الدم وضغط الدم داخل الجسم. كما يمكن ان تستخدم في المزيد من الطبيقات العادية.
يعلق يونغ قائلا: "اذا كان لك جهاز مماثل في حذائك حينما تسير فسيكون بمقدورك ان تولد تيارا صغيرا يكفي لتشغيل معدات الكترونية صغيرة. اي شيء يمكنه ان يحرك الاسلاك النانوية داخل المولد يمكن استخدامه لانتاج الطاقة. ان تحريكها لا يتطلب سوى قوة صغيرة جدا".

Wednesday, October 31, 2007

الاقتصاد في الطاقة سبب في تطور المشي على رجلين

ScienceDaily.com
ترجمة: علاء غزالة

تقدم دراسة حديثة الدعم لنظرية تقول ان المشي على رجلين قد تطور بسبب ان الطاقة اللازمة للمشي على رجلين فقط اقل من تلك الطاقة المستخدمة للمشي على اربع. وقد اجرى الدراسة ديفيد رايكلن وهو استاذ مساعد في الانثروبولوجيا في جامعة اريزونا، ومايكل سوكول من جامعة كاليفورنيا وهيرمان بونتزر من جامعة واشنطن في سانت لويس.
تـُعد القدرة على المشي على رجلين بمثابة افتراق مصيري بين البشر والقرود الاخرى، وتـُعتبر احدى الخواص التعريفية لاسلاف الانسان. وقد وضعت سابقا نظرية تفترض ان الطاقة المخفضة نتيجة المشي القائم ربما وفـّرت ميزات تطورية من خلال تقليل عناء البحث عن الطعام. يقول رايكلن: "جادل الباحثون على مدى عدة عقود من الزمن حول دور الحاجة الى الطاقة في المشي على رجلين. لقد كانت المشكلة الاكبر في دراسة المشي على رجلين ان البيانات المتوفرة كانت شحيحة."
جمع الباحثون بيانات عن تمثيل الغذاء والطاقة والحركة من خمسة قرود شمبانزي واربعة اشخاص بالغين اثناء ممارستهم المشي على الجهاز (المستعمل في صالات التربية البدنية). كما تم تدريب القردة على المشي على الجهاز باستعمال رجلين وباستعمال اربعة ارجل.
استعمل الاشخاص، الذين يمشون على رجلين، فقط ربع الطاقة التي استعملها الشمبانزي الذي يستخدم اربعة ارجل في المشي. وقد استهلك الشمبانزي، في المعدل، نفس كمية الطاقة في حالة استخدامه رجلين او اربع. على كل حال، كانت هناك تغايرات بين القردة من ناحية كمية الطاقة التي استخدمتها، وهذا الاختلاف يتعلق باختلافها في طريقة المشي والناحية التشريحية.
يقول رايكلن: "لقد تمكنا من ربط استهلاك الطاقة لدى الشمبانزي مع خصائصها التشريحية. كما تمكنا تماما ان نظهر لماذا يكون لبعض الافراد القدرة على المشي بالوضع القائم، حيث انه اكثر اقتصادا من غيره. وقد فعلنا ذلك من خلال نموذج حيوي–كيمياوي".
وقد كشف النموذج الحيوي–الكيمياوي انه يتم استهلاك المزيد من الطاقة كلما كانت الخطوات اقصر او كانت كتلة العضلات النشطة اكبر. حقا، تكون قردة الشمبانزي ذوات الخطوات الطويلة الاكثر قدرة على المشي بالوضع القائم.
ويضيف رايكلن: "لقد سمحت لنا هذه النتائج ان نبحث في سجلات الاحافير لمعرفة فيما اذا كانت بقايا الانسان القديم تظهر اي تكيفات اتاحت التقليل من الطاقة المصروفة عند المشي على رجلين. وقد وجدنا، كما وجد العديد من الباحثين، ادلة على مثل هذه التكيفات (مثل الزيادة الطفيفة في طول او امتداد الاجزاء الخلفية) في اجناس الانسان البدائية، مما يؤكد لنا بان العوامل المتعلقة بالطاقة لعبت دورا كبيرا جدا في تطور ثنائيات الارجل".

Saturday, October 06, 2007

عناصر الحياة قد تكون (تقاطرت) الى الارض

Space.com
ترجمة: علاء غزالة

ربما تكون بعض المكونات الضرورية للحياة على الارض قد تشكلت في الفضاء الكوني وليس على سطح الكواكب. يشير نموذج حاسوبي جديد الى ان غيوم من جزيئات الادنين، وهو احد مكونات المادة الوراثية DNA الاساسية، يمكنها ان تتشكل وتنجو من الظروف القاسية في الفضاء، وانها من المحتمل ان تتقاطر الى الكواكب بينما تجول النجوم التي تدور حولها في انحاء المجرة.
يقول واضع الدراسة رينر غلاسر، وهو مختص في كيمياء الجزيئات في جامعة ميسوري بكولمبيا: "قد يكون هناك عدد قليل من جزيئات الادنين في كل قدم مكعب من الفضاء، ولكن خلال ملايين السنين ربما تجمعت كميات كافية للمساعدة في تمهيد الطريق لظهور الحياة".

كيمياء غير معتادةيمثل الادنين احد الاحرف الهجائية الاربعة للـDNA والتي تستعمل لتخزين الشفرة الوراثية العضوية. يقول غلاسر ان فكرة تكوّن الجزيئات العضوية الكبيرة والمؤلفة من صفين من الحلقات مثل الادنين في الفضاء قد تبدو جامحة، لكن الدلائل الحديثة تترك الباب مفتوحا، ويضيف: "يمكن العثور على جزيئات كبيرة في النيازك، ومن بينها الادينين. نحن نعلم ان الادنين يمكن ان يتشكل في مكان آخر في المجموعة الشمسية، اذا لما علينا ان نعتبر ان من المستحيل بناء كتل في مكان ما من الغبار النجمي؟".
وقد وجد غلاسر وفريقه، باستخدام نموذح محاكاة حاسوبي لمنطقة فراغ باردة في الفضاء، وجدوا ان غاز سيانيد الهيدروجين HCN يمكنه ان يشكل الادنين. يخدم سيانيد الهيدروجين كوحدات بنائية للادنين، حيث ترتبط الجزيئات الصغيرة مع بعضها لتكوّن سلسلة، ومع قليل من الارتجاج سوف تتجمع اخيرا على شكل حلقات بدون اية مساعدة خارجية. ويضيف غلاسر: "حينما تودّ اجراء تفاعل، فعادة ما تحتاج الى رفع درجة الحرارة. انه من الامور المميزة ان تجد تفاعلا لا يحتاج الى طاقة منشطة. اذا قمت بهذا النفاعل في الفضاء فان ذلك فائدة عظيمة لانه قد يمر وقت طويل قبل ان تضرب الجزيء ومضة من الضوء".

ملائمة للحياةيقول غلاسر ان اشكال الادنين الحلقية تساعدها على امتصاص اية طاقة اضافية بدون ان تتكسر اواصرها، مما يجعلها مستقرة بما فيه الكفاية لتشكيل غيوم متمركزة يمكن ان تمر الكواكب عبرها. وهو يقرّ بان فكرة وصول الادنين بشكل آمن الى الكواكب لازالت في مهدها، الا انه يؤكد بان الكيميائيين نادرا ما تطرقوا الى فرضية ان مكونات الحياة الاساسية تكونت بعيدا عن سطح الكواكب.
ويضيف: "نحن في مرحلة مبكرة جدا حتى ليفكر اي احد بمثل هذه الاشياء. ان النقاش حول اصل الحياة قد تركز بشكل كبير على فكرة البركة الساخنة من السوائل على سطح الكوكب". لكن غلاسر يؤكد بان اكتشافات الكواكب حديثا والتي تدور حول نجوم بعيدة بدأت تغيّر هذا التركيز.
يقول غلاسر: "الكيمياء في الفضاء ليست مثل الكيمياء التي تعلمها معظمنا. يجب ان نتخذ مقاربة اكبر بكثير: اين توجد جميع المواد الكيميائية في المجرة ونظمها الشمسية، وما عساك ان تفعل بها؟".ويصف انتونيو لازكانو وهو عالم احياء مختص بالتطور في جامعة مكسيكو، وكان قد دَرَسَ اصول الحياة مدة ثلاثين سنة، يصف عمل غلاسر وزملاءه بانه مُـقنع. ويضيف: "نحن نعلم بالفعل ان سيانيد الهديروجين متواجد بوفرة في السديم المنتشر بين النجوم. وقد اقترح ان المذنبات قد جلبت بعض هذه المواد الى الكواكب". وهو يؤكد انه لكي تحصل فكرة غلاسر وفريقه على دعم واسع، على اية حال، يتوجب اكتشاف الادنين في غيوم الفضاء العميق. ويمضي الى القول: "ان احتمالية الاكتشاف ضئيلة للغاية، لكنها محتملة. اذا استطاع الفلكيون ان يزيلوا تشويش الخلفية بشكل افضل، فانني اعتقد ان لدينا معدات حساسة بما فيه الكفاية لاكتشاف غيوم الغبار التي تحتوي على الادنين".

Thursday, September 06, 2007

دجاجات معدلة وراثيا تنتج ادوية في بيوضها

Science News
ترجمة: علاء غزالة

قام علماء اسكتلنديون باجراء هندسة وراثية على دجاجات بحيث سيكون بامكانها ليس فقط انتاج ادوية مفيدة في بيوضها، بل نقل صفاتها المعدلة تلك الى جيل جديد من الدجاج. يقول العلماء ان النجاح في الجمع بين هاتين الصفتين يـُعد الاول بالنسبة للباحثين الهادفين الى تحويل الحيوانات الى معامل ادوية حية.
بامكان بروتينات معينة ان تـَحُد او تبطل حالات مرضية متنوعة، من فقر الدم الى الاسهال وحتى السرطان. بينما يكون من السهل نسبيا انتاج بعض هذه البروتينات في المختبر، فان غيرها يكون صعبا ويتطلب وقتا كبيرا او ثمنا باهضا لانتاجه.
وبما ان الحيوانات تنتج طبيعيا الالاف من البروتينات، فقد طمح العلماء الى استخدام هذه القدرات الفطرية. وخلال الاعوام القليلة الماضية، قام العلماء بهندسة البقر والاغنام وانواع اخرى من الثديّات وراثيا لكي تنتج ادوية بروتينية.
لكن هذه الحيوانات لها بعض العيوب، كما يقول سايمون ليليسو من معهد روسلين خارج ادنبرة. معظم الحيوانات المعدلة وراثيا كبيرة الحجم، وتتطلب تكاليف عالية لايوائها واطعامها، وتستغرق سنوات من الرعاية لتصل الى عمر مناسب لانتاج البروتين المطلوب. والاكثر من ذلك ان هذه الحيونات لا تستطيع البقاء بصحة جيدة بينما تصنع مركبات ذات تأثير سمّي على خلايا الحيوانات الثديّة، وهي خصلة تتطلبها الكثير من الادوية.
وقد اقترح بعض الباحثين بان الدجاج، نظرا لصغر حجمه وكلفة تربيتة المنخفضة وسرعة زمن توالده، يمكن ان ينتج بروتينات الادوية في بيضه. ولكن ليليسو يلاحظ ان المحاولات السابقة لهندسة انتاج ادوية من الدجاج قد واجهات العديد من المشاكل. على سبيل المثال، في بعض الدجاجات المهندسة وراثيا تخبو قابلية انتاج الادوية مع كل جيل.
وقد اتبع ليليسو وزملاؤه، تحت قيادة هيلين سانغ من معهد روسلين، طريقة اخرى. فقد انشأوا جينات ذات شفرة تحفز انتاج الادوية، والتي تقحم نفسها ضمن الجينات التي يحملها جميع الدجاج وتمكنه من صنع احد مكونات بياض البيضة والمسمى اوفالبومين ovalbumin.
وقد عمل الفريق على جينين صناعيين اثنين، لكل منهما شفرة وراثية لانتاج بروتين دوائي مختلف: مضاد حيوي يدعى miR24 والذي بدا واعدا في مكافحة سرطان الجلد، وبروتين يدعى مضاد الفيروس البشري beta-1a، والذي يستخدم بالفعل في علاج تصلب الانسجة المتعدد. وظـّف الباحثون فيروسات لنقل كلا الجينين الى خلايا اجنة الدجاج اليافعة داخل اليوض غير المفقسة.
حينما فقست البيوض، اختار الباحثون ذكور الدجاج التي حملت الجينات المعدلة. حينما خالط الفريق هذه الديوك مع اناث دجاج عادية، فان نصف نسل الاناث وضعت بيوضا تحتوي على كل من البروتينين الدوائيين في بياضهما. ويستمر الباحثون في تصفية ذرية الذكور التي تحمل الجينات لمخالطتها مع الاناث الاعتيادية. يقول ليليسو انهم لديهم خمسة اجيال من الطيور المنتجة للدواء.
يقول استاذ علم الحيوان فارنسويس بوذير من جامعة لافال في مدينة كيوبك ان الدجاج المهندس وراثيا حديثا "يمكن ان يعبّد الطريق الى شيء مثير للاهتمام جدا". وكان هذا العالم قد عمل على هندسة خنازير لانتاج بروتينات في منيها. يشير بوذير انه قبل ان يحطّ الدجاج في معامل الادوية يتوجب على الباحثين تجاوز العديد من العقبات، مثل زيادة الكميات الصغيرة من الادوية التي تتواجد في بياض بيوض الدجاج.لكن بويذر يلاحظ انه حالما يستكمل العلماء تقنياتهم فسيكون من الممكن تقديم بروتينات مفيدة متنوعة، والتي ستزيد من القيمة الغذائية للبيض. ويضيف: "يمكنك ان تتصور انه في النهاية ليس بامكانك تعديل مكونات البيض لاغراض علاجية فحسب، وانما ربما تغيير النكهة، او اضافة شيء مفيد للصحة كالفيتامينات او الاحماض الدهينة المقوية للقلب".

Wednesday, July 18, 2007

الفلكيون يستدلون على المجرات البعيدة

Space.com
ترجمة: علاء غزالة

وجد الفلكيون ادلة على المجرات الاكثر بعدا التي يتم اكتشافها على الاطلاق. هذه المجرات ينظر اليها على انها ظهرت بعد 300 مليون سنة فقط من نشأة الكون. وقد امكن رؤية الضوء الصادر عنها، والذي بقي مسافرا عبر الكون لفترة 13 مليار عام، فقط لانه تشوّه في "عدسات الجاذبية gravitational lens" التي تتنتجها كتلة حني الجاذبية gravity-bending mass المتمثلة بالعنقود الاقرب للمجرات.
يوضح ريتشارد ايليز، وهو فلكي في معهد كاليفورنيا التقني يقود فريقا امميا، عدسات الجاذبية بانها "التعظيم الحاصل على الضوء القادم من مصادر بعيدة عن طريق هياكل اقرب المراقب." ويضيف: "عندما كنا ننظر من خلال عنقود اختير بعناية تمكنا من تحديد ستة مجاميع لمجرات نجمية رصدت على مسافة غير مسبوقة، توافق الزمن عندما كان عمر الكون 500 مليون سنة فقط، او اقل من 4% من عمره الحالي.
يقدر عمر الكون بـ(13.7) مليار سنة، مما يعني ان المجرات التي تم اكتشافها حديثا يبلغ بعدها (13.2) مليار سنة ضوئية. ومعروف ان السنة الضوئية هي المسافة التي يقطعها الضوء في سنة وتبلغ ستة تريلون ميل (10 ترليون كيلومتر).
وجد الفريق هذه المجرات باستعمال مرقاب كيك تو المنصوب على قمة مونا كيا في الجزيرة الكبرى في هاواي. يقول دان ستارك، احد خريجي معهد كاليفورنيا التقني، ان الضوء القادم من المجرات النجمية الستة قد تعاظم عشرين مرة بوساطة التأثير التكبيري لعناقيد المجرات الاقرب الينا.
لكن الباحثين يقرون بان عدسات الجاذبية مخادعة. ولاسناد قضيتهم فانهم يشيرون الى مجرات موغلة في القدم تبدو اقرب ولكنها تحتوي فعلا على نجوم قديمة. يقول ستارك: "لابد ان نشاطا مبكرا قد حدث بشكل ملحوظ لانتاج هذه النجوم القديمة، وهو على الارجح في المجرات النجمية التي رايناها". ويضيف بانه في عام 2004 ادعى فريق آخر اكتشاف مجرة تبعد عنا بمقدار 13.23 مليار سنة ضوئية "لكن اعادة فحص هذه الاجرام عن طريق آخرين اثبت ان ذلك مشكوك فيه".
توفر المجرات لمحة عن العهد الذي اعقب تشكل اول النجوم بفترة قصيرة. بعد الانفجار العظيم Big Bang لم تكن هناك نجوم. في النهاية، احرقت النجوم اليافعة والحارة "الضباب" الكثيف بصورة مؤثرة، مما ادى الى نهاية ما يسمى في علم الكونيات "العصور المظلمة Dark Ages".
يقول ستارك: "ان حقيقة اننا ما دمنا نجد الكثير من المجرات في منطقة بحثنا الصغيرة، فان ذلك يعني انها موجودة باعدادة هائلة حقا. نحن نقدّر ان مجموع الاشعاع الخارج من هذه التجمعات قد يكون كافيا لتقسيم ذرات الهيدروجين (التأين) في الفضاء في ذلك الوقت، وهو ما ادى الى انهاء العصور المظلمة."

Monday, July 16, 2007

الزوجات لهن قدرة اكبر على حل المشاكل الزوجية

ScienceDaily.com
ترجمة: علاء غزالة

ربما مايزال الرجال ذوي سطوة اكبر فيما يتعلق بالعمل، لكن يظهر ان النساء هنّ "القائد" الحقيقي في المنزل. هذا ما جاء في دراسة حديثة قام بها فريق من الباحثين في جامعة ولاية ايوا. اظهرت الدراسة التي اجريت على 72 زوجا في ولاية ايوا ان الزوجات، في المعدل، يظهرن قدرات آنية اكبر من الازواج –على شكل سلوك تسلطي او قيادي– خلال المناقشات لحل المشاكل.
قاد هذه الدراسة ديفيد فوغل، استاذ مشارك في علم النفس، وميغان مورفي، استاذة مساعدة في التنمية البشرية ودراسات العائلة. وقد تضمن فريق البحث ايضا رونالد ويرنر، استاذ مشارك في التنمية البشرية ودراسات العائلة، واستاذة علم النفس كارولين كاترونا، وهي مديرة معهد ابحاث المجتمع والسلوك في جامعة ولاية ايوا، وجوان سيمان، وهي طالبة في المرحلة النهائية في علم النفس. وقد وضعوا بحثا تحت عنوان: "الفروقات الجنسية في استعمال سلوك الطلب والانسحاب في الزواج: نظرية فحص البنية الاجتماعية". وقد تم نشر البحث مؤخرا في المجلة الامريكية المتخصصة بعلم النفس "مجلة العلاج النفسي".

الزوجات يملكن سلطة الزواج
يقول فوغل: "تقترح الدراسة على الاقل بان الزواج هو احد مواضع ممارسة السلطة بالنسبة للنساء. نحن لا نعلم فيما اذا كان ذلك يعود الى تغيّر القواعد الاجتماعية. لكنهن يتخذن المسؤولية والقيادة –على اقل تقدير– في هذه العلاقات. وعلى هذا فانه في الزيجات السعيدة نسبيا، تكون المرأة قادرة على تحمل بعض المسؤولية وتكون لها القدرة على ممارسة بعض السلطة، غير ان من الصعب تفسير ذلك".
بينما تقول مورفي: "تكون النساء مسؤولات عن الاشراف على العلاقة الزوجية: التأكد من ان العلاقة تجري بشكل سليم، وان كل شيء ينجز كما هو مطلوب، وان الجميع سعداء. وعلى هذا ربما تكون دراستنا قد خلصت الي بعض ذلك، من ناحية تسلط المرأة وهيمنتها، حيث انها تأخذ المزيد من المسؤولية عن العلاقة بغض النظر عن موضوع النقاش."
وقد التمس الباحثون الازواج للمشاركة في الدراسة من داخل حرم جامعة ايوا او محيطها. وكانت اعمار النساء في المعدل 33 سنة وكنّ متزوجات لمدة سبع سنوات. معظم المشاركين كانوا امريكيون اوربيون (66%)، ثم اسيويون (22%) ثم من اصول لاتينية (5%)، وافريقيون امريكيون (4%). اما نسبة 3% المتبقية فهي تمثل قوميات اخرى.
وقد طلب من كلا الزوجين، كلا على حدة، ان يملي استمارة استبيان حول القناعة في العلاقة وتقييم عام لقابلية صنع القرار فيها. كما طلب من كلا الزوجين ان يحدد المشاكل في علاقتهما، كأن تكون قضية ما يرغب في احداث اكبر تغيير بشأنها، والتي لا يمكن ان تحلّ الا بتعاون كلا الزوجين. ثم طلب من الزوجين ان يجيبا على اسئلة تتعلق بالمواضيع التي اختاراها، بضمنها طبيعة سلوكيات حل المشكلة المتبعة عادة حينما تنبع المشكلة، واهمية الموضوع المطروح. ثم تم احضار الزوجين معا وطلب منهما ان يناقشا موضوعات المشاكل لمدة عشر دقائق لكل منهما، وتم تصوير هذه النقاشات. ولم يشارك الباحثون في النقاشات.
يقول فوغل: "في الواقع طلبنا منهما فقط البدء بالحديث، ثم غادرنا الغرفة. وعلى هذا فقد كانا بمفردهما يتحادثان في الغرفة. لقد كنا اقل ما يمكن تطفلا. وقد أتينا فقط عند نهاية الفترة الزمنية لنسالهم الحديث عن موضوع آخر".
في نهاية النقاشات تم عزل الزوجين عن بعضهما مرة ثانية. ومن ثم استجواب ومناقشة شعورهما وردة فعلهما حول الدراسة.
قام الباحثون بمعاينة وترقيم التسجيلات الصورية لتفاعل الازواج باستعمال نظام تقييم للتفاعلية مقبول بشكل واسع. يتألف النظام من خمسة ابعاد لحساب سلوكيات الطلب والانسحاب وهي: الدعوة، والمناقشة، واللوم، والضغط لاحداث تغيير، والانسحاب.

ليست كلها اقوالا بلا افعال
استنتج الباحثون في هذه الدراسة ان الزوجات يظهرن بسلوكهن محاولات اكثر تسلطية، وكن اكثر هيمنة –بمعنى آخر يرغبن اكثر في حمل شريكهن على الاستسلام– من الازواج خلال المناقشات في اي من المواضيع التي تخص زواجهما. ان هذه النتيجة تناقض الفرضية المبدئية التي تقضي بان اختلاف الجنس بالنسبة للقدرات الزوجية يمنح الافضلية للازواج.
يقول فوغل ان الزوجات لا يتكلمن –ببساطة– اكثر من ازواجهن في النقاش، ولكن في الحقيقة يضعن استجابات مفضلة من قبل ازواجهن لما يقلن. ويضيف: "هذا على التحديد ما اعتقد انه جدير بالاهتمام. انه ليس فقط ان النساء كن يطرحن قضايا لم يتم الاستجابة لها، ولكن الرجال كانوا حقيقة ينساقون لما يقلنه. كانت النساء ترسل رسائل اكثر قوة بينما يستجيب الرجال لهذه الرسائل بالموافقة او الاستسلام".
تقول مورفي: "كانت هناك دراسة سابقة تقترح ان يتم وضع مقياس للزواج الصحي، وهو ان يتقبل الرجال تأثير زوجاتهم". وقد تم تمويل الدراسة جزئيا من المعهد القومي للصحة العقلية الى جانب جامعة ولاية ايوا، ويأمل فوغل ومورفي توسيع هذا البحث الى دراسة اوسع مستقبلا.

Wednesday, July 11, 2007

اكتشاف الكواكب يتحول من قطرات الغيث الى الفيضان

Space.com
ترجمة: علاء غزالة

عالم الكائنات الفضائية، الذي كان ذات مرة مخفيا عن المعرفة، اصبح الآن يُكتشف على شكل قطعان، مثيرا دهشة الفلكيين بما تحمله من صفات فريدة وارقام صاعدة. لقد اضحت الاكتشافات شائعة بحيث ان اعدادا متزايدة منها لم يتسنّ حتى الابلاغ عنها خارج الدوائر العلمية.
خذ مثلا الاعلان عن كوكب عملاق اواخر آيار، اطلق عليه TrES-3، والذي يجري حول كوكبه بسرعة مذهلة ليكمل دورة واحدة كل 31 ساعة، اي ان سنته تعادل فقط 1.3 يوما ارضيا. لقد اصدر الفكليون تصريحا صحفيا بشأنه، لكنك قد لا تكون قد سمعت به بسبب ان الاكتشاف قد غطاه اعلان اكتشاف كوكب آخر، وهذا الاخير بالكاد تلقى تغطية اخبارية.
يقول الان بوس، استاذ علم تشكيل الكواكب في معهد كارنيجي بواشنطن: "لقد اصبح الامر روتينيا. لم يعد معظم الكواكب التي يعثر عليها جديرا باصدار صحفي بسبب انها مجرد (كوكب آخر)". وقد تم تأكيد اكثر من 200 من الكواكب غير الشمسية. وهذه هي القمة الظاهرة لجبل الجليد بالنسبة لاكتشاف الكواكب. لقد اصبح لدى الفلكيين ادوات وتقنيات لم تتوافر قبلا، وهي متقدمة الى درجة ان اكتشاف الكواكب قد اضحى مسألة عادية.
غير ان انتظام العثور على الكواكب قد خفف منه التنوع الشديد في الاكتشافات نفسها، بضمنها التناقضات التالية: حداثة العوالم التي يبلغ عمرها بضعة ملايين من السنين في مقابل تلك التي يبلغ عمرها مليارت السنين، العمالقة الغازية مقابل الكواكب الثلجية الشبيهة بنبتون، الكواكب التي تخفق في دورانها حول نجمها الام بسرعة فلكية مقابل الاخرى التي تبدو انها تترنح زاحفة في مسيرها حول نجمها، والكواكب التي تدور حول نجم مزدوج او قزم احمر او حتى تلك التي تدور حول النجوم التي يطلق عليها (المنهارة).

تقنيات العبور
حدد الفلكيون TrES-3 كجزء من ماسح الكواكب غير الشمسي عبر الاطلسي بينما كانوا يبحثون عن الكواكب العابرة، اي تلك التي تمر مباشرة امام نجمها الام كما تشاهد من الارض. وقد تم اكتشافها عن طريق شبكة من المراقيب في اريزونا وكاليفورنيا وجزر الكناري. حينما مرّ الكوكب TrES-3 امام نجمه الام، التقط المرقاب خفوتا ضئيلا في ضوء النجم يبلغ حوالي 2.5 بالمائة. يستخدم العلماء نسبة الخفوت لتحديد كتلة الكوكب وحجمه وخصائصه الاخرى.
وهو يقع على مبعدة 800 سنة ضوئية في مجموعة هرقل Hercules حوالي عشرة درجات غرب النجم المسمى النسر الواقع (فيغا Vega)، وهو احد المع نجوم سماء الصيف في النصف الشمالي للكرة الارضية. يقول جيورجي ماندوشيلي، من مرقب لويل في اريزونا، وقد شارك في العثور على هذا الكوكب: "انه هائل الحجم، اذ تبلغ كتلته مرتين بقدر المشتري، اكبر كواكب المجموعة الشمسية، وله اقصر زمن دوران معروف". هذا العملاق يدور قريبا جدا من نجمه الام، بما يعادل 50 مرة اقرب من بعد الارض عن الشمس. يقدر الفلكيون ان درجة الحرارة على سطحه ترتفع الى حوالي 1,500 درجة مطلقة.

تذبذبات نجمية
رغم ان "طريقة العبور" تقدم للفلكيين افضل معلومات غير مباشرة عن كوكب غير شمسي، الا ان 20 كوكبا عابرا فقط قد تم تحديدها لحد الان. هذا هو السبب في ان اكثر نجاحات الفرق قد اعتمدت على الطريقة المسماة "طريقة التذبذب"، او تقنية سرعة الاشعاع.
يقول بوس: "ان الفرق التي اعتمدت على طريقة سرعة الاشعاع قد حققت اكثر النجاحات. وهم ضحايا نجاحهم ذاته. فهم يحصلون على المزيد والمزيد من وقت المرقاب لانهم يستطيعون اقناع لجان الاشراف، التي تمنح الوقت لاستخدام المرقاب، انهم اذا حصلوا على المزيد من الليالي للمراقبة فانهم سوف يجدون –على الارجح– المزيد من الكواكب." ويضيف: "ان المعوق الرئيس لايجاد المزيد من الكواكب هو المزيد من الوقت على المرقاب".

الاوائل والتفضيلية
بالاضافة الى ايجاد عوالم جديدة، فقد تحققت الكثير من المكتشفات غير المسبوقة في هذه المجالات النامية. في عام 2001 تمكن فريق يقوده ديفيد كاربونيو من مركز هارفرد – سميثسونيون للفيزياء الفلكية، باستخدام مرقاب هابل الفضائي، من استكشاف الغلاف الجوي للكوكب غير الشمسي المسمى HD 189733b، والمصنف ضمن (المشتريات الحارة)، وذلك للمرة الاولى. كما اكتشف، لاول مرة ايضا، ان كوكب غير شمسي آخر مصنف كاحد (المشتريات الحارة)، ويدعى ابسيلون المرأة المسلسلة بي، يحتوي على تباين حراري كبير: في احد جانبيه تضاهي درجة حرارته تلك المقاسة في اعماق بركان، بينما تنخفض درجة حرارة الجانب الاخر الى ما دون التجمد.
كما تزخر الاكتشافات ايضا بالكواكب ذوات الصفات التفضيلية التي تسبغ عليها شهرة مثل الاكثر هبوبا للرياح، والاصغر، والاضخم، والاسرع دورانا.

Sunday, July 08, 2007

مخططات المجين الكاملة تكشف عن مؤشرات الامراض

مجلة ساينزنيوز
ترجمة: علاء غزالة

تمكن الباحثون، في عرض واضح لقدرات علم الاحياء الجديدة، من ربط اربع وعشرين تغايرا جينيا مع ستة امراض رئيسة. تقول انـّا بوكوك من كلية طب واشنطن في مدينة سانت لويس ان الدراسة التي شملت مسح مجينات (المخطط الجيني genome) 16,179 مواطن بريطاني هي "غير مسبوقة من ناحية المدى والاتساع".
يبشر البحث بتسريع الوصول الى فهم اساسي لاضطراب ثنائي القطب (وهو حالة نفسية يتغير فيها مزاج المصاب بصورة غير متوقعة، وعادة بصورة غير مناسبة)، وامراض الشريان التاجي، واضطراب الجهاز الهضمي المسمى مرض كروهين (التهاب الامعاء المزمن)، والتهاب المفاصل الروماتيزمي، وامراض السكر نوع 1 ونوع 2. كما يقول العلماء انه سوف يعجّل تطوير انتاج ادوية جديدة.
يقول بيتر دونالي، اختصاصي الاحصاء في جامعة اوكسفورد بانكلترا ورئيس جمعية تضم 50 فريقا بحثيا: "بالنسبة لمعظم هذه الامراض، نحن نعرف القليل جدا عن العمليات الحيوية التي تجري. ان هذا سوف يعطينا موطأ قدم جديد تماما".
عززت هذه الدراسة الضخمة سنوات من العمل في تصنيف تغايرات الجينات بين الافراد. يحتوي المجين البشري على ثلاثة مليارت حرف، او نوكليوتايدات nucleotides (وهي مركبات كيميائية تحتوي على ثلاثة اجزاء: قاعدة هيدروكربونية، وسكر، ومجموعة او اكثر فوسفاتية)، بحيث ان عددا من 6 الى 8 مليون منها يكون مختلفا من شخص لآخر. ان هذا التنوع الجيني مسوؤل عن الاختلافات العديدة في مقاومة امراض معينة. وقد تمكن مشروع دَولي حديث الانجاز اطلق عليه هابماب HapMap من تحديد 500,000 من اكثر الاختلافات الملحوظة.
وباستخدام الهابماب تمكنت شركة افيمتركس التي تتخذ مقرا لها في كاليفورنيا من صناعة شريحة يمكنها التعرف بسرعة على اي نوكليوتايد يحمله الشخص في كل من الـ 500,000 موقع المعرّفة. هذه الشريحة، التي هي عبارة عن قطعة من البلاستك بجحم رقاقات المجهر، تباع بسعر يبلغ بضعة مئات من الدولارات.
وبمقارنة انماط هذه النوكليوتايدات المعرّفة لاشخاص اصحاء مع انماطها لدى المرضى، فقد اكتشف الباحثون 24 تغايرا تـُنبأ عن خطورة متزايدة: واحد من هذه التغايرات مرتبط بالاضطراب ثنائي القطب، واحد آخر مرتبط بامراض الشريان التاجي، تسعة لمرض كروهين، ثلاثة لالتهاب المفاصل، سبعة لمرض السكر نوع 1، وثلاثة لمرض السكر نوع 2.
يقول بوكوك: "كل من هذه المعالم الجينية يأتي بشكلين اثنين. اذا كان احد الشكلين اكثر شيوعا لدى الاشخاص المرضى، فان ذلك يخبرك عن وجود جين مسبب لمرض في الجوار".
يؤكد التقرير على التعقيدات في المجين بالنسبة لكثير من الامراض الشائعة. لكن في الامراض النادرة مثل مرض هنتينغتون Huntington's (وهو مرض عصبي وراثي تقل فيه قدرة المريض على تنسيق حركات الجسم فتصبح حركاته غير طبيعية ويؤثر على القدرات العقلية للمريض وعلى شخصيته)، ومرض التليف المثاني cystic fibrosis (وهو ايضا مرض وراثي يؤثر على مجمل الجسم ويسبب اعاقة متزايدة تقود للموت المبكر)، اذا ورث الشخص جينا سيئا واحدا فقط فانه يمرض. لكن التغايرات الكثيرة في المجين لا تساهم الا قليلا في الامراض التي تتعامل معها المجموعة البريطانية.
بعض التغايرات يقع ضمن جينات معروفة، مما يجعل هذه الجينات المشتبه به الرئيس. بعضها الاخر يقع في "صحراء المجين" بحيث ان فاعليتها تبقى لغزا. في كلتا الحالتين يتطلب حل عقدة العمليات الحيوية التحتية "العودة مجددا الى منضدة البحث"، كما يقول بوكوك.
يجب ان تكون المهمة اسهل الان. يقول العلماء ان البيانات الجديدة من شأنها ان تمكنهم من ايجاد جينات الامراض بسرعة. في الواقع، فان بحثا مماثلا نشر مؤخرا فعل ذلك بالضبط. فقد تمكن فريق يرأسه مايلز باركز من جامعة كامبريدج بانكلترا، اعتمادا على الدراسة الكبيرة التي قادها دونالي، من تعريف الجينات المشاركة في مرض كروهين. هذه الجينات تحفز الفعاليات التي تساعد على طرد البكتريا من خلايا الاوعية الهضمية، واذا انحرفت الجينات فان الجراثيم يمكن ان تبقى. يقول باركز: "لقد اعتقدنا طويلا ان البكتريا مهمة في مرض كروهين، لكننا لم نعرف ابدا لماذا. هذه اضاءة عظيمة لبصيرتنا". يتوقع الباحثون ان يتلو ذلك عاجلا المزيد من التبصر.

Saturday, June 09, 2007

الفلكيون يعثرون على الالاف من المجرات الجديدة

Space.com
ترجمة: علاء غزالة

تم حديثا اكتشاف اكثر من الف من المجرات القزمة في عنقود كوما (السبات Coma) المجرّي الذي يبعد 320 مليون سنة ضوئية باستخدام مرقاب سبيتزر الفضائي التابع لـ(ناسا). على الرغم من كون المجرات القزمة ضئيلة الحجم بالمقارنة مع المجرات الاعظم، فقد لعبت دورا حيويا في تطور الكون. حيث يعتقد الفلكيون انها اول المجرات التي تشكلت لتوفر القطع البنائية اللازمة للمجرات الاكبر. وهي ايضا الاكثر تنوعا بين المجرات المحيطة. يقترح النموذج الحاسوبي ان العناقيد العملاقة من المجرات يجب ان تحوي عددا من المجرات القزمة اكبر من العدد الذي لاحظه الفلكيون.
ولغرض ايجاد الالاف من المجرات "المفقودة"، قام القلكيون في مرقاب (ناسا) الكائن في مركز غودارد للطيران الفضائي في غرين بلت، بمريلاند، بلصق 288 لقطة صورية التقطها مرقاب سبيتزر الفضائي بعضها مع البعض الاخر. كل من هذه اللقطات الصورية تدوم بين 70 الى 90 ثانية، مما شكل فسيفساء ضخمة تغطي مساحة 1.3 درجة مربعة من السماء حينما ضمنت مع البيانات الصورية التي وفرها ماسح السماء الرقمي (سلوان Sloan). وقد عثر الفريق في جزء صغير من السماء على ما يقارب 30,000 جرما سماويا في فترة زمنية قصيرة نسبيا.
وقد تفاجأ الفريق، حيث ظهر ان العديد من هذه الاجرام السماوية تقع في عنقود كوما المجرّي، وليست مجرات وراء العنقود. تـٌقدر ليف جنكينز، وهي احدى فلكيي مركز غودارد، بان حوالي 1200 جرم سماوي خافت هي مجرات قزمة، وهو عدد يزيد كثيرا على ما تم التعرف اليه سابقا. وهي تقول: "لقد تمكنا فجأة من اكتشاف الالاف من المجرات الخافتة التي لم نكن نراها في السابق".
كيف يمكن للفلكيين ان يروا مثل هذه المجرات الخافتة؟ يشع الكون كمية وافرة من الضوء المرئي الذي يمكننا من رؤية النجوم بالعين المجردة. لكن معظم الضوء القادم من الفضاء هو غير مرئي لعيون البشر، وهو السبب في ان مرقابا مثل سبيتزر قادر على "رؤية" الاشعة تحت الحمراء، يمكنه مساعدة الفلكيين على صنع اكتشافات جديدة في اجزاء الكون التي تدرس بعناية.
ويقول الفريق انهم ربما اكتشفوا الافا من الاجرام السماوية الجديدة، لكن من الممكن ان تكون هناك مجرات قزمة اخرى في عنقود كوما متوارية في بيانات مرقاب سبيتزر. اذ يحاول الفلكيون حاليا، عن طريق استخدام مراقيب اكثر "تعمقا"، معرفة عدد الاجسام الخافتة التي تعود الى عنقود كوما.

الرؤية الملونة دفعت الرئيسات الى تطوير جلد وشعر احمرين

ScienceDaily.com
ترجمة: علاء غزالة

يمكنك ان تسميها قصة "القرد يرى، القرد يفعل". فقد وجد الباحثون في جامعة اوهايو ان الرئيسات طورت قدرتها على رؤية اللون الاحمر، ثم بدأت بتطوير جلودها وشعورها الى اللون الاحمر والبرتقالي. يمتلك البشر، بالاضافة الى قرود العالم القديم مثل قردة المكاكا macaques وقردة الاوراق النباتية، القدرة على الابصار بثلاثة الوان، والتي تمكن الرئيسات من التمييز بين الازرق والاخضر والاحمر. ولم يتفق المختصون بعلم الرئيسات فيما اذا كان هذا النوع من الرؤية الملونة قد تطور اساسا لمساعدة الرئيسات الاولية على البحث عن الغذاء من الفواكه الناضجة والاوراق النباتية الحمراء اليافعة المتداخلة ضمن الاوراق الخضراء، او انها تطورت فقط لمساعدتها على انتخاب الازواج.
ولكن دراسة حديثة قام بها اندريه فيرناندز ومولي موريس تطرح جانبا فكرة الاستفادة من التطور لغرض التزاوج مبدئيا، وتقترح ان رؤية اللون الاحمر قد تطورت لاغراض غير اجتماعية، ومن الممكن ان تكون للتغذية. ولكن حال وقوع هذا التطور، فان قابلية الرؤية بثلاثة الوان قد دفعت الى تطوير جلد وشعر احمرين من خلال الانتقاء الجنسي.
وقد بدأ فيرناندز، وهو واضع الدراسة، في التساؤل عن العلاقة القوية بين اختيار الغذاء والرؤية اللونية، حينما درس قردة العوّاء الامريكية howler في كوستاريكا. وقد جمع حديثا بيانات عن الرؤية اللونية، والعادات الاجتماعية والجنسية، والجلد والفراء، من 203 نوع مختلف من الرئيسات.
بعد ذلك استخدم الباحثون مخطط شجرة الصلات بين الانواع الحيوانية لتمثيل منظومة العلاقات التطورية بين جميع انوع الرئيسات تحت الدراسة لاختبار الفرضيات حول ترتيب تطور صفات الرؤية الملونة، والألفة (وهي سلوك اجتماعي رفيع)، والاصطباغ باللون الاحمر. وبمقارنة الصفات للانواع منفردة في هذا السياق التطوري، فقد استدل فيرناندز وموريس احصائيا على احتمالية ان تكون اسلافها حاملة لنفس الصفات، واحتمالية ان تكون هناك علاقة بين هذه الصفات كذلك.
وقد وجدا ان الانواع التي يمكنها تمييز الدرجات اللونية الحمراء والبرتقالية كانت اكثر تطويرا فيما يبدو لجلود وشعور حمراء، بالاضافة الى عادات اجتماعية عالية تجعل من السهل مقارنة الازواج بصريا. في الواقع، كلما كانت هذه الحيوانات التي تمتلك القدرة على الرؤية بثلاثة الوان اكثر اجتماعية، كلما ازداد تلونها باللون الاحمر. يقول فيرناندز: "لقد وجد باحثو علم الاعصاب دليلا على وجود ميل حسي لمزيد من لالوان الباهرة. لذلك من المعقول ان تستجيب الرئيسات القادرة على الرؤية بثلاثة الوان بشكل اكبر حينما ترى الوانا براقة". وعلى هذا، فبينما كان البحث عن المأكل قد قدح مبدئيا القدرة على رؤية اللون الاحمر، فان هذه القدرة الجديدة قد "اعيد توظيفها" على الارجح لاغراض اجتماعية.
يقول موريس: "يبدو كما لو ان الجلد والشعر الاحمرين قد اصبحا مفضلين جنسيا. فعندما لم تعد خاصية رؤية اللون الاحمر مفيدة في الأكل، فانها في بعض المجموعات اصبحت مرادفا للسلوك الاجتماعي".

Thursday, May 31, 2007

كواكب واعدة: عوالم صغيرة وصخرية يمكن ان تؤوي الحياة

Space.com
ترجمة: علاء غزالة

اكتشف العلماء لاول مرة كوكبا بعيدا جدا يمكن ان يكون مشابها للارض. هذا العالم البعيد، الذي يدور حول نجم خافت ذي اسم غير لامع هو Gliese 581، ربما يحتوي على الطبيعة التي نألفها عموما: مشاهد من المحيطات السائلة وقارات متحركة. واذا كان الامر كذلك، فان هناك فرصة ان تكون هذه ارض صالحة للحياة، بل ربما تكون هذه الحياة متطورة.
لقد مرت اثنتا عشرة سنة منذ ان تم اكتشاف اول كوكب يدور حول نجم غير الشمس. منذ ذلك الحين، تمكن فريق صغير من الفلكيين من اصطياد كواكب جديدة بمعدل كوكب واحد كل اسبوعين. واليوم من السهولة ان تجد موقفا غير مبال تجاه هذا الغيث المستمر من العوالم الجديدة. فمع ادراج اكثر من مائتي كوكب على لوحة التسجيل، فان اضافة كوكب آخر لايبدو سوى مزيدا من الاسهاب.
لكن هذا الكوكب مختلف. واكثر اختلافه انه صغير. وقد كانت الاكتشافات المبكرة جميعها تقريبا تعود لعوالم هائلة، عمالقة متثاقلة مقارنة بكواكب المشتري او زحل. ويرجح ان تكون مثل هذه الكواكب العظيمة مدفونة في غلاف جوي سام، وتبدو عليلة لاستضافة الحياة. لقد أصبت، انها ليست الطبيعة التي تفضلها المخلوقات التي تعيش على الكواكب البنية. في الواقع انها الكواكب المفضلة لدى تقنية الارتعاش wobble technique المستعملة في ايجادها، بسبب وزنها الثقيل.
على كل حال فان القياسات التي تجرى على حركة النجوم الصغيرة، مثل القزم الاحمر Gliese 581 يحتمل ان تكشف عن عوالم اخف وزنا، طالما كانت امكانية الاكتشاف معتمدة على النسبة بين كتلتي النجم والكوكب. الكوكب الجديد الذي اصطلح على تسميته بـ Gliese 581c هو اصغر كوكب يدور حول نجم اعتيادي يتم اكتشافه لحد الان، اذ يبلغ قطره فقط 50% اكبر من قطر الارض. ان هذا الحجم الضئيل يقترح (ولكن لا يثبت) انه كوكب صخري مثل الزهرة والارض والمريخ.
وبضربة حظ اخرى، يبدو ان هذا الكوكب يمتلك درجة الحرارة المناسبة على الارجح. وعلى خلاف الارض، يعانق هذا الكوكب النجم الذي يدور حوله بآصرة قوية. فهو اقرب الى نجمه القزم بمسافة تعادل خمس مرات اقل من مسافة عطارد عن الشمس. ومن ناحية اخرى، فان النجم Gliese 581 لا يعدو ان يشكل نسبة مئوية قليلة من لمعان الشمس. ان هذين العاملين لاغيان تقريبا، واجراء حساب بسيط سوف يفضي الى ان معدل درجة الحرارة مشابه الى نطاق الحرارة على الارض.
انت على حق، فكوكب بمثل هذا القرب الى نجمه الام سوف يكون على الاغلب مقفلا مدّيا tidally locked بحيث يكون احد وجهيه مواجها الشمس دائما، بينما يكون الوجه الاخر موجها ابدا الى ظلمة الفضاء الباردة. لكن نموذج الحاسوب يقترح انه اذا كان لمثل هذا الكوكب غلاف جوي، فان الرياح ستعمل على توزيع حرارة الجزء المشرق حول الكوكب. لابد ان تتواجد منطقة هي عبارة عن حزام من الحرارة المعتدلة في مكان ما بالقرب من منطقة حلقة الشفق بين الضوء والظلمة. وقد جاءت بعض التأكيدات على هذه الفكرة من قياسات حديثة بالاشعة تحت الحمراء على كوكب آخر تم اكتشافه حديثا، وهو عالم آخر مغلق مدّيا ايضا يسمى HD 189733b. ان هذا العملاق الغازي يُظهر فيما يبدو اعتدالا في تغاير درجات الحرارة بين نصفيه المضيء والمظلم نتيجة الرياح عالية السرعة.
الخلاصة ستكون مثيرة. فمن بين المئات من الكواكب التي تدور حول نجوم اخرى والمكتشفة لحد الان، يبدو ان Gliese 581c هو المرشح الاوفر حظا لاستضافة الحياة. يمكن تصور ان يحتوي على تضاريس معينة مثل المحيطات السائلة، وجو لطيف، والواح تكتونية تمزج خامات المعادن بالقرب من السطح، وهي الامور المفيدة لاي كائنات متقدمة ذات رغبة في الحصول على التقنية.
قد تكون ظروف الحياة متوفرة، ولكن هل توجد حياة؟ ليس هناك، لحد الان، وسيلة لمعرفة ذلك الا اذا احتوى الكوكب على اجيال من المخلوقات التي تمتلك ذكاء يماثل ذكاءنا على الاقل. كجزء من مشروع فونكس (العنقاء) Project Phoenix الخاص بالبحث عن الحياة الذكية، فقد تم توجيه هوائيات عملاقة بشكل مضاعف باتجاه النجم Gliese 581 على امل التقاط اشارة، ما امكن لهذه التقنية من سبيل. وكانت المحاولة الاولى قد جرت عام 1995 باستخدام مرقاب باركس الراديوي في اوستراليا، وبعد سنتين تم تسجيل ملاحظات اضافية باستخدام هوائي بارتفاع 140 قدم (42 متر) في غرين بانك بويست فرجينيا.
لكن لم يلتقط اي من الهوائيين اشارة اثناء بحثه. بالطبع، من الممكن ان يكون الكون الخارجي قد انهى ارساله حينما كنا نستمع. وقد تكون قوة الارسال من قبلهم غير مناسبة لاجهزة الاستلام التي نملكها. او لربما يكون اتساع الموجة التي نغطيها، وهو حوالي 1200 الى 3000 ميغاهيرتز، هو الجزء الخطأ من الاتصال. هناك الكثير من الطرق التي تمنع العثور على بث من كائنات فضائية. لكن منظومة مرقاب ألين، الذي هو قيد الانشاء الان، سوف يحسن بشكل كبير القدرة على دراسة وتحليل هذا العالم، ومئات الالاف من العوالم الاخرى بشكل اكثر تعمقا.
رغم ان النجم Gliese 581 يقع على مسافة فلكية بعيدة للسفر، الا انه قريب نسبيا. فهو يبعد عنا 20 سنة ضوئية فقط. انها واحدة من انظمة نجمية قليلة التي لو كان فيها حياة لكان من الممكن اثارة حوار. ان تبادلا بسيطا للحوار مثل ارسال جملة "كيف انتم؟"، متبوعة بالجواب: "بخير وانتم؟" سوف يستغرق مدة تبلغ بالكاد اربعة عقود. عمل مضجر، ولكن ليس غير قابل للتفكير فيه.
على كل حال، بغض النظر عما اذا كان العالم الذي يدور حول Gliese 581 يستضيف كائنات لها القدرة على المحادثة ام لا، فان اكتشافه يقترح ذلك بقوة. لقد جادل الفلكيون في منتصف القرن العشرين فيما اذا كانت الكواكب نادرة بشكل استثنائي، ام انها منتشرة كالصراصير. نحن الان نعلم ان الرأي الاخير صائب، وان عدد الكواكب في مجرتنا قد يحسب –بيسر– بمئات المليارات. الاكتشاف الاخير هو اشارة قوية الى ان عددا كبيرا من هذه الكواكب قد يكون مكسوا بالغبار الكيميائي الذي ندعوه الحياة. قد تكون الارض فريدة، لكنها قد لا تكون اعجوبة.

Sunday, May 27, 2007

الصواريخ القديمة حملت بكتريا الى النجوم

Space.com
ترجمة: علاء غزالة

يحتمل ان تكون بقايا الصواريخ المتروكة التي حملت اربعة مركبات فضائية الى حافة المجموعة الشمسية وما وارءها، يحتمل انها تحمل بكتريا ارضية الى المجرة. ان مراحل اطلاق الصواريخ الاربعة العليا، والتي تعرف ايضا بمحركات الاطلاق، هي مسؤولة عن اطلاق فويجر1 وفويجر2 وبايونير10 الى اطراف المجموعة الشمسية، بالاضافة الى ارسال مركبة (ناسا) المسماة نيوهوريزون في طريقها الى الكوكب بلوتو. وتتحرك مراحل الصواريخ تلك في طريقها للخروج من المجموعة الشمسية، فيما وراء تاثير المشس، نحو الفضاء النجمي.
ولم ينفق على مراحل اطلاق الصواريخ بسخاء رغم اهميتها الحيوية لمهمات المركبات الفضائية التي تعد جزءا منها، كما انفق على تلك المركبات.
يقول جون رومل، رئيس علماء الفلك الحيوي في (ناسا): "ليس من المطلوب ان تكون المراحل العليا معقمة"، حيث كان هناك توجه كبير واحد فقط: "المطلوب منها ان لا تضرب اي كوكب في مجموعتنا الشمسية"، وهو اجراء احترازي ضروري طالما كانت الصواريخ تلعب دورا مؤكدا في استضافة عدد كبير من البكتريا الارضية. ربما تكون البكتريا قد وصلت الى ابدان القطع العليا للصواريخ من خلال ايادي وانفاس المهندسين الذين بنوها.

النجاة في الفضاءتتسابق هذه الكائنات المجهرية المسافرة عبر النجوم للخروج من المجموعة الشمسية بسرعة تتراوح بين 7 – 11 ميل في الثانية (11.2 – 17.6 كم في الثانية)، ولكن هل لازالت حية؟ يقول مارك بورجلي من جامعة كينيت في المملكة المتحدة: "النجاة اهم على الارجح من النجاح". درجات الحرارة المنخفضة تجبر الاحياء المجهرية على التحول الى حالة من السبات تسمى البوغ spore .
لقد عادت الحياة الى البكتريا على الارض بعد ملايين السنين من الهمود، وقد كشفت التجارب التي اجريت على البكتريا والاشنات في الفضاء مدى قدرة تحمل هذه العضويات البسيطة. اذا، كم من الزمن يمكن لهذه الاحياء المجهرية ان تستمر في الفضاء وهي متعلقة ببقايا صاروخ؟ يقول بورجلي: "لازال هناك جدال، الف سنة؟ مائة الف سنة؟ نحن لا نعلم".
من الممكن ان تكون حلقات من الاشعاع قد عقمت البكتريا حينما وصلت كل قطعة صاروخ عليا الى المشتري. لقد مرت بقايا المراحل العليا للمركبة بايونير10 بالقرب من هذا الكوب العملاق وعانت مرات عديدة من مستوى الاشعاع القاتل بالنسبة للبشر خلال عبورها من حزام المشتري الاشعاعي. لكن ربما يكون هناك بعض الناجين.
يقول رومل: "بعض انواع البكتريا اكثر قدرة على التحمل من الانسان، لذلك فمن المرجح ان ذلك لم يكن كافيا لقتل البكتريا المتحصنة على او في ثنايا المراحل العليا".

احتماليات قليلةلقد ظلت المراحل العليا للمركبة فويجر1 قرابة 30 سنة، ولايزال امام حمولتها الصغيرة مليارات من الاعوام. ففي غضون 40,000 سنة سوف تمر قطعة المعدن المشاكسة هذه والتي تزن 84 كيلوغراما بالقرب من النجم AC+79 3888 الواقع على مسافة 1.64 سنة ضوئية. هذا النجم هو قزم احمر ومن غير المرجح ان يكون اشعاعه الضعيف قادرا على احياء حتى اكثر البكتريا حياة. قد يمضي وقت اكثر من ذلك بكثير قبل ان تصادف المراحل العليا نجما ذا بيئة مناسبة للعضويات الارضية.
يقول بورجلي: "ليست المشكلة في خروج البكتريا من المجموعة الشمسية. المشكلة في سوف تكون في دخولها الى مجموعة شمسية اخرى، والتقاطها من قبل كوكب ما. ان فرص حدوث ذلك هي ضئيلة للغاية".مع اخذ المدى الزمني المتاح امام حطام الصواريخ الاربعة، فمن الممكن لواحد منها على الاقل ان يصادف كوكبا. ولكن حتى لو كانت بيئة ذلك الكوكب مناسبة للحياة، فان البكتريا التي بقيت في حالة سبات طويلا لن تستقر ببساطة في محيط غريب. لا يمكن توقع هبوط هين. يقول رومل: "الوصول على مجموعة شمسية اخرى شيء ولكن التوقف هناك حيث يكون الطريق غير هداما هو شيء آخر تماما".

Thursday, May 17, 2007

مرقاب الفضاء كوروت يكتشف كوكبا غير شمسي

ScienceDaily.com
ترجمة: علاء غزالة

ارسل مرقاب الفضاء المسمى كوروت COROT اول صوره، وهي لكوكب عملاق يدور حول نجم آخر، واول معلومة "مزلزلة" حول نجم بعيد جدا يشبه الشمس، بدقة غير متوقعة. هذه الدقة التي لم تكن تخطر على البال للبيانات الاولية تنبيء ان كوروت سوف يكون قادرا على رؤية كواكب صخرية، ربما بقدر حجم الارض على صغره، ومن المحتمل ان توفر مؤشرا لتركيبها الكيمياوي.
المرقاب كوروت هو مشروع اطلقته وكالة الفضاء الفرنسية بالتعاون مع وكالة الفضاء الاوربية، ويهدف لتحقيق غاية مزدوجة. فهو اول مهمة فضاء مخصصة بالكامل للبحث عن الكواكب غير الشمسية Exoplanet. وهو يوفر مسحا واسع المدى لكواكب مشابهة لكوكبنا بمستوى دقة غير مسبوق. كما انه يعمل على انجاز اكثر الدراسات تفصيلا على الاطلاق للمناطق الداخلية للنجوم غير الشمس. ويمكن تحقيق كلا الهدفين من خلال تحليل سلوك الضوء المنبعث من النجم المستهدف.
وقد اكتشف كوروت الكوكب غير الشمسي نتيجة انخفاض شدة الضوء المفاجيء "او منحنى الضوء" للنجم الام حينما مرّ الكوكب امامها. ان دراسة دواخل النجوم، او ما يسمى بـ(علم الزلازل الفلكية asteroseismology) يتم انجازه من خلال تحليل تذبذب منحنى ضوء النجم. هذه التذبذبات تتكون نتيجة موجات ميكانيكية تتضخم خلال النجم نفسه وتعطي مؤشرا عن تركيب باطن النجم.
ان نقطة قوة كوروت تكمن في الملاحظة المستمرة لنفس الهدف في منطقة معينة من السماء. لقد كانت الملاحظات قائمة منذ ان بدأ العلماء باطلاق العملية اوائل شباط الماضي. كما ان هناك نقطة قوة اخرى لهذا المرقاب تمكن في الدقة التي يقيس بها التغاير في لمعان النجم.
اطلق على الكوكب الاول الذي رصده كوروت اسم COROT-Exo-1b، وهو عملاق غازي حار جدا يبلغ قطره 1.78 مرة اكبر من قطر المشتري. وهو يدور حول نجم قزم اصفر مشابه لشمسنا في مدة قدرها 1.5 يوم. يقع الكوكب المكتشف على بعد 1500 سنة ضوئية عنا، في اتجاه المجموعة النجمية (وحيد القرن Monoceros). وقد اتاحت الملاحظات المنسقة باستخدام جهاز المطياف من على الارض احتساب كتلة الكوكب، البالغة حوالي 1.3 مرة اكبر من كتلة المشتري.
ان التقويم العلمي للنتائج الواردة سوف يستغرق وقتا. يقول مالكولم فريدلوند، وهو عالم في مشروع كوروت عن الوكالة الاوربية: "لازالت البيانات التي نقدمها اليوم اولية، ولكنها استثنائية. انها تظهر ان النظام الذي تم ارساله الى الفضاء يعمل بشكل افضل مما كان متوقع، وفي بعض الحالات افضل بمقدار 10 مرات من المتوقع قبل اطلاق مركبة الفضاء. سوف يكون لهذا تأثيرا هائلا على نتائج هذه المهمة".لم يتم اخذ مصادر التشويش والضوضاء في الحسبان لحد الان. حينما اكتشف هذا الكوكب غير الشمسي اول مرة كانت نسبة الخطأ تبلغ 5 اجزاء من 100,000 جزء خلال ساعة واحدة من الملاحظة. حينما تطبق جميع التصحيحات على منحنيات الضوء، سوف يقلل مقدار الخطأ الى جزء واحد من 100,000. وبالنتيجة، فان الكواكب الصغيرة التي يبلغ حجمها بقدر حجم كوكبنا الارض (وهو اصغر بثلاث مرات عما كان يعتقد انه يمكن رصده) سوف تكون ضمن مدى رؤية كوروت. كما ان هذا التابع قد يكون قادرا، في ظروف محددة، على رصد التغايرات في انعكاسات ضوء النجم من على الكوكب نفسه، ومن شأن ذلك ان يعطي مؤشرات على تركيب الكوكب الكيميائي.
كما ان نوعية البيانات المرسلة والتي تخص علم الزلازل الفلكية هي مدهشة بنفس القدر. فقد تم جمع بيانات ممتازة عن "زلازل نجمي" خلال الـ 60 يوما الاولى للمراقبة، مع هامش خطأ لا يزيد على جزء واحد في المليون.
لقد راقب كوروت نجم لامع شبيه بالشمس لمدة 50 يوما بصورة مستمرة. وقد اظهر النجم تغايرات كبيرة وغير متوقعة في لمعانه في مدى زمني لا يتعدى ايام قلائل. وقد يعود هذا التغاير الى حقل النجم المغناطيسي. ان دقة هذه القياسات هي بالفعل متميزة. ففي هامش خطأ يبلغ 5 اجزاء من 100,000 جزء في دقيقة واحدة فقط (اي ما يعادل جزء واحد في المليون لفترة اربعة دقائق)، يكون كوروت قد وصل فعلا الى افضل اداء ممكن لمرقاب بمثل حجمه.
تظهر التحيلات الاولية للتذبذبات في لمعان النجم بوضوح توقيع "زلازل" نموذجية لنجم بحجم الشمس. في النهاية، سوف تساعد هذه التحليلات العلماء على فهم هيكلية النجم الداخلية وتحديد عمره.اختتم فريدلوند حديثه بالقول: "ان كوروت، الذي هو مسعى مشترك بين فرنسا واوربا والبرازيل تحت قيادة وكالة الفضاء الفرنسية، قد ولد بالتأكيد سعيد الطالع. فبعد اطلاق مثالي، وبدء تشغيل العمليات العلمية اسرع من المتوقع، كنا في اشد الشوق بانتظار هذه البيانات. وبعد ان رأينا نوعيتها الان، فيمكن لنا ان نتوقع اكتشافات اعظم في المستقبل".

Thursday, May 10, 2007

البرمائيات القديمة تطورت قليلا قبل ان تتحول الى اليابسة

ScienceDaily.com
ترجمة: علاء غزالة

طورت البرمائيات القديمة القابلية على تناول الطعام على اليابسة قبل اكمال تحولها الى الحياة البرية، كما يؤكد الباحثون في جامعة هارفرد في تقريرهم المقدم الى الجمعية الوطنية للعلوم. ويستند هذا التقرير على تحليلات اجريت على جماجم البرمائيات الاولى والتي ظهرت قبل 375 مليون سنة خلت، وعلى اسلافها من الاسماك. يقول واضعا الدراسة مولي ماركي وجارلس مارشال ان شكل المفاصل بين عظام الجمجمة المتجاورة، والتي يطلق عليها المقطبات sutures، في اعلى هذه الاسماك والبرمائيات، يكشف الكيفية التي تمكن هذه الحيوانات المنقرضة من الامساك بطرائدها.
يقول ماركي، وهو باحث ومحاضر في جامعة هارفرد، قسم علوم الارض: "استنادا الى معطيات التجارب التي اجريت على اسماك حية، فقد وجدنا ان شكل المقطبات في اعلى الجمجمة يعطي مؤشرا فيما اذا كانت السمكة تمتص طريدتها الى فمها، كما تفعل السمكة الذهبية goldfish، او تعضها مباشرة مثل التمساح. ان حركة العض او المضغ تتسبب في دفع عظام مقدمة الجمجمة الى التلاقي عند نهايتها، بينما تعمل حركة المص الى تفريق هذه العظام قليلا بعضها عن البعض الاخر. بمقارنة سقف الجمجمة للاسماك الحية مع جماجم البرمائيات الاولى واسلافها من الاسماك، تمكنا من تحديد فيما اذا كانت الانواع الاحفورية كانت تتغذى بالامتصاص او بالقضم".
وباستخدام هذه الطريقة، وجد ماركي ومارشال ان في احد الانواع الانتقالية المهمة، وهو البرمائي اكانثوستيغا Acanthostega، يكون شكل المفاصل بين عظام الجمجمة المتجاورة متوافقا اكثر مع آلية قضم الفريسة. ويقول العلماء ان هذا الاكتشاف يقترح ان الاكانثوستيغا الذي يعيش في الماء، ربما عض طرائده في او بالقرب من حافة الماء.
يقول ماركي: "ان مغادرة مملكة البحر نحو اليابسة قد ادى الى سلسلة من التكيفات لمجاراة التغير في الحركة والتنفس والتناسل والاحساس والاطعام. ففي الماء تكون طريقة التغذية بالامتصاص فعالة، ولكنها لا تعمل في بيئة اقل كثافة بكثير. وعلى هذا فلابد ان تكون الكائنات الاولى التي استعمرت اليابسة قد طورت وسائل لمضغ فرائسها".
وقد قاس ماركي ومارشال اولا مقطبات سقف جمجمة السمكة الحية المسماة (متعددة الزعانف Polypterus ) حيث تلتقي عظام جمجمة السمكة. ثم قاما بتحليل نفس المفاصل القحفية في بعض الانواع المتحجرة، وهي الحيوان البرمائي اكانثوستيغا المتحدر من السلف السمكي ايوسثنوبترون Eusthenopteron والحيوان البرمائي المنقرض فونربيتون Phonerpeton ، لمعرفة الكيفية التي يمكن ان تتحرك بها هذه العظام اثناء الاكل. ومن خلال تحليل القوى الصغيرة التي تتحملها المقطبات اثناء عملية تناول الطعام، مثل قوى الضغط او الشد، اتيح للباحثين معرفة الكيفية التي يتغير بها سقف الجمجمة عندما يأكل الحيوان.
يقول ماركي ان الاسماك الحية تظهر تنوعا هائلا في اشكال الاسنان والفكوك، والمفارقة تكمن في الاقتراح بان وسائل التحليل المباشر لفكوك الحيوان المتحجرة سوف تكون اقل دقة في معرفة طرق الاكل في الانواع المنقرضة. مضيفا: "لقد كشفت التحليلات ان النوع البرمائي الاقدم اكانثوستيغا ، بينما احتوى على الكثير من التكيفات بالنسبة الى طريقة معيشة حيوان مائي، فانه كان على الارجح حيوانا قاضما وليس ماصا. وتقترح التحيلات ان البرمائيات قد تطورت قليلا قبل ان تتحول الى حيوانت برية تماما".

Tuesday, May 08, 2007

مفاجأة لعلماء الفلك.. باطن عطارد مكون من مادة سائلة

Space.com
ترجمة: علاء غزالة

تقضي قوانين المطبخ بان البيضة النيئة تدور حول نفسها ابطأ من البيضة المسلوقة. وباستخدام نفس المنطق اكتشف العلماء ان باطن كوكب عطارد مكون من مادة سائلة هي الحديد المنصهر. وقد حلّ هذا الاكتشاف لغزا عمره 30 عاما، غير انه اوجد لغزا آخر.
ولمعرفة فيما اذا كان قلب عطارد سائلا ام صلبا، قام فريق من العلماء يقوده جين لوك مارغوت من جامعة كورنيل بقياس التواء صغير في دوران الكوكب حول نفسه. واقد استخدموا تقنية جديدة تتضمن ارسال اشارة راديوية من مرقاب في كاليفورنيا لترتد عن الكوكب ثم تستلم مرة ثانية في ويست فرجينيا.
بعد خمس سنوات، تم خلالها اجراء 21 ملاحظة بهذه الطريقة، ادرك الفريق ان القيم المستحصلة كانت اكبر مرتين من المتوقع فيما لو كان قلب عطارد صلبا. يقول مارغوت: "ان افضل تفسير للتغايرات في معدل دوران عطارد التي قمنا بقياسها هو ان باطن الكوكب مكون جزئيا على الاقل من مادة منصهرة. لدينا مستوى ثقة يبلغ 95% بصحة الاستنتاج".

قلب ملوث
الكوكب عطارد (يعرف بالانكليزية ميركوري Mercury وقد سمي بهذا الاسم تيمنا بمبعوث السماء الروماني الذي تميز بخفة الحركة) هو اقرب الكواكب الى الشمس. تعادل السنة الواحدة على هذا الكوكب 88 يوما ارضيا. ويعتقد بانه يتألف من طبقة رقيقة من السليكات تغلف قلبا حديديا. وهو صغير جدا بحيث ان كتلته تعادل 5% فقط من كتلة الارض، مما قاد العلماء الى الاعتقاد بانه قد بَرد بسرعة في فترة مبكرة من تكوينه، مما ادى الى تجميد اي باطن سائل كان يمتلكه اساسا محولا اياه الى الحالة الصلبة.
ولكن مركبة فضائية تسمى مارينر 10 مرت بالقرب منه قبل ثلاثين عاما اكتشفت وجود حقل مغناطيسي ضعيف يبلغ 1% من قوة حقل الارض المغناطيسي في هذا الكوكب. ان الحقول المغناطيسية عموما مرتبطة بحركة القلب المنصهر. وقد خمن مارغوت وفريقه بان الكبريت وعناصر خفيفة اخرى قد امتزجت مع الحديد في قلب عطارد في فترة تشكل الكوكب مما ادى الى تخفيض درجة الذوبان. يقول مارغوت: "اذا كانت العناصر تلوث الحديد بشكل كبير، فان ذلك يفسر بقاء قلب الكوكب سائلا حتى الوقت الحاضر". ويضيف: "المفاجأة تمكن في انه من غير المتوقع ان يتكثف الكبريت في مثل المسافة التي تفصل عطارد عن الشمس"

اختلاط الانبعاث
هذه النتيجة غير المتوقعة تخفق في التوافق مع نظرية تشكيل الكواكب القياسية الحالية. تؤكد هذه النظرية على ان الكواكب تتشكل من اقراص الغاز والغبار الدوامة التي تـُدثر النجوم حديثة التكوين. وتتكثف العناصر في عباب القرص حاضن الكواكب وتتحول الى الحالة الصلبة في مسافات مختلفة عن النجم حسب كثافتها النوعية.
تتحول العناصر الثقيلة ذوات نقطة الذوبان العالية مثل الحديد والنيكل والسليكون الى الحالة الصلبة كلما كانت اقرب الى النجم. ومن هذه المواد الصلبة يتشكل جنين الكوكب، وقد تتحول هذه النويات الكوكبية احيانا لتصبح كامل الكوكب. وهذا هو السبب في كون الكواكب الداخلية في مجموعتنا الشمسية، وهي عطارد والزهرة والارض والمريخ، مكونة في معظمها من عناصر ثقيلة. فالعناصر الاخف مثل الكبريت تتحول الى الحالة الصلبة فقط اذا كانت ابعد عن النجم، حيث يكون الموقع اكثر برودة.
تقترح الاكتشافات الجديدة ان نوعا من الاختلاط الانبعاثي كان يحدث في مرحلة مبكرة من تاريخ النظام الشمسي، حيث انتقلت العناصر الاكبر من حافة النظام الشمسي باتجاه الداخل، ربما نتيجة تفاعل جاذبية النويات الكوكبية بعضها مع البعض الاخر.
يقول مارغوت: "بما اننا لا نتوقع ان يتكاثف الكبريت الى الحالة الصلبة حينما تشكل عطارد، فانه لابد وان يكون قد نـُقل الى ذلك الموقع من مكان ابعد في المجموعة الشمسية". ان اللغز الذي لا يزال يحيط بالكوكب عطارد ربما يجد له حلا حينما تمر مركبة الفضاء ماسنجر التابعة لـ(ناسا) لاول مرة بالقرب من الكوكب عام 2008. يقول مارغوت: "لدينا امل في ان تجيب المركبة (ماسنجر) على السؤال القائم، والذي لم نستطع الاجابة عليه من على الارض".
قام الباحثون باجراء قياساتهم باستخدام هوائي مختبر (ناسا) للدفع النفاث والذي يبلغ ارتفاعه 70 مترا، ويقع في كولدستون بكاليفورنيا، ومرقاب غرين بانك في ويست فرجينيا. كما قاموا بارسال اشارات من مرقاب ارسيبو في بورتوريكو واستلامها في غولدستون.

Monday, April 30, 2007

لماذا يكون بعض الناس اكثر جاذبية من غيرهم

ScienceDaily.com
ترجمة: علاء غزالة

يعتقد العلماء انهم قد توصلوا الى حلّ معضلة حيّرت علماء التطور لسنوات طويلة. فاذا كانت الجينات (المورثات) الجيدة تنتشر عبر المجتمع، لماذا يكون الافراد مختلفين الى هذه الدرجة؟
ان الظاهرة التي يطلق عليها التنافس الذكري lek paradox، وهي ظاهرة الانتقاء الجنسي للانواع مثل الانسان والتي ينبغي فيها ان تكون الفروقات الفردية اقل مما هي في الواقع، قد استعملها المؤمنون بنظرية الخلق كحجة على ان نظرية دارون في التطور هي في الحقيقة متصدعة جوهريا.
والمشكلة في نظرية التطور الحالية تكمن في انه اذا كانت الاناث تنتقي الازواج الاكثر جاذبية، فان الجينات المسؤولة عن صفات الجاذبية ينبغي ان تنتشر بسرعة في عموم المجتمع، مما يؤدي الى ان يصبح جميع الذكور متساوين في الجاذبية، الى درجة ان الانتقاء الجنسي لن يعود له وجود.
على كل حال، فان بحثا جديدا اعده الاستاذ ماريون بتري والدكتور جيلبرت روبرتس من جامعة نيوكاسل في انكلترا يقترح ان الانتقاء الجنسي يمكن في الواقع ان يسبب تنوعا جينيا اعظم عن طريق آلية لم تكن مفهومة سابقا. يقترح الاستاذ بتري نظرية تقضي بانه طالما كان التبادل الجيني يمكن ان يقع في أي مكان على خارطة الجينات (المجين genome) فان بعضها سوف تؤثر على عدة اصلاح المادة الوراثية DNA repair kit التي تمتلكها جميع الخلايا. وكنتيجة لذلك فان بعض الافراد تكون فعالية عدة الاصلاح لديهم اقل، مما يؤدي الى تباين اكبر في مادتهم الوراثية حيث لا يتم اصلاح الاضرار فيها.
وعلى الرغم من ان المادة الوراثية غير المستصلحة هي عموما مؤذية –تسبب عدم قدرة الانسجة على التعويض، او انتاج السرطان– فانها مفيدة في بعض اقسام المجين، مثل الاجزاء المسؤولة عن الدفاع ضد الامراض، حيث يساعد التنوع في مقاومة المرض. وقد عُرف لمدة طويلة ان التنوع الاكبر في المادة الوراثية فيما يخص مقاومة المرض يرجح مقاومة هجمات البكتريا والفيروسات لدى الافراد.
وقد بيّن الاستاذ بتري، باستخدام نموذج حاسوبي يرصد تنوع الجينات في مجتمع ما، بيّن ان الميل الى الاختزال في التنوع الجيني الذي يسببه الانتقاء الجنسي، قد تغلبت عليه نزعة الحفاظ على تنوع جيني اعظم والتي تنتجها التبادلات التي تؤثر في اصلاح المادة الوراثية.
يقول الاستاذ بتري، وهو من مجموعة ابحاث التطور والسلوك في كلية العلوم الحياتية بجامعة نيوكاسل: "لقد بدأنا هذه الدراسة قبل عشرة سنوات وقد انتج نموذجنا الان توافقا جيدا مع ملاحظتنا فيما يخص التنوع الجيني، مما يقودنا الى الاعتقاد بان نظريتنا صحيحة. لقد وجدنا ان الانتقاء الجنسي يمكن يشجع تنوعا جينيا على الرغم من التوقعات المعاكسة".
وكان الاستاذ بتري قد اظهر عام 2005 بان الرجال ذوي التباين الجيني الاكبر في مناطق مقاومة المرض على المجين البشري –وهم لذلك اكثر بوضع افضل لنقل صفة مقاومة المرض الى ذريتهم- كانت لديهم عددا من الصفات الجسمانية الظاهرية تجدها النساء جذابة. وقد تضمن البحث اختبار الرجال لجهة تنوعهم الجيني ومن ثم عرض صورهم على النساء، واللائي قمن بوضع علامات لجاذبيتهم. وقد وجد ان هذه العلامات مرتبطة بقوة الى تنوعهم الجيني.

Thursday, April 12, 2007

ارجل اسلاف الانسان كانت قصيرة للمواجهة وليس للتسلق فقط

sciencedaily.com
ترجمة: علاء غزالة

توصلت دراسة اجريت بجامعة يوتا الى ان اسلاف الانسان التي تشبه القردة والمعروفة بـ(اوسترالوبيثس australopiths ) حافظت على ارجل قصيرة لمدة مليوني عام لان وضع بنية الجسم على شكل وضع القرفصاء والوقوف ساعدت الذكور في القتال للظفر بالاناث. يقول ديفيد كارير، استاذ علم الاحياء: "الحجة القديمة تقضي بانها حافظت على ارجل قصيرة لمساعدتها على تسلق الاشجار، وهو لايزال جزءا مهما من عاداتها. لكن حجتي في انها حافظت على الارجل القصيرة لانها ساعدتها في القتال".
وقد حللت الدراسة طول الرجل ومؤشرات العنف لدى تسعة انواع رئيسة، بضمنها الانسان البدائي. يبلغ طول المخلوقات نوع اوسترالوبيثس، وهي السلف المباشر للجنس البشري هومو Homo ، حوالي ثلاثة اقدام وتسعة بوصات ( 110 سم ) للاناث واربعة اقدام وسنة بوصات ( 127 سم ) للذكور. وقد عاشت بين اربعة ملايين الى مليوني سنة مضت.
يقول كارير: "على مدى تلك الفنرة كلها كانت لديها ارجل قصيرة نسبيا، اطول من ارجل الشمبانزي، ولكن اطول من ارجل الانسان الذي جاء بعدها. اذا، فالسؤال هو لماذا حافظ اوسترالوبيثس على ارجل قصيرة لمليوني عام؟ لقد كانت فرضية التسلق هي توضيح مقبول لدى الخبراء في الرئيسات. وهي معقولة من ناحية ميكانيكية. اذا كانت تسير على فرع شجرة يعلو كثيرا عن الارض فان الاستقرارية ستكون مهمة، لانك اذا سقطت وانت بحجم كبير فانك ستموت. الارجل القصيرة تخفض من مركز ثقلك وتجعلك اكثر استقرارا".
لكن كارير يقول ان دراسته تقترح بان الارجل القصيرة ساعدت الاوسترالوبيثس على القتال لان "مع ارجل قصيرة فان مركز الثقل يكون اقرب الى الارض، مما يجعلها اكثر استقرار بما يجعل محاولة زحزحة القدم صعبة للغاية. كما ان الارجل القصيرة تعطي دفعا اكبر في حالة التصارع مع الخصوم".
وبينما يؤكد كارير على ان فرصيته في العنف لا تطرح جانبا احتمالية ان يكون قصر الارجل هو للمساعدة على التسلق لكن "الدليل ضعيف لان الشمبانزي الذي يمتلك ارجلا اقصر نسبة الى جسمه يقضي اقل الوقت على الاشجار، يصح ذلك على ذكور الغوريلا والاورانغاتنز orangutans".
وهو يلاحظ ايضا ان الارجل القصيرة –بدون شك– جعلت من الصعب على الاوسترالوبيثس "ان يغلق الفجوات بين المواقع المحتملة لاسناده حينما يتسلق او يمشي عبر الغابة المغطاة". ومع ذلك فهو يكتب قائلا: "ان هاتين النظريتين في تطور الارجل القصيرة النسبي لدى الحيوانات الرئيسة، نظرية التخصص في التسلق، ونظرية التخصص في العنف، ليستا حصريتين او تقصي احدهما الاخرى. فمن المؤكد ان الانتقاء من اجل اداء افضل في التسلق ربما ينتج عنه تطور شكل الجسم بما يحسن الاداء القتالي، والعكس صحيح".

الارجل القصيرة للقردة العظيمة تقدم الدليل على عدوانية الاوسترالوبيثس
يقول كارير ان جميع القرود المعاصرة –البشر، الشمبانزي، الاورانغاتنز، الغوريلا، البونوبو bonobo – تنخرط في اعمال عدائية على الاقل حينما تتنافس الذكور للحصول على الاناث. وقد شرع كارير في البحث عن علاقة العدوانية بطول الارجل. فقد قارن بين سكان استراليا البدائيون مع ثمانية من الانواع الرئيسة: الغوريلا، والشمبانزي، والبونوبو، والاورنغاتنز، والجيبون الاسود black gibbon، والسيامانغ جيبون siamang gibbon، وبابون الزيتون olive baboon، وقردة شجرة الغوافة الصغيرة dwarf guenon. وقد استخدم كارير البيانات من الشعوب البدائية لانها اقوام طبيعية نسبيا.
ولكل من الاقوام البدائية والحيوانات الرئيسة، استخدم كارير الطرق العملية الرصينة النموذجية للحصول على طول الرجل وبيانات حول ميزيتين فيزيائيتن والتي تم اثبات علاقتها مسبقا مع التنافس الذكري–الذكري والعدوانية لدى الرئيسات، وهما:
فارق الوزن بين الذكور والاناث للنوع الواحد. الدراسات السابقة وجدت ان الذكور يتقاتلون اكثر في الانواع التي تكون نسبة حجم جسم الذكور الى جسم الاناث اكبر.
فارق طول الانياب المجاورة للاسنان القاطعة بين الذكور والاناث، وهي تستخدم للعض اثناء القتال.
استخدم كارير نسبة حجم جسم الذكر الى الانثى وحجم الانياب كمؤشرات رقمية على العدوانية بسبب ان الدراسات الميدانية للرئيسات استخدمت صفات متنوعة لتقييم العدوانية. وهو يقول انها ستكون بمثابة استخدام مجموعة حكام مختلفة لكل متنافس في لعبة محددة من الالعاب الاولمبية مثل الغوص او الرقص على الجليد.
وقد وجدت الدراسة ان طول الرجل ارتبط عكسيا مع كل من مؤشري العدوانية: الانواع الرئيسة التي يكون لها نسبة اختلاف اكبر بين وزن الذكر والانثى وطول اسنان الناب كان لها ارجل اقصر، ولهذا فانها اظهرت مواجهات اكثر بين الذكور.
غير انه لم يكن هناك ارتباط بين طول اليد ومؤشرات العدوانية. يقول كاريثر ان الايدي استخدمت للقتال لكنها "من اجل اغراض اخرى كذلك، كالتسلق وتناول الطعام والتبختر. لذلك فان طول اليد لا يتناسب مع العدوانية باي شكل مبسط".

التحري عن النتائجاجرى كارير تحليلات احصائية متنوعة للتحري عن النتائج. فقد قام اولا بتصحيح طول رجل كل نوع نسبة الى حجم اجسامها. الرئيسات ذوات حجم الجسم الاكبر تميل ارجلها الى تكون اقصر، باستثناء الانسان. وبدون اخذ ذلك في الحسبان فان مؤشرات الارتباط بين حجم الجسم والعدوانية ربما تكون كاذبة.
تحليل اخر صحح حقيقة ان انواع الرئيسات المختلفة ينتمي بعضها الى بعض. على سبيل المثال، اذا كان لثلاثة انواع ذات قرابة مباشرة جميعا ارجل قصيرة، فان ذلك قد يعود الى القرابة –بمعنى ان السلف المشترك كانت له ارجل قصيرة– وليس الى العدوانية. وحتى مع اجراء التصحيحات فان الارجل القصيرة كانت لازالت مرتبطة معنويا مع مؤشري العدوانية.
وقد وجدت الدراسة ان الاناث في كل من الانواع الرئيسة باستثناء الانسان لديها ارجل اطول نسبيا من الذكور. يقول كارير: "اذا كانت الذكور فقط بحاجة الى التكيف من اجل القتال فان من المتوقع ان تكون ارجلها اقصر نسبة الى حجم اجسامها".
وهو يلاحظ ان هناك شواذ لهذه القاعدة. فالبونوبو لديه ارجل اقصر من الشمبانزي، ومع ذلك فهو اقل عدوانية. يقول كارير ان الاتباط بين الارجل القصيرة والعدوانية قد لا يكون كاملا بسبب ان الارجل تستخدم لاغراض كثيرة اخرى فضلا عن القتال.
يقول كارير ان البشر "هم حالة خاصة"، فهم ليسوا اقل عدوانية لان ارجلهم اطول. هناك مرحلة فيزيائية انتقالية بين العدوانية والمشي والركض الاقتصاديين. فالاوسترالوبيثس القصير الجاثم كان قويا وبامكانه البقاء واقفا حينما يتعرض للدفع، لكان ارجله القصيرة جعلته عليلا بالنسبة للجري لمسافات طويلة. غير ان الانسان ذي الارجل الطويلة النحيلة تفوق في الجري. ومع ذلك فهو يتفوق في القتال ايضا. اوضح كارير، في دراسة نفذها عام 2004، ان الاوسترالوبيثس قد تطور الى الانسان البدائي ذي الارجل الرشيقة الطويلة فقط عندما تعلم صناعة اسلحة يستخدمها في القتال.
والان هو يجادل بانه حتى بعد تمكن الاسترالوبيثس من الانتصاب والمشي قائما على الارض، فان سبب محافظتها على الارجل القصيرة لمدة مليوني عام لم يكن لانها انفقت وقتا طويلا على الاشجار، وانما "لنفس السبب الانتقائي للارجل القصيرة للقرود العظيمة الاخرى: الصراع والعنف بين الذكور من اجل التزاوج مع الاناث الخصيبة النشطة". بكلمات اخرى، الارجل القصيرة زادت من احتمالات النصر في القتال للحصول على الاناث، الامر الذي يعني نقل صفاتها المورّثة الى الجيل الجديد.
يقول كارير: "ومع ذلك فاننا لا نعلم حقا الى أي مدى كان الاوسترالوبيثس عدوانيا. اذا كان اكثر عدوانية من البشر المعاصرين فانها كانت حيوانات بغيضة بشكل استثنائي".

لماذا علينا ان نهتم اذا كان الاوسترالوبيثس قصيرا وبغيضا؟يقول كارير: "مع اخذ السلوك العدواني للانسان المعاصر والقردة بنظر الاعتبار، يجب ان لا يفاجئنا العثور على ادلة احيائية على السلوك العدواني لاسلاف الانسان الحديث. ان هذا مهم جدا لان لدينا مشكلة حقيقة مع العنف في المجتمع الحديث. جزء من المشكلة اننا لا ندرك اننا حيوانات عنيفة نسبيا. الكثير من الناس يجادلون باننا لسنا عنيفين. اذا اردنا ان نمنع العنف في المستقبل، علينا ان نفهم لماذا نحن عنيفون".
وهو يضيف: "ان ماضينا التطوري ربما يساعدنا، الى حد ما، على فهم الظروف التي بمقتضاها ينتهج البشر سلوكا عدائيا. هناك عدد من الخطوط المستقلة لادلة تقترح ان الكثير من السلوك العدائي لدى الانسان يعود الى التنافس الذكري–الذكري، وهذه الدراسة متوافقة مع هذه الاراء".
غير ان كارير يقول ان التنافس الذكري لا يوضح بالكامل طبيعة العنف الانساني، ويلاحظ ان هناك عوامل اخرى مثل الصيد، والتنازع مع الانواع الاخرى، والدفاع عن المناطق والموارد الاخرى، واطعام وحماية الجيل الجديد.

Thursday, March 15, 2007

دراسة تثبت ان صفة لون العين يتحكم بها اكثر من مورّث

ScienceDaily.com
اثبتت دراسة اجريت من قبل معهد العلوم الحيوية الجزيئية، ومعهد الابحاث الطبية، التابعين لجامعة كوينزلاند للمرة الاولى وبشكل حاسم ان صفة لون العين لا يختص بها مورّث (جين) واحد. بدلا من ذلك، فقد وجدت الدراسات ان هناك عدة مورّثات تقرر لون عين الشخص، رغم ان بعضها يكون اكثر تأثيرا من الاخر.
يقول الباحث الدكتور ريك ستورم، الذي قاد هذه الدراسة: "كل شخص لديه نسختين من اي مورّث، اكتسب كل نسخة من احد الابوين. هاتين النسختين قد تكونان متشابهتين او مختلفتين. وكان يعتقد عادة ان لون العين يتبع ما نسميه قواعد الصفة المتنحية المندلية البسيطة، بعبارة اخرى لون العين البني يعتبر سائدا على الازرق، فالشخص الذي لديه نسختا مورّث بنيتان، او واحدة بنية واخرى زرقاء سوف تكون عياه بنيتان. ولكي يكون لون عين الشخص ازرقا يجب ان يكون لديه نسختي مورّث زرقاوان، ولا توجد لديه نسخة بنية.
"ولكن نموذج توريث لون العينين باستخدام مورّث منفرد غير ملائم لتفسير مدى التغير في لون العيون الظاهر عند البشر. نحن نعتقد بالمقابل ان هناك مورّثان رئيسان، احدهما يتحكم في اللونين البني والازرق، والاخر يتحكم في اللونين الاخضر والبندقي، ومورّثات اخرى تعمل على تعديل هذه السمة.
"وعلى هذا، خلافا للاعتقاد السائد، من الممكن لوالدين ازرقي العينين ان ينجبا طفلا يكون لون عينيه بنيا، رغم ان ذلك ليس شائعا". ويشبّه الدكتور ستورم هذا النظام بمصباح ضوئي: "ان الآلية التي يتقرر بموجبها لون العين بنيا او ازرقا مشابهة لعملية بديل مفتاح اضاءة المصباح على الوضع تشغيل او اطفاء، بينما يصبح لون العين اخضرا او بندقيا بطريقة مشابهة لنزع المصباح ووضع مصباح اخر مختلف في محله".
وجاء تنفيذ هذه الدراسة من اجل تحديد دور المورّث المسمى OCA2 في توريث صفة لون العين والصفات الصبغية الاخرى وعلاقتها بمخاطر سرطان الجلد لدى المجتمعات البيضاء. وقد تفحص الباحثون 4000 توأم بعمر المراهقة مع اخوتهم واخواتهم ووالديهم لمدة تزيد على خمس سنوات.

Wednesday, March 07, 2007

نزع سلاح الجمرة الخبيثة باستخدام التقنيات الدقيقة

ScienceDaily.com
ترجمة: علاء غزالة
تصوّر عنكبوتا مغطى بالسكر، ولكن بدلا من استدراج المخلوقات الغافلة، فان هذا العنكبوت يسحب بويغات الجمرة الخبيثة (الانثراكس Anthrax) القاتلة، محولا اياها الى اشياء غير مؤذية. لقد قام الكيميائي يا–بينغ سان من جامعة كليمسون وفريقه البحثي بتطوير استراتيجية لعكس اجراءات تسلح الجمرة الخبيثة، وهو عامل بايولوجي استخدم من قبل ارهابي او مجموعة من الارهابيين لقتل خمسة امريكيين عام 2001. وتم نشر نتائج دراسة كليمسون على الشبكة العالمية، في موقع "مجلة جمعية الكيميائيين الامريكيين".
يقول سان: "لكي تكون الجمرة الخبيثة فعالة يجب ان تحوّل الى مسحوق ناعم يمكن ان يدخل بسهولة الى الرئة عندما يستنشق، وهذا ما يجعله قاتلا. ان ما فعلناه هو الاتيان بعامل من شأنه ان يعلق ببويغات الجمرة الخبيثة مما يجعل استنشاقه وادخاله الى الرئة امرا صعبا".
تكون حبيبات الجمرة الخبيثة مغطاة بالكاربوهيدرات، او السكريات البسيطة، والتي تستخدم للاتصال مع، واجتذاب الانواع البايولوجية الاخرى. وقد استخدام فريق كليمسون انابيب كاربونية غاية في الصغر (تسمى نانوتيوب nanotubes ) كمنصة او سقالة لاظهار جزيئات السكر والتي تجتذب بويغات الجمرة الخبيثة. ان هذه الانابيب الكاربونية الدقيقة هي عبارة عن انبوب مجوف مكون من ذرات الكاربون. يبلغ سمك الانابيب الكاربونية الدقيقة – نموذجيا – جزءا واحدا من مائة الف جزء من شعرة انسان واحدة، ويتم تشكيلها عن طريق التسخين الشديد للكاربون. وعندما يتم تغطيتها بالسكر فان الانابيب الكاربونية الدقيقة ترتبط مع بويغات الجمرة الخبيثة، مما يؤدي الى تكوين عناقيد كبيرة لا يمكن استنشاقها، وبالتالي ايقاف خطر الاصابة بها، وايقاف قابليتها التدميرية.
ويقول سان انه تم ايقاف انتشار بكتريا اي كولاي E. coli بطريقة مشابهة تتمثل باستخدام انابيب كاربونية دقيقة مغطاة بالسكر، وتم اختبار هذه الطريقة بنجاح عام 2004. وهو يرى ان الطريقة الجديدة كوسيلة كامنة للاستجابة الاولية في احتواء الجمرة الخبيثة في المكتب او غرفة البريد باستخدام هلام مائي او رغوة او بخاخ. كما انه يعتقد ان لديه تطبيق محتمل في ساحة المعركة بكميات اكبر.
يذكر ان وزارة الزراعة الامريكية والمؤسسة الوطنية للعلوم قدمتا الدعم المالي لهذه الدراسة التي شارك فيها علماء من الصين بالاضافة الى فريق جامعة كليمسون.

Sunday, March 04, 2007

العمارة الاسلامية في القرون الوسطى و رياضيات القرن العشرين

ScienceDaily.com
ترجمة: علاء غزالة
تظهر النقوش المعقدة على قطع البلاط التي تم بناؤها في القرون الوسطى في ارجاء العالم الاسلامي، تظهر هندسة متقدمة للاشكال العشارية شبه البلورية، وهو المبدأ الذي اكتشف من قبل فيزيائيي ورياضيي العالم الغربي في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي. وعلى هذا فان تطبيقات هذه الهندسة في العالم الاسلامي التي تعود الى القرون الوسطى تكون قد تقدمت بنصف الفية على التسيّد الغربي.
يقول( بيتر جي لو) وهو طالب في المرحلة النهائية في قسم الفيزياء بكلية هارفارد للفنون والعلوم: "لا يمكننا الجزم بما يمكن ان يعني ذلك. قد يكون دليلا على قانون رئيس للرياضيات في الفن الاسلامي في القرون الوسطى، كما يمكن ان يكون مجرد وسيلة استخدمها الحرفيون لتسهيل عملية البناء. غير ان من غير المعقول ان تكون جميعها مجرد مصادفة. وفي اقل تقدير فانها ترينا ان الحضارة التي لا نعطيها حقها عادة قد تقدمت اكثر مما كان يُعتقد سابقا".
ان هندسة قطع البلاط ذات التفاصيل الكثيرة التي تأخذ الانفاس هي صفة مميزة للعمارة الاسلامية في العصور الوسطى من منطقة الشرق الاوسط الى اواسط اسيا. افترض مؤرخو الفن لفترة طويلة ان العناصر المبسطة للتخطيطات قد صُنعت باستخدام ادوات بسيطة كالمسطرة والفرجال. ولكن لم يتم التوصل الى توضيح حول كيفية تمكن الفنانين والمعماريين من بناء الكثير من الصروح العظيمة في العصور الوسطى بدون ارتكاب اية اخطاء في انماط الزخارف المعقدة. يقول (لو): "المسطرة والفرجال تعمل بشكل جيد للنماذج المتناظرة المبسطة والمتكررة التي نراها. ولكن من الارجح ان تكون الادوات اكثر قدرة بكثير من اجل توضيح تفاصيل قطع البلاط ذات التناظر العشاري".
وعلى الرغم من انه من الممكن ان يتم صنع هذه النماذج منفردة باستخدام ادوات بسيطة، فانه من الصعب بمكان ان تستنسخ على مقياس اكبربدون احداث تشويه هندسي واسع. لاتوجد سوى تشوهات قليلة في قطع البلاط الاسلامي العائدة للعصور الوسطى، مما قاد (لو) الى الاعتقاد بان هناك عوامل اخرى. يقول (لو): "ان تركيب وتخطيط المئات من الاشكال العشارية باستخدام المسطرة يمكن ان يكون عملا بطيئا للغاية. يبدو من الارجح ان هؤلاء الحرفيين استخدموا قطع بلاط بعينها، والتي وجدناه لدى تفكيك العمل الفني".
قطع البلاط هذه التي اطلق عليها (لو): "الزمرة" تتألف من صف ذي خمس مضلعات متجاورة (عشاري وسداسي وخماسي ومعين وعلى شكل ربطة العنق)، كل منها يمتلك خطوط نقوش فريدة. ربما تمكن حرفيو القرون الوسطى الاسلامية من تنظيم عـُدّة عمل من اجل بناء اعداد ضخمة من قطع البلاط المميزة من دون الاضطرار الى خوض عملية بحثية طويلة ومليئة بالاخطاء لانتاج صف من القطع المنفردة.
يُحتمل تكون "الزمرة" قد استخدمت في انشاء مدى واسع من نقوش البلاط المعقدة في المباني الرئيسة بضمنها المساجد في اصفهان بايران وبورسا بتركيا والمدارس في بغداد والاضرحة المقدسة في هيرات بافغانستان واكرا بالهند. وجد (لو) انه في بعض الحالات استخدمت "الزمرة" من اجل انشاء مخطط ذي مقياسين مميزين في العمارة الاسلامية في القرون الوسطى. هذه الطريقة تنتج تخطيطات لانهائية ذات تناظر عشاري لا يتكرر ابدا، يعرف ايضا تحت اسم "الرصف بالخطوط شبه البلورية" وهي ظاهرة وصفت لاول مرة في سبعينيات القرن العشرين من قبل الرياضي البريطاني الشهير (روجر بنروز)، وتم شرحها بشكل كامل من قبل ستينهاردت ودوف ليفين خلال السنوات الثلاثين الماضية. بالاضافة الى الامثلة المقتبسة من المنشآت لازالت قائمة تعود للقرون الوسطى، استطاع (لو) ان يطابق "الزمرة" مع رسومات فارسية تعود للقرن الخامس عشر، نفذها معماريون من اجل توثيق تقنياتهم. يقول (لو): "لقد وجدنا ادلة على نطاق واسع تفيد باستخدام نفس الطريقة لمدة 500 عام عبر العالم الاسلامي. اقولها مرة اخرى، الزمرة تقدم توضيح منطقي للتصاميم المعقدة".

Sunday, February 25, 2007

إكتشـاف غيـوم.. لا ماء.. على كـوكب بعيد

Space.com
ترجمة: علاء غزالة

قال العلماء مؤخرا ان اكثر التحليلات تفصيلا على الاطلاق للغلاف الجوي العائد لكوكب خارج المجموعة الشمسية لم تظهر اي دليل على وجود الماء، ولكن هناك اشارات لاحتمال وجود الغيوم. يقول ديفيد كاربونيو من مركز هارفارد-سمثسونيون لفيزياء الفلك: "نحن نستنشق اولى نفحات الهواء من العالم الخارجي. ان ما وجدناه كان مفاجأة لنا. بتعبير ادق، لم نجد المفاجأة التي نتوقع".درس كاربونيو وزملاؤه، باستخدام مرقاب سبيتزر الفضائي العامل بالاشعة تحت الحمراء والعائد لوكالة الفضاء والطيران الامريكية (ناسا)، درسوا ما اصطلح عليه بكوكب المشتري الحار hot Jupiter planet والمسمى HD 189733. ان المشتريات الحارة هي كواكب غازية عملاقة تبدو شبيهة بكوكب المشتري في مجموعتنا الشمسية، الا ان مدارها اقرب كثيرا الى النجم الام بما يجعلها شديدة الحرارة. ان سنة على الكوكب HD 189733b تعادل فقط مقدار 2,2 يوم على الارض، ويتلظى الكوكب تحت درجة حرارة 926 درجة مئوية. يقع هذا الكوكب على بعد 60 سنة ضوئية في المجموعة النجمية المسماة الثعلب Vulpecula.
لا توجد حاليا تقنية لفصل الضوء القادم من كواكب بعيدة عن نجومها، لكن العلماء يستخدمون تقنية مختلفة. يوضح ذلك كاربونيو بالقول: "بدلا من فصل الضوء القادم من الكوكب والنجم مكانيا، نحن نقوم بفصلهما زمانيا. نحن ننتظر الكوكب حتى يمر بعيدا عن النظر ليختفي خلف النجم ثم نقيس سطوع النجم بعناية بالغة. بعد ذلك نجمّع البيانات في اوقات اخرى، حينما يكون كل من النجم والكوكب في مرمى النظر. اذا احتسبت الفرق، فان المتبقي–مهما يكن– يجب ان يكون الضوء القادم من الكوكب."في عام 2001 قام فريق كاربونيو، باستخدام مرقاب الفضاء هابل وتقنيات اخرى، باكتشاف كمية قليلة من الصوديوم في الغلاف الجوي لكوكب خارج المجموعة الشمسية. ويُعد هذا الاكتشاف الاول من نوعه للفلكيين في استكشاف الغلاف الجوي للكواكب التي تدور حول النجوم الاخرى.يوضح كاربونيو ذلك بالقول: "يمكننا الآن النظر الى الوان مختلفة ومتعددة. في الماضي، كان لابد من استهداف طول موجي معين وميزة واحدة معينة بسبب هذه الذرة الواحدة. لقد كانت مثيرة للحماس في ذلك الوقت، لكن البيانات التي نقدمها الآن تعطي معلومات اكثر بكثير".
لا آثار للماء
قام فريق كاربونيو بعد حصولهم على طيف الكوكب HD 189733b بإجراء المسح عليه لتفحص (بصمات) جزيئات معينة. تتوقع احدى النظريات ان المشتريات الحارة تحتوي على كميات كبيرة من بخار الماء والميثان ايضا. تتكون الكواكب من نفس المواد التي تتكون منها نجومها، والنجم الذي يدور حوله الكوكب HD 189733b يحتوي على العديد من العناصر المختلفة، من ضمنها الهايدروجين، والهيليوم، والكاربون، والاوكسيجين. لذلك يتوجب وجود هذه العناصر في تركيب الكواكب المتواجدة حول النجم.يقول كاربونيو: "في المشتريات الحارة توجد كمية كبيرة من الهايدروجين والاوكسيجين، وهما يتفاعلان ليتحولا الى جزيئات ماء. وفي هذه الضغوط، فانها تكون غير مرئية". وبطريقة مشابهة، يٌعتقد ان الكاربون والهايدروجين يتفاعلان في المشتريات الحارة لتكوين الميثان. على كل حال، فان اكبر مفاجأة للباحثين تمثلت في عدم العثور على آثار لكل من هذين الجزيئين. ويؤكد كاربونيو: "كنا نتوقع ان يظهر الكوكب اكثر خفوتا نتيجة امتصاص جزئيات الماء في غلافه الجوي للاشعة. لقد كان هذا اعتقادا قويا جدا وتقدم به العديد من المجاميع التي حاولت التنبؤ بالشكل الذي يمكن ان تبدو فيه هذه الاغلفة الجوية".
غيوم عالية ومياه مخفية
تقترح النتائج المستحصلة من فريق آخر بان الماء والميثان موجودان، لكنهما مختفيان تحت غيوم سميكة. استخدم فريق اخر بقيادة جيرمي ريتشاردسون من مركز غودارد للطيران الفضائي التابع لـ(ناسا)، استخدموا مرقاب سبيتزر ايضا لاستحصال طيف الكوكب HD 209458b وهو من كوكب آخر من المشتريات الحارة يبعد 150 سنة ضوئية ويقع في المجموعة النجمية المسماة الفرس الاعظم Pegasus. ولم يظهر الطيف الذي استحصله فريق ريتشاردسون اية آثار للماء او الميثان هو الاخر، ولكنه اظهر لمحات عن السيليكات، وهو جزيء يحتوي على السيليكون والاوكسيجين. وتمثل السيليكات المكون الاعظم للصخور على الارض. ولكن على المشتريات الحارة، حيث تكون الحرارة مرتفعة جدا، فإن السيليكات توجد فقط على هيئة حبات صغيرة من الغبار، تتجمع مع بعضها لتكوين غيوم.
يقول كاربونيو: "ان ذلك يمكن ان يفسر لماذا لا نرى الماء. اذا كان هناك قرص من السحب العالية، فانه سيمنعنا من النظر تحته الى الغلاف الجوي". يوافق مارك سواين، وهو باحث آخر لدى (ناسا)، وقاد فريقا بحثيا آخر لتحليل الكوكب HD 209458b بشكل مستقل، يوافق على ان من المحتمل ان تكون هناك غيوم على المشتري الحار، ولكنه غير مقتنع بان السحب مؤلفة من السيليكات.يقول سواين: "بالنسبة لنا، فان قضية السيليكات غير مٌثبتة. لقد وجدنا ان الطيف متوافق مع انبعاثات حرارية غير مميزة من الغيوم". ولكن ريتشاردسون يقول: "اعتقد بانه صحيح تماما اننا لانفهم تفاصيل ما نرى. ان الميزة التي نراها حقيقية. من الممكن ان شيئا آخر قد تسبب في هذه الميزة. ربما عنصر مختلف. اعتقد انه من المحتمل ان يكون السيليكات".
الفكرة تبقى شائقة
تم وضع الخطط من اجل المزيد من الدراسات على HD 189733b و HD 209458b ومشتريات حارة اخرى، للمساعدة على توضيح الغموض. يقول كاربونيو: "حتى الآن، انها احجية ذات قطع كثيرة. مع توافر المزيد من قطع الاحجية يجب تتوضح الصورة اكثر". ويقول الان بوس، وهو باحث نظري في تكوين الكواكب في معهد كارنيجي بواشنطن، وهو لم يشارك في أي من هذه الدراسات، انه على الرغم من عدم العثور على ادلة تؤكد وجود الماء في الكوكبين المصنفين ضمن المشتريات الحارة، الا ان القدرة على فعل ذلك مثيرة للحماس بحد ذاتها. ويضيف: "ان هذه هي المرة الاولى التي نتمكن فيها من البحث عن الماء في كوكب بعيد خارج المجموعة الشمسية. ان ترنيمة (ناسا) في البحث عن حياة على المريخ هي: (تتبع الماء). ويبقى ذلك صحيحا بالنسبة للكواكب خارج المجموعة الشمسية. ان البحث عن الماء سوف يكون الهدف الرئيس لمركبة الفضاء المسماة (باحث الكواكب الكونية)، والنتائج الحديثة تشحذ شهيتنا لما هو آت حينما تحلق هذه المركبة".