Sunday, May 27, 2007

الصواريخ القديمة حملت بكتريا الى النجوم

Space.com
ترجمة: علاء غزالة

يحتمل ان تكون بقايا الصواريخ المتروكة التي حملت اربعة مركبات فضائية الى حافة المجموعة الشمسية وما وارءها، يحتمل انها تحمل بكتريا ارضية الى المجرة. ان مراحل اطلاق الصواريخ الاربعة العليا، والتي تعرف ايضا بمحركات الاطلاق، هي مسؤولة عن اطلاق فويجر1 وفويجر2 وبايونير10 الى اطراف المجموعة الشمسية، بالاضافة الى ارسال مركبة (ناسا) المسماة نيوهوريزون في طريقها الى الكوكب بلوتو. وتتحرك مراحل الصواريخ تلك في طريقها للخروج من المجموعة الشمسية، فيما وراء تاثير المشس، نحو الفضاء النجمي.
ولم ينفق على مراحل اطلاق الصواريخ بسخاء رغم اهميتها الحيوية لمهمات المركبات الفضائية التي تعد جزءا منها، كما انفق على تلك المركبات.
يقول جون رومل، رئيس علماء الفلك الحيوي في (ناسا): "ليس من المطلوب ان تكون المراحل العليا معقمة"، حيث كان هناك توجه كبير واحد فقط: "المطلوب منها ان لا تضرب اي كوكب في مجموعتنا الشمسية"، وهو اجراء احترازي ضروري طالما كانت الصواريخ تلعب دورا مؤكدا في استضافة عدد كبير من البكتريا الارضية. ربما تكون البكتريا قد وصلت الى ابدان القطع العليا للصواريخ من خلال ايادي وانفاس المهندسين الذين بنوها.

النجاة في الفضاءتتسابق هذه الكائنات المجهرية المسافرة عبر النجوم للخروج من المجموعة الشمسية بسرعة تتراوح بين 7 – 11 ميل في الثانية (11.2 – 17.6 كم في الثانية)، ولكن هل لازالت حية؟ يقول مارك بورجلي من جامعة كينيت في المملكة المتحدة: "النجاة اهم على الارجح من النجاح". درجات الحرارة المنخفضة تجبر الاحياء المجهرية على التحول الى حالة من السبات تسمى البوغ spore .
لقد عادت الحياة الى البكتريا على الارض بعد ملايين السنين من الهمود، وقد كشفت التجارب التي اجريت على البكتريا والاشنات في الفضاء مدى قدرة تحمل هذه العضويات البسيطة. اذا، كم من الزمن يمكن لهذه الاحياء المجهرية ان تستمر في الفضاء وهي متعلقة ببقايا صاروخ؟ يقول بورجلي: "لازال هناك جدال، الف سنة؟ مائة الف سنة؟ نحن لا نعلم".
من الممكن ان تكون حلقات من الاشعاع قد عقمت البكتريا حينما وصلت كل قطعة صاروخ عليا الى المشتري. لقد مرت بقايا المراحل العليا للمركبة بايونير10 بالقرب من هذا الكوب العملاق وعانت مرات عديدة من مستوى الاشعاع القاتل بالنسبة للبشر خلال عبورها من حزام المشتري الاشعاعي. لكن ربما يكون هناك بعض الناجين.
يقول رومل: "بعض انواع البكتريا اكثر قدرة على التحمل من الانسان، لذلك فمن المرجح ان ذلك لم يكن كافيا لقتل البكتريا المتحصنة على او في ثنايا المراحل العليا".

احتماليات قليلةلقد ظلت المراحل العليا للمركبة فويجر1 قرابة 30 سنة، ولايزال امام حمولتها الصغيرة مليارات من الاعوام. ففي غضون 40,000 سنة سوف تمر قطعة المعدن المشاكسة هذه والتي تزن 84 كيلوغراما بالقرب من النجم AC+79 3888 الواقع على مسافة 1.64 سنة ضوئية. هذا النجم هو قزم احمر ومن غير المرجح ان يكون اشعاعه الضعيف قادرا على احياء حتى اكثر البكتريا حياة. قد يمضي وقت اكثر من ذلك بكثير قبل ان تصادف المراحل العليا نجما ذا بيئة مناسبة للعضويات الارضية.
يقول بورجلي: "ليست المشكلة في خروج البكتريا من المجموعة الشمسية. المشكلة في سوف تكون في دخولها الى مجموعة شمسية اخرى، والتقاطها من قبل كوكب ما. ان فرص حدوث ذلك هي ضئيلة للغاية".مع اخذ المدى الزمني المتاح امام حطام الصواريخ الاربعة، فمن الممكن لواحد منها على الاقل ان يصادف كوكبا. ولكن حتى لو كانت بيئة ذلك الكوكب مناسبة للحياة، فان البكتريا التي بقيت في حالة سبات طويلا لن تستقر ببساطة في محيط غريب. لا يمكن توقع هبوط هين. يقول رومل: "الوصول على مجموعة شمسية اخرى شيء ولكن التوقف هناك حيث يكون الطريق غير هداما هو شيء آخر تماما".