Thursday, May 10, 2007

البرمائيات القديمة تطورت قليلا قبل ان تتحول الى اليابسة

ScienceDaily.com
ترجمة: علاء غزالة

طورت البرمائيات القديمة القابلية على تناول الطعام على اليابسة قبل اكمال تحولها الى الحياة البرية، كما يؤكد الباحثون في جامعة هارفرد في تقريرهم المقدم الى الجمعية الوطنية للعلوم. ويستند هذا التقرير على تحليلات اجريت على جماجم البرمائيات الاولى والتي ظهرت قبل 375 مليون سنة خلت، وعلى اسلافها من الاسماك. يقول واضعا الدراسة مولي ماركي وجارلس مارشال ان شكل المفاصل بين عظام الجمجمة المتجاورة، والتي يطلق عليها المقطبات sutures، في اعلى هذه الاسماك والبرمائيات، يكشف الكيفية التي تمكن هذه الحيوانات المنقرضة من الامساك بطرائدها.
يقول ماركي، وهو باحث ومحاضر في جامعة هارفرد، قسم علوم الارض: "استنادا الى معطيات التجارب التي اجريت على اسماك حية، فقد وجدنا ان شكل المقطبات في اعلى الجمجمة يعطي مؤشرا فيما اذا كانت السمكة تمتص طريدتها الى فمها، كما تفعل السمكة الذهبية goldfish، او تعضها مباشرة مثل التمساح. ان حركة العض او المضغ تتسبب في دفع عظام مقدمة الجمجمة الى التلاقي عند نهايتها، بينما تعمل حركة المص الى تفريق هذه العظام قليلا بعضها عن البعض الاخر. بمقارنة سقف الجمجمة للاسماك الحية مع جماجم البرمائيات الاولى واسلافها من الاسماك، تمكنا من تحديد فيما اذا كانت الانواع الاحفورية كانت تتغذى بالامتصاص او بالقضم".
وباستخدام هذه الطريقة، وجد ماركي ومارشال ان في احد الانواع الانتقالية المهمة، وهو البرمائي اكانثوستيغا Acanthostega، يكون شكل المفاصل بين عظام الجمجمة المتجاورة متوافقا اكثر مع آلية قضم الفريسة. ويقول العلماء ان هذا الاكتشاف يقترح ان الاكانثوستيغا الذي يعيش في الماء، ربما عض طرائده في او بالقرب من حافة الماء.
يقول ماركي: "ان مغادرة مملكة البحر نحو اليابسة قد ادى الى سلسلة من التكيفات لمجاراة التغير في الحركة والتنفس والتناسل والاحساس والاطعام. ففي الماء تكون طريقة التغذية بالامتصاص فعالة، ولكنها لا تعمل في بيئة اقل كثافة بكثير. وعلى هذا فلابد ان تكون الكائنات الاولى التي استعمرت اليابسة قد طورت وسائل لمضغ فرائسها".
وقد قاس ماركي ومارشال اولا مقطبات سقف جمجمة السمكة الحية المسماة (متعددة الزعانف Polypterus ) حيث تلتقي عظام جمجمة السمكة. ثم قاما بتحليل نفس المفاصل القحفية في بعض الانواع المتحجرة، وهي الحيوان البرمائي اكانثوستيغا المتحدر من السلف السمكي ايوسثنوبترون Eusthenopteron والحيوان البرمائي المنقرض فونربيتون Phonerpeton ، لمعرفة الكيفية التي يمكن ان تتحرك بها هذه العظام اثناء الاكل. ومن خلال تحليل القوى الصغيرة التي تتحملها المقطبات اثناء عملية تناول الطعام، مثل قوى الضغط او الشد، اتيح للباحثين معرفة الكيفية التي يتغير بها سقف الجمجمة عندما يأكل الحيوان.
يقول ماركي ان الاسماك الحية تظهر تنوعا هائلا في اشكال الاسنان والفكوك، والمفارقة تكمن في الاقتراح بان وسائل التحليل المباشر لفكوك الحيوان المتحجرة سوف تكون اقل دقة في معرفة طرق الاكل في الانواع المنقرضة. مضيفا: "لقد كشفت التحليلات ان النوع البرمائي الاقدم اكانثوستيغا ، بينما احتوى على الكثير من التكيفات بالنسبة الى طريقة معيشة حيوان مائي، فانه كان على الارجح حيوانا قاضما وليس ماصا. وتقترح التحيلات ان البرمائيات قد تطورت قليلا قبل ان تتحول الى حيوانت برية تماما".