Sunday, June 11, 2006

الدفيئة في المناطق المدارية تدفع التيارات الهوائية نحو القطبين

sciencedaily.com
ترجمة: علاء غزالة

اظهرت البحوث التي قادتها جامعة واشنطن ان الجو يسخن اسرع في المناطق المدارية الواقعة ضمن 30 درجة شمال وجنوب خط الاستواء. ولكن العلماء الذين تفحصوا بيانات الاقمار الصناعية، التي تم جمعها خلال فترة اكثر من 25 سنة، وجدوا ان كل تيار هوائي مداري قد تحرك بمقدار خط عرض واحد (70 ميلا او 112 كم) باتجاه القطب. ويقول العلماء ان ذلك سوف يزيد من عرض منطقة الاستواء ويوسّع المناطق الصحراوية في العالم.
يقول كوانغ فو، وهو استاذ مشارك في جامعة واشنطن مختص بالانواء الجوية، ولديه بحث يفصّل هذه المكتشفات: "تلك هي دلائل مباشرة ناتجة عن المراقبة عبر الاقمار الصناعية على ان الدورة المناخية تتغير". بينما يقول شريكه في البحث جون والاس، وهو من جامعة واشنطن ايضا، انه من غير الواضح فيما اذا كانت حركة التيارات الهوائية هذه هي الدليل الرئيس للدفيئة العالمية ام انها مجرد شذوذ. وهو يقول انه مازالت هناك حاجة لمزيد من العمل لفهم بالتحديد سبب تحرك التيارات الهوائية، ولكنه يضيف بانه اذا استمرت تلك الحركة فان التأثير بعيد المدى على تساقط الامطار سوف يكون خطيرا.
يقول والاس: "التيارات الهوائية تشكل حدود المدارين، فاذا كانت تتحرك باتجاه القطب فان هذا يعني ان المدارين اصبحا اعرض. اذا استمرت بالتحرك درجتين او ثلاثة باتجه القطب خلال هذا القرن، فان المناطق شديدة الجفاف مثل الصحراء الكبرى سوف تتوسع باتجاه القطب، ربما بمقدار عدة مئات من الاميال".
قام الباحثون بتحليل بيانات الاقمار الصناعية التي تم جمعها منذ عام 1979 ولغاية عام 2005 ووجدوا ان طبقة التروبوسفير (troposphere) تتعرض الى التسخين اسرع في المنطقة الواقعة عند خط العرض 30 شمالا (والذي يعبر جنوب الولايات المتحدة وجنوب الصين وشمال افريقيا) وعند خط العرض 30 جنوبا (والذي يعبر جنوب استراليا وجنوب افريقيا وجنوب امريكا الجنوبية). ان التروبوسفير هي الطبقة الهوائية الملامسة لسطح الارض وترتفع عنه بمقدار 7.5 ميل (12 كيلومتر)، ويقع ضمنها معظم الجو في الغلاف الجوي.
بينما تساند النماذج الحاسوبية لمناخ القرن الواحد والعشرين بقوة ازاحة التيارات الهوائية نحو القطب، فان هذه النماذج تظهر ايضا ان اسرع تسخين يحدث في الخط المداري فوق التروبوسفير. عوضا عن ذلك فان الباحثين وجدوا ان التسخين يحدث في الواقع اسرع قليلا عند خط العرض 30 في نصفي الكرة منه عند خط الاستواء. يقول (فو) ان التسخين الاضافي في خط عرض 30 قد ساعد في اعادة تشكيل سطوح الضغط الجوي بطريقة دفعت التيارات الهوائية باتجاه القطب. ان موقع التيارات الهوائية - الموجة الاقوى للرياح الغربية الصاعدة -هو في غاية الاهمية لانها تحدد الحدود الشمالية والجنوبية للحزامين الرطب والجاف الرئيسين.
من المشاركين الاخرين في هذا البحث سيلستي جونسون من جامعة واشنطن وتوماس ريتشلر استاذ مساعد في علم الارصاد الجوي بجامعة يوتا. وقد تم تمويل البحث من منحة قدمتها الادارة الوطنية للمحيطات والمناخ والادارة الوطنية للفضاء والطيران.
وقد تفحص العلماء القياسات التي وفرتها معدات تسمى الوحدات الصوتية شديدة القصر microwave-sounding units على القمر الصناعي نوا NOAA . يستعمل القمر الصناعي نفس المعدات والتقنيات لقياس الاشعاع ذي الموجات القصيرة المنبعث عن الاوكسيجن في الغلاف الجوي لحساب درجة حرارتها. قام (فو) وزملاؤه بتحليل هذه القياسات ليتوصلوا الى ان طبقة التروبوسفير في الواقع تسخن بنفس مقدار سطح الارض، وهو دليل رئيس يظهر ان تسخين الارض يجري اسرع مما لو كان نتيجة عمليات طبيعية فقط.
يقول والاس ان البحث الجديد يقترح ان تسارع التسخين المداري لطبقة التروبوسفير، والذي يحرك التيارات الهوائية، يمكن ايضا ان يزيح خطوط العواصف في خط العرض الاوسط باتجاه القطب. وسيؤدي ذلك الى تقليص الامطار الشتوية في مناطق مثل جنوب اوربا بضمنها جبال الالب، وجنوب استراليا.