Monday, July 17, 2006

خرائط كونية تؤكد ضآلة معلوماتنا

space.com
ترجمة: علاء غزالة

على مدى قرون تطلع الناس الى السماوات نحو آلهتهم وإلاهاتهم، وللبحث عن اشارات لفهم طبيعة الكون. الان، اكبر الخرائط التي تم انتاجها على الاطلاق تعطي هؤلاء الذين تاهوا في الظلام بعض التوجيه، ولكنها تؤكد ايضا ان الكون مليء بـ(الطاقة السوداء)، وهي قوة غريبة تدفع المجرات بعيدا عن بعضها البعض بسرعة متزايدة باستمرار.
ان هذه القوة التي يعبر عنها بانها (غير متوقعة) هي واحدة من اعظم الالغاز في الطبيعة والتي لم يتم حلها بعد. بوجود الخريطة وبعدم وجودها، يقر العلماء بانهم لايملكون اية اشارة تقريبا عما يجري. يقول اوفر لاهاي، رئيس مجموعة الفيزياء الفلكية في كلية لندن الجامعة: "لدينا الان رؤية دقيقة عن الاشياء التي يتكون منها كوننا. من المثير ان المادة الاعتيادية التي تتكون منها اجسامنا والتي نختبرها في حياتنا اليومية لا تشكل سوى نسبة ضئيلة من خزينة الكون الكلية".
لقد عرف العلماء منذ عشرينيات القرن الماضي ان الكون هو في حالة توسع. ولكنهم في نهاية التسيعينيات فقط ادركوا ان ذلك يجري في سرعة متزايدة باستمرار. ليس من الواضح كيف يمكن تفسير هذه الظاهرة، فقد استنتجوا ان هناك قوة غامضة، الطاقة السوداء، هي سبب هذا التعجيل. يقال ان هذه القوة الغامضة تشكل 75 بالمائة من خزين الطاقة الكلية في الكون.
ان الخريطة الكونية الجديدة هي اطلس بثلاثة ابعاد وتضم ما يزيد على مليون مجرة وتصل الى مسافات تزيد على 5 مليارات سنة ضوئية. المجرات الاكثر بعدا في الكون تبعد مسافة اكثر من 13 مليار سنة ضوئية، وليست جميعها مفهرسة او حتى تم اكتشافها.
وضعت الخريطة باستخدام تقنيات الذكاء الصناعي التي تساعد التغلب على التحديات المتمثلة بتحديد مدى بعد المجرات من خلال الصور التي تظهرها جميعا بصورة اساسية في بـُعدين. يقول ادريان كوليستر من جامعة كامبريدج: "باستخدام مسافات دقيقة جدا لحوالي 10000 مجرة لتدريب خوارزميات الحاسوب، تمكنا من وضع تقديرات جيد ومنطقية لما يزيد على مليون مجرة. ان هذه التقنية شبه الخيالية هي طريق المستقبل".
ولوضع مثل هذه الخريطة كان على الفلكيين ان يجدوا المسافات بين المجرات. يتم عمل هذا اعتياديا عن طريق اخذ الطيف الكامل لكل مجرة وقياس كيفية استطالة الضوء المنبعث من كل مجرة بينما يتوسع الكون. ولكن هذه العملية مملة وتتطلب وقتا كبيرا لانها تتطلب مراقبة كل مجرة وفصل الضوء المشاهد الى مكونات منفصلة لقياس مقدار الاستطالة.
على كل حال، مع وجود التقنية الجديدة، قاس الباحثون كمية التشويش الضوئي من عينة صغيرة من المجرات التي تعرف الوانها بشكل جيد ولهذا يمكن تجنب الحصول على طيف ضوئي كامل لكل مجرة. ثم يقومون بعد ذلك بتقريب مسافة المجرة من خلال النظر الى صورة رقمية للسماء وصنع خريطة تتضمن ما يزيد على مليون مجرة. خلال وقت قريب، سوف يتمكن اي شخص يستطلع في الشبكة العالمية بنقرات بسيطة ان ينظر الى صورة السماء الجديدة. من المقرر ان تصبح متاحة مجانا على الانترنت.