Thursday, July 27, 2006

طرق التخلص من خطر النيازك

space.com
ترجمة: علاء غزالة

في نسخة عصر الفضاء من مكافحة النار بالنار اقترح عالم فرنسي استخدام احد النيازك لتدمير نيزك اخر بدلا من تركه يضرب الأرض. ان هذه الخطة غير المعتادة مازالت غير مكتملة المحتوى وتسمح للكوكب بان يتعرض إلى رشات من الحطام. ولكنها قد تكون افضل من الضربة التي تقضي على الحضارة.
ليست هناك نيازك حاليا تقع على خط التصادم مع الأرض. ولكن وجود حفر في الأرض يسمح بالافتراض ان احدها سوف يتم اكتشافه لا محالة في نهاية الامر. ليست هناك خطة محكمة حول كيفية حرف مسار او تدمير نيزك قادم، الا ان العلماء فكروا باطلاق صواريخ نحو تلك النيازك، او ازاحتها بهدوء عن مسارات المجموعة الشمسية، او تلغيمها بقنابل نووية.
الفكرة الجديدة تقوم على الامساك بنيزك صغير نسبيا –ربما بعرض 100 قدم (30 متراً)– وذلك بارسال انسان آلي اليه. سوف يحفر الانسان الآلي مواد من سطح النيزك وينفثها في الفضاء بينما تعمل قوة رد الفعل على توجيه النيزك تدريجيا نحو نقطة لاغرانغ Lagrange point، وهي احدى النقاط المفصلية على طول مدار الأرض والتي تتعادل فيها جاذبية الأرض والشمس. يعلم العلماء ان الاجسام يمكن ان تحفظ بشكل مستقر في نقطة لاغرانغ من دون او بقليل من الطاقة.
السلاح الصخري الذي تم امساكه سوف يبقى هناك، مسافرا حول الشمس، متقدما او متأخرا عن الأرض لحين الحاجة. فاذا هدد نيزك كبير بان يضربنا، فسوف يتم تحريك النيزك الصغير نحو المسار باستخدام نفس تقنية الحفر والنفث. سوف تصطدم النيازك الصخرية مع بعضها فيتحطم الكبير ويتحول إلى قطع صغيرة اقل ضررا نوعا ما. التصادم سوف يؤدي إلى نشر حطام النيزك القادم في اتجاهات مختلفة بحيث لا تضرب جميعها الكوكب.
واعتمادا على الكتلة النسبية لكل من الجسمين، فان ما بين 10 إلى 20 بالمئة من كتلة النيزك القادم سوف تضرب الأرض. يقول ديدر ماسونت من مركز الابحاث الفرنسي: "ولكن الحطام سوف يتناثر فوق مجمل الأرض، على امل ان لا يكون بينها قطع كبيرة بما فيه الكفاية لكي تصل إلى سطح الأرض محتفظة بطاقة تدميرية عالية". يقول ماسونت وزميله بينوت ميسيغناك ان التصادم يجب ان تتم هندسته ليحدث على بعد لا يقل عن 620.000 ميل (مليون كيلومتر عن الأرض وسوف يستغرق ثمانية اشهر للتنفيذ انطلاقا من نقطة لاغرانغ. وقد تم بالفعل تعريف نيزك صغير واحد يناسب المهمة، ويسمى 2000 SG344 ويعتقد ماسونت ان هناك الكثير غيره يمكن ان تفي بالغرض.
يقر الباحثون ان نظامهم باكمله ليس مهيأ تماما لوقت عصيب. يقول ماسونت: "نحن على ثقة اكبر بقدرنا على اقتناص النيزك من قدرتنا على اعادة توجيهه نحو الجسم القادم. يتطلب سيناريو المرحلة الاخيرة تلك اجراء المزيد من الدراسة حول المسارات غير المستقرة بشكل كبير، كما هو مطلوب."
وفي هذه الاثناء هناك وجه اخر لهذه الخطة تمكنها من الاستئناف. المواد التي تم تعدينها من نيازك صغيرة قريبة يمكن ان توفر الاوكسجين السائل للمهمات الفضائية الاخرى، وحتى اكثر كفاءة من تعدينه من القمر، كما اقترح باحثون اخرون. الاوكسجين السائل يمكن ان يستخدم كوقود يتم التزود به من محطة وقود كونية بما يمكن المركبات الفضائية ان تنطلق من الأرض حاملة خزانات اصغر بكثير، وبالتالي ارخص باكثير.
يقترح باحثون اخرون ان يتم تعدين النيازك بحثا عن المعادن الموجودة فيها. ويقول الباحثون: "بضعة الاف الاطنان من الاوكسجين قد تصبح متوفرة على حافة مجال جاذبية الأرض".