Thursday, August 03, 2006

الكشف عن مجرّة المرأة المسلسلة

space.com
ترجمة: علاء غزالة

ادى سيل الصور الجديدة من المراقيب الفضائية والارضية إلى تحسين افكار الفلكيين حول المجرة التي تجاور مجرة طريق الحليب (درب التبانة) وتدعى المرأة المسلسلة Andromeda. تم التقاط الصور بواسطة مرقاب وكالة الفضاء الامريكية ناسا NASA الفضائي المسمى سبيتزر اند جاندرا ومرقاب جيميني نورث المنصوب على مونا كيا في هاواي.
تكشف الصور عن تفاصيل جديدة للانتفاخ المركزي والقرص الداخلي، وتحدق ايضا في منطقة قلب المجرة للكشف عن مصدر نبضات الضوء الغامضة. وفي هذه الاثناء تعمل لوحة فسيفسائية تم تشكيلها من آلاف من الصور المنفردة على تجسيد الكمية الكلية للاشعة تحت الحمراء المنبعثة من المجرة بما يسمح للفلكيين حساب "وزن" مجرة المرأة المسلسلة وحساب عدد النجوم التي تتشكل في المجرة كل يوم.
خاط الباحثون ما يزيد على 3000 صورة منفردة ملتقطة بواسطة سبيتزر بالاشعة تحت الحمراء مع بعضها لانتاج سلسلة من الصور الفسيفسائية والتي تعزل النجوم القديمة في مجرة المرأة المسلسلة عن الحجاب السميك من الغبار والغاز الذي يلف جميع المجرة. تشبه صور النجوم القديمة لطخة زرقاء رقيقة بينما تمثل صور الغبار والغاز حلقات متمركزة من النار.
وتسمح الصور مجتمعة للباحثين بقياس الكمية الكلية من الاشعة تحت الحمراء المنبعثة من المرأة المسلسلة وتبلغ مقدار اربعة مليارات مرة بقدر الشمس. ان كمية الضوء التي تعطيها النجمة تتوقف على كتلتها، وعلى هذا يخمن الباحثون ان الكتلة الكلية لجميع النجوم في المرأة المسلسلة يعادل ما يقارب 110 مليارات شمس. ولان معظم النجوم في الكون هي (اقزام حمر) التي تكون كتلتها اقل من كتلة الشمس فان هذه المعطيات يمكن ان تترجم إلى العدد تريليون نجمة.
ويتوافق هذا العدد مع التخمينات السابقة، وللمقارنة فان مجرة طريق الحليب يعتقد بانها تحتوي على 400 مليار نجمة. يقول باولاين بارمبي، وهو فلكي في مركز هارفرد سيمثسونيان لفيزياء الفلك وقد ساعد في تحليل معطيات سبيتزر: "هذه هي المرة الاولى التي يكشف فيها عن تعداد نجوم المرأة المسلسلة باستخدام لمعان المجرة بالاشعة تحت الحمراء".
البيانات الجديدة اتاحت ايضا للفريق حساب عدد النجوم الجديدة التي تولد في المرأة المسلسلة كل عام. وقد تبين ان هذا الرقم قليل على نحو مفاجيء، ويقول بارمبي انه يبلغ في المتوسط 0.6 كتلة شمسية كل عام. وللمقارنة فان طريق الحليب تنتج نحو ستة نجوم سنويا حسب تخمينات حديثة.
تقدم ملاحظات منفصلة من فريق يعمل تحت قيادة كنوت اولسن في مرقب جيميني نورث بهاواي للفلكيين صورا عالية الدقة وغاية في العمق اكثر من اية صور اخرى للانتفاخ في مركز المرأة المسلسلة والقرص الداخلي التقطت بالاشعة القريبة من تحت الحمراء. العديد من المجرات العظيمة، بضمنها مجرتنا، تضم تركيزا عاليا من النجوم في انتفاخ قرب المنتصف. ومثل هذا الانتفاخ يتمدد بشكل ملحوظ فوق وتحت محور التدوير الخارجي للمجرة.
تظهر الصور الافا من النجوم المنفردة واقعة ضمن مسافة 6،500 سنة ضوئية عن مركز المجرة. وبمطابقة هذه المعلومات مع معطيات اخرى، تمكن الفريق من الاستنتاج بان معظم هذه النجوم هي قديمة نسبيا وتتألف من عناصر ثقيلة مشابهة لشمسنا. المكتشفات الجديدة تشير إلى ان القرص الداخلي للمرأة المسلسلة كان موجودا قبل ما لا يقل عن ستة مليارات سنة، او ما يقرب من نصف عمر الكون، وانها ربما كانت موجودة دون ان يطرأ عليها طاريء نسبيا لمدة قد تكون اطول من ذلك.
الصور الجديدة ذات التشفير اللوني التي التقطها مرقاب ناسا المسمى جاندرا الذي يعمل بالأشعة السينية اعطت الفلكيين نظرة اعمق إلى مركز المرأة المسلسلة. تبين الصور ما يشبه مجموعة من النقاط المندمجة مع سحب غازية منتشرة وتبعث الاشعة السينية. يعتقد العلماء ان الغاز تعرض للتسخين عن طريق موجات صدمة تشكلت اثناء حدوث انفجارات للنجوم العظيمة (السوبر نوفا).
ان تحليل بيانات الاشعة السينية يكشف بان المصادر النقطية ترتبط بانظمة النجوم الثنائية والمتشكلة من النجوم النيوترونية او الثقوب السود، والتي تبتلع المادة من سطح نجم طبيعي. وبينما تقع المادة باتجاه النجم النيوتروني او الثقب الاسود فانها تسخن بالاحتكاك إلى عشرات الملايين من الدرجات إلى ان تبعث الاشعة السينية.
ان مجرة المرأة المسلسلة، التي تعرف ايضا بـ Messier 31 هي اقرب المجرات الينا، وتبعد فقط 2.5 مليون سنة ضوئية وتقع في مجموعة (المرأة المسلسلة) النجمية. ويبلغ عرض قرص هذه المجرة 260،000 سنة ضوئية وهو اكبر من عرض مجرة طريق الحليب البالغ 100،000 سنة ضوئية. وعلى الرغم من كونها اكبر وتمتلك ضعف عدد النجوم في مجرتنا، فان مجرة المرأة المسلسلة هي بمقدار نصف كتلة مجرتنا لانها تحتوي قدرا اقل من المادة السوداء.