Thursday, August 17, 2006

الفلكيون يفاجأون بمقدار تطور ابعد عنقود مجرات

space.com
ترجمة: علاء غزالة

تـُظهر صورة كونية جديدة نقطة شبحية زرقاء وسط محيط من النقاط الحمر، وما هي الا غاز شديد الحرارة داخل مجرة متغلغلا في الفضاء خلال اكثر عناقيد المجرات المكتشفة لحد الان بعدا عنا. ركز المكتشفون انظارهم على العنقود XMMXCS 2215-1738-، والذي يقع على بعد 10 مليارات سنة ضوئية، لاقتناص لمحة مشوقة عن المراحل الاولى في التكوين.
اكتشفت المجرات المنفردة على مسافات ابعد. ولكن العنقود المكتشف حديثا يحتوي على بضعة مئات من المجرات مرتبطة مع بعضها البعض بقوى جاذبية متبادلة. وقد تم اعلان هذه المكتشفات في الاجتماع الـ208 لجمعية الفلكيين الامريكية.

حديث وقديم
السنة الضوئية هي المسافة التي يقطعها الضوء في سنة، وهذا يعني ان الضوء القادم من هذا العنقود قد استغرق 10 مليارات سنة للوصول الينا. وبما ان عمر الكون يقدر بـ 13.7 مليار سنة، فان العنقود الذي تم تسجيله لابد وان يكون قد تشكل عندما كان الكون يافعا.
ويلاحظ ادم ستانفورد، وهو احد اعضاء الفريق الذي قام بالكشف، بدهشة: "مما لدينا يبدو ان هذا العنقود البعيد ممتليء بالنجوم القديمة". ويقول ستانفورد وزملاؤه ان الكتلة الكلية للعنقود هي بما يكفي لاحتواء 500 ترليون نجمة ذات كتلة تعادل كتلة شمسنا. يقول ستانفورد، وهو باحث في جامعة كاليفورنيا، ان هذه هي كتلة نجمية غير متوقعة بالنسبة لعنقود من المجرات يمكن ان تكون قد وصلت اليها في تلك الفترة المبكرة من تطور الكون.

مكتشفات (ساخنة)
ستانفورد واعضاء فريق مسح العنقود XMM الاخرون، وهم فريق دولي من الفلكيين، توصلوا الى اكتشافهم بضم نتائج الملاحظة عن طريق القمر الصناعي الاوربي نيوتن متعدد المرايا والعامل باشعة اكس، مع الملاحظات البصرية المأخوذة من المرقب كيكKeck في مونا كيا بهاواي الذي تبلغ قطر مرآته العاكسة عشرة امتار.
يقول احد اعضاء الفريق، روبرت نيكول وهو من جامعة بورتسموث في انكلترا ان الغاز المتداخل في المجرات ضمن العنقود الذي تم تسجيله يشع طاقة قوية جدا من اشعة اكس، بدرجة حرارة تبلغ عشرة ملايين درجة مئوية. ويضيف ان ذلك هو ما جعل اكتشاف هذا العنقود على هذه المسافة ممكنا. وهو ما يجعل تلك المكتشفات (ساخنة) بكل معنى الكلمة طالما انه العنقود الاكثر سخونة على الاطلاق الذي تم العثور عليه لحد الان في مسافة قصية جدا.
ولكن المكتشفات لا تنتهي عند هذا الحد. فنيكول يقول انه ضمن الرقعة من الكون التي يغطيها فريق مسح العناقيد فانهم يرون لمحات لما يزيد على 1600 عنقود مجرات اضافية بانتظار تأكيد وجودها ودراستها بالتفصيل. يقول نيكول: "العدد الكلي من العناقيد يعتمد على كمية المادة السوداء هناك. لذلك فان هذا سيعطينا قياسا رائعا عن كمية المادة السوداء في الكون". والمادة السوداء هي المادة الغامضة التي يقول الفلكييون انها لابد ان تكون موجودة، استنادا الى حقيقة انه لا توجد مادة اعتيادية كافية في المجرات لمنعها من التشتت وتقطع اوصالها.

اكتشافات اخرى
يقول ستانفورد ان عناقيد المجرات شديدة البعد كتلك تمنح الفلكيين فرصة عظيمة "لدراسة تكوين المجرات كما كانت تبدو في المراحل الاولى من عمرها الزمني". كما ان ستانفورد هو عضو في فريق آخر لدراسة عنقود مجرات قدّم نتائجه في نفس الاجتماع. وقد استخدم هذا الفريق، تحت قيادة مارك برودوين من وكالة الفضاء الامريكية، مرقاب سبيتزر لاكتشاف قرابة 300 عنقود ومجموعة مجرات ("مجموعة" المجرات تحتوي على مكونات اكثر قليلا من التي تتوفر في العنقود المجري المتوسط). ان ما يزيد على المئة من تلك العناقيد المكتشفة يقع على بعد هائل يزيد على ثمانية مليارات سنة ضوئية.
يوضح برودوين: "ان مرقاب سبيتزر قادر على رؤية الاشعاع الحراري لهذه العناقيد المجرية بشكل موجات تحت الحمراء. سوف نكون قادرين الان على استخدام عناقيد المجرات تلك كنموذج مختبري ضخم لدراسة تطور الكون".