Thursday, August 03, 2006

التوصل الى آلية الحساسية تجاه الطعام

sciencedaily.com
ترجمة: علاء غزالة

تمكن الباحثون من تعريف احد البروتينات الذي قد يكون مسؤولا عن التسبب بحساسية الطعام، الامر الذي قد يقود الى تطوير التجارب التي لا تعتمد على اختراق الانسجة لزيادة الدقة في التعرف على حساسية الاطعمة الحقيقية، استنادا الى دراسة نشرت في عدد تموز من مجلة (الجهاز الهضمي Gastroenterology)، وهي مجلة مخصصة لاعضاء الجمعية الامريكية لاختصاصيي الجهاز الهضمي.
تقدم حساسية الاطعمة عادة مشكلة فريدة من نوعها حيث انه لا يتوافر لدى كل مريض مستوى يمكن قياسه من الاجسام المناعية نوع E في مصل الدم، خصوصا المرضى الذين لديهم حساسية متأخرة. ان عددا من طرق الاختبار الموثوقة متوفرة للطعام ولانواع الحساسية الاخرى، بضمنها الاختبارات الجلدية واختبار مصل الدم للاجسام المناعية نوع E. على كل حال، قد لا تشخص هذه الاختبارات حساسية الاطعمة بدقة. يعتبر اختبار الطعام الفموي الاكثر دقة لقياس حساسية الطعام ولكنه مكلف جدا اداريا، ويتطلب ظروفا مسيطر عليها. الجسم المناعي نوع E هو عبارة عن بروتين تنتجه خلايا البلازما (او خلايا B وهي ونوع من كريات الدم البيض) مهمته السيطرة على الاستجابة المناعية لخلايا الدم، وذلك بتجميع السوائل التي تنتجها تلك الخلايا حول مواد تم تعريفها على انها غريبة عن الجسم. وهذه الدراسة، والتي تمت في كلية طب ماونت سيناي، نيويورك، اظهرت للمرة الاولى ان البروتين CD23، الذي يتواجد طبيعيا في منطقة الامعاء، يقوم بدور المتحسس للاجسام المناعية نوع E وهي بروتينات مرتبطة برد الفعل التحسسي، وتمكنها من المشاركة في رد الفعل المتسم بالحساسية للطعام.
تقول الدكتورة سيسيليا بيرين، وهي استاذ مساعد في هذه الكلية ومسؤولة الدراسة: "نحن نعتقد ان وجود CD23 قد يوفر طريقة بديلة عن طريق فحص القناة الهضمية بدون اجراء اختبارات الاختراق مثل اختبار نزع الانسجة". اظهرت نتائج الدراسة ان CD23 يمكن ان يتواجد في نماذج الغائط من مرضى حساسية الطعام، ولكن ليس في عينة السيطرة، مما يقترح اما زيادة في مستويات CD23 في الخلايا المعوية، او تفكك الـ CD23 بفعل مهيجات الحساسية لدى مرضى حساسية الطعام. بالاضافة الى ذلك، وجد الباحثون ارتباطا قويا بين مستوى CD23 والاجسام المناعية نوع E المخصصة للطعام، بما يظهر توفر الاجسام المناعية نوع E للتفاعل مع CD23 خارج سطح جدار الامعاء الدقيقة.
جمع الباحثون عينات الغائط من تسعة اطفال مرضى (بعمر يتراوح بين ثلاثة الى 17 سنة) من الذين خضعوا لفحوصات الطعام الفموي والتي تم اعطائهم خلالها اما البيض او الحليب في ظروف مسيطر عليها. جميع المرضى لديهم تاريخ في التحسس لهذه الاطعمة وتفاعلوا ايجابيا من خلال طرق الفحص الاخرى. ظهرت الاعراض لديهم خلال ساعتين بعد تناول الطعام وتضمنت طفح جلدي، او مصاعب في التنفس، او مشاكل في الامعاء، او خليطا من هذه الاعراض. تمت مقارنتهم مع عينة سيطرة مكونة من خمسة اطفال ليس لديهم تحسس للاطعمة.
تقول د. بيرين: "استنادا الى نتائج دراستنا، ننوي ان نجري تجارب اوسع على المرضى الذين لديهم خلل في التحسس للطعام لمعرفة كيف يرتبط CD23 في الغائط مع المكتشفات السريرية. نحن نأمل في التوصل الى ان CD23 يقدم هدفا واعدا حول التحسس للاطعمة يقود الى دقة اكبر وسهولة اكثر في اجراء الفحوصات على هؤلاء المرضى".
يقدر بان حوالي اربعة الى ستة بالمائة من الاطفال الامريكيين دون الرابعة من العمر وما يقرب من اثنين بالمائة من البالغين مصابون بحساسية ضد الطعام، استنادا الى المعهد الوطني للحساسية والامراض المعدية. ويقدر واضعوا الدراسة بان 3.5 – 4 بالمائة من حساسية الاطعمة هذه هي بوساطة الاجسام المناعية نوع E. وبينما يعتقد الكثير من الناس بان لديهم حساسية للطعام، فان غالبية الافراد يعانون من (التعصب) الغذائي.
الحساسية للطعام هي استجابة مناعية مبالغ فيها والتي يقوم الجسم خلالها بانتاج الهستامين والاجسام المناعية والتي تؤدي الى ظهور اعراض في الجهاز الهضمي والمجاري التنفسية والجلد وفي الحالات الاكثر شدة تسبب صدمة انافيلاكتيك anaphylactic shock وهو رد فعل عام وقاتل. هذه الحساسيات تصنف عادة في شكل آلام في منطقة البطن، والاسهال، والغثيان، والطفح الجلدي، وتعرق الاجفان والوجه والشفاه واللسان، قصور في التنفس او الزفير، صعوبة في البلع، من بين اعراض اخرى كثيرة. اكثر مسببات الحساسية شيوعا هي الفستق وطلع الاشجار وقشور السمك والسمك نفسه والدقيق والحليب.