Sunday, September 17, 2006

الكون قد يكون اكبر واقدم من التوقعات

Space.com
ترجمة: علاء غزالة

قدّم مشروع يهدف الى تكوين طريقة اسهل لقياس المسافات الكونية –بدلا من ذلك– ادلة مفاجئة بان كوننا الضخم والقديم قد يكون اكبر واقدم مما كان يعتقد سابقا. يقول احد العلماء ان من الصعوبة بمكان موائمة المكتشفات الجديدة مع الافكار الحالية حول طريقة تطور الكون.
فقد وجد فريق البحث بقيادة السيستي بونانوس، من معهد كارنيجي في واشنطن، ان مجرة مجموعة المثلث Triangulum والتي تعرف ايضا بـM33، تبعد عن مجرتنا طريق الحليب بمقدار 15% اكثر من الحسابات السابقة. وتقترح هذه المكتشفات ان ثابت هابل Hubble constant، وهو عدد يستعمل لقياس معدل تمدد وعمر الكون، هو في الحقيقة اقل بمقدار 15% عن العدد الذي اظهرته الدراسات السابقة.
يوافق معظم الفلكيون حاليا على ان ثابت هابل هو بحدود 71 كيلومتر لكل ثانية لكل ميغابارسك (الميغابارسك megaparsec هو ما مقداره 3,2 مليون سنة ضوئية). اذا كانت هذه القيمة اصغر بمقدار 15%، فان الكون اقدم واكبر بمثل هذه القيمة كذلك.
يقدر العلماء عمر الكون بمقدار 13,7 مليار سنة (وهو رقم أخذ في الثبات منذ عام 2003 استنادا الى قياسات الاشعاع المتبقي من عهد الانفجار العظيم Big Bang)، ويقدرون عرضه بمقدار 156 مليار سنة ضوئية. والمكتشفات الجديدة تعني ان عمر الكون يبلغ 15,8 مليار سنة وعرضه 180 مليار سنة ضوئية.

طريقة جديدة لقياس المسافة
توصل الباحثون الى استناجهم المذهل بعد استعمال طريقة جديدة اخترعوها لحساب المسافات بين المجرات، وهي الطريقة التي يقولون انها اكثر دقة وتتطلب خطوات اقل من التقنية القياسية. يقول كرزيستوف ستينك من جامعة ولاية اوهايو: "لقد اردنا طريقة مستقلة لقياس المسافة، طريقة من خطوة واحدة تمكننا في يوم واحد من قياس الطاقة المظلمة واشياء اخرى".
استغرق تطوير الطريقة الجديدة عشرة اعوام واعتمدت على قياسات بصرية واخرى بالاشعة تحت الحمراء جمعت من مراقيب من مختلف انحاء العالم. لقد تطلع البحاثة الى النظام النجمي الثنائي في M33 حيث يخسف احد النجمين الاخر كل خمسة ايام. وعلى خلاف النجوم المفردة، فان كتل النجوم الثنائية يمكن حسابها بدقة متناهية استنادا الى حركتها. ويمكن للبحاثة، عن طريق معرفتهم بكتل النجوم، ان يحسبوا شدة اشعاعها الحقيقية (شدة الاشعاع Luminosity: هي مقدار الطاقة التي يبعثها النجم في وحدة الزمن)، او مدى اللمعان الذي ستظهر عليه لو كانت قريبة.
ان الفرق بين شدة الاشعاع الحقيقية وشدة الاشعاع الملاحظة يعطي المسافة بين النجم والارض. تقترح نتائج الفريق ان تلك النجوم تقع على بعد 3 ملايين سنة ضوئية عن الارض، او ما يقارب نصف مليون سنة ضوئية ابعد مما كان متوقعا باستخدام قيمة ثابت هابل المقبولة عموما.

ليس مستحيلا
يقول لورنس كراوس، استاذ الفلك ورئيس قسم الفيزياء في جامعة كيس ويسترن ريسيرف، والذي لم يكن طرفا في هذه الدراسة، انه من الصعب تقبل فكرة تقليل ثابت هابل بهذا المقدار. ويضيف: "تنسجم الاشياء بصورة حسنة جدا مع ثابت هابل. انه يتوافق تماما مع عمر العناقيد الكونية كما احتسبناها، وعمر الكون. سيكون من الصعب، ولكن ليس مستحيلا، تغيير الاشياء بمقدار 15 بالمائة".
يقول ستينك ان فريقه يخطط لمتابعة مكتشفاته بقياس المسافات اما لنظام نجمي ثنائي آخر في M33 او بالبحث عن نظام نجمي ثنائي آخر في مجرة اخرى، ربما مجرة المرأة المسلسلة. مضيفا: "انه في غاية الاهمية ان نحصل على قياسات مستقلة لثابت هابل. ان هذا هو الهدف الذي نعمل من اجله".