Wednesday, May 03, 2006

لمحة جديدة حول الاجسام التي قصفت الارض قديما


Space.com
ترجمة: علاء غزالة

اضاف التحديد الزمني لصخور القمر الذي اجري حديثا دليلا آخر الى العدد المتنامي من الادلة التي تشير الى ان الارض والقمر قد تعرضتا الى سيل من النيازك الضخمة خلال فترة زمنية تعود الى حوالي 3.9 مليار عام مضت.
كما مرت على الارض فترة من القصف النيزكي الشديد تسمى فترة "القصف الكثيف المتأخر"، وكان لها مشاركة مهمة في الحياة على الارض، حيث انها تتصادف تقريبا مع الوقت الذي يعتقد العلماء انه شهد ظهور البكتيريا الاولية في كوكبنا.
قام الباحثون بتفحص حوالي 50 عينة من الصخور المنصهرة جمعها رواد الفضاء خلال رحلات ابولو في اواخر الستينيات والسبعينيات. وقد وجدوا، باستخدام تقنيات قياس الاشعاع في تحديد الازمان، ان جميع الصخور -مع استثناءات قليلة- تبلغ من العمر بين 3.8 و4 مليارات من السنين. ان عمر الارض نفسها يبلغ 4.5 مليار سنة.
والاكثر من ذلك ان العديد من النماذج اظهر "بصمة" كيميائية مختلفة، مما يحمل على الظن انها تشكلت من نيازك مختلفة ومن الصخور القمرية. يقول روبرت دنكان، من جامعة ولاية اوريغان: "الدليل واضح بانه كانت هناك موجات قصف نيزكي متكررة".
النيازك تؤثر على الارض كذلك
ما عليك سوى النظر الى القمر لترى انه قد اصيب بكثافة. ان جميع الفوهات المشاهدة هي سجل لضربات سابقة، وما لم تـُمحَ الفوهة بضربة لاحقة اكبر فانها تبقى نسبيا بدون تغيير، لان القمر لا يمتلك غلافا جويا يؤثر عليها، والنشاط الداخلي كالبراكين والزلازل قليل فيه. ان مثل هذا النشاط يعمل على تغيير وجه الارض بصورة مستمرة.
يقول العلماء ان اي نشاط نيزكي أثر فيما مضى في القمر فانه أثر في الارض ايضا. ولكن الادلة من الكون الخارجي على " القصف الكثيف المتأخر" شحيحة جدا. يقول دونكان: "لسوء الحظ، لم نستطع العثور على الكثير من الصخور الموغلة في القدم على الارض لان سطح الكوكب يتجدد باستمرار عن طريق نشاط الصفائح التكتونية (المسببة للزلازل)، اضافة الى عوامل التعرية". على كل حال، اكتشف الباحثون في عام 2002 نسخة من عنصر التنكستن في صخور رسوبية بكمية لا تتوفر عادة على الارض. يُعتقد ان هذا التنكستن هو من اصل كوني ويقدر عمره بحوالي 3.7 مليار سنة، او اكثر.
المشاركة في صنع الحياة
ان سطح القمر المغطى بالفوهات هو دلالة على ان الارض كانت تتعرض للاغارة بسيل ثابت من النيازك -يبلغ قطر بعضها 6 أميال (9.6 كيلومتر)- لفترة تبلغ 100 مليون سنة. ان اي شكل من اشكال الحياة كان موجودا او في حالة تطور على الارض في ذلك الوقت كان معرضا لخطر مستمر للزوال من الوجود.
من المحتمل ان الحياة ظهرت بعد ان خفت وطأة القصف. اما اذا كانت قد بدأت قبل ذلك، فانها من الممكن ان تكون قد تعرضت للتشويش او البدء من جديد بسبب وابل النيازك المنهمرة بكثافة.
يقول دنكان: "يمكن ان تكون الحياة قد اتخذت لها ملجأ في عمق الفوهات او الشقوق، او انها كانت في عمق المحيط. ولكن الارض كانت مكانا بائسا للعيش. لقد تعرض القمر للقصف بشكل مستمر من خلال هذه العملية، ومن الصعب التخيل ان الحياة، اذا كانت قد بدأت قبل هذا الزمن على الارض، يمكن لها ان تنجو". يقول دنكان واخرون ان هناك احتمالية اخرى مثيرة، تكمن في ان النيازك بدلا من ان تكون مركبات الموت والدمار، فانها يمكن ان تكون جلبت الحياة، او الجزيئات المهمة التي ادت الى نشوء الحياة على الارض.
الاصول تبقى غامضة
ان سبب "القصف الكثيف المتأخر" يبقى سرا غامضا. لكن العلماء قد جاءوا بتفسيرات خلاقة لما يمكن ان يكون عليه هذا الحدث المنشط. يقول دنكان: "من الممكن ان تصادما حصل بين الكوكب العاشر والحادي عشر. او هناك احتمال ان الطبقة الخارجية من نبتون قد بعثرت مذنبات وقطعا صغيرة من اجسام الكواكب، مسببة تصادمات في الحزام النيزكي. ان مرور نجم مجاور بشكل قريب كان يمكن له ان يحدث مثل هذا التأثير".
بينما يفترض علماء اخرون ان المسؤول عن ذلك هو زوغان العالم الكوني الخامس المسمى "الكوكب الخامس" (Planet V). يفترض ان هذا الكوكب النظري قد تشكل جنبا الى جنب مع عطارد والزهرة والارض والمريخ، ولكن الشمس ابتلعته فيما بعد، وذلك قبل مدة طويلة.
وقبل ان يتحطم الكوكب الخامس، على كل حال، فانه يمكن ان يكون قد شوش الجزء الداخلي من الحزام النيزكي بين المريخ والمشتري بسبب مداره الشاذ جدا. محتمل ان ذلك سبب زيادة كبيرة في عدد الاجسام التي تقطع مسار الارض والقمر، حسبما تذهب اليه النظرية.
وتورد نظرية جامحة اخرى انه قبل اربعة مليارات من السنين دخل مدارا المشتري وزحل في حالة رنين متزامن (synchronous resonance ) والتي قذفت بعيدا مدارات الكواكب الاخرى والكواكب الحديثة التكوين، مما احدث حالة مؤقتة من الفوضى في داخل النظام الشمسي. مهما يكن الامر فان جميع هذه السيناريوهات هي مجرد تأملات.